المحامي/ يعقوب المطير
حسبما تم تداوله في الوسائل الإعلامية، وكذلك وكالة فارس الأنباء الإيرانية، فقد عزمت الأندية الإيرانية الأربعة (برسبولس، الاستقلال، شهرخودرو، سباهان) الانسحاب من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2020 (النسخة الحالية) التي بدأت الأسبوع الماضي؛ وذلك احتجاجًا على الخطاب الرسمي الذي تلقاه الاتحاد الإيراني لكرة القدم من الاتحاد الآسيوي، ويعلن فيه منع إقامة واستضافة مباريات الفرق الإيرانية على أرضها في دوري أبطال آسيا، على أن يتم لعب مباريات الفرق الإيرانية على أرض محايدة. ويأتي قرار الاتحاد الآسيوي بسبب سوء الأوضاع الأمنية التي تعيشها إيران في الوقت الراهن، وآخرها قيام إيران بإسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية الذي تسبب في مقتل 179 راكبًا، كانوا على متن الطائرة المدنية الأوكرانية.
هذا التكتل الإيراني يشدِّد على أن الأندية الإيرانية لن تخضع لقرار الاتحاد الآسيوي الصادر مؤخرًا، وتتمسك بلعبها مبارياتها على أرضها في إيران، وليست على أرض محايدة، وأرسلت قرارها إلى الاتحاد الآسيوي، وننتظر ماذا سوف تسفر عنه القرارات النهائية من الاتحاد الآسيوي خلال الأيام المقبلة.
هذا التوتر الإيراني الآسيوي على المستوى القاري والرياضي الذي نشهده حاليًا هو كذلك نسخة كربونية من التوتر الإيراني الأمريكي على المستوى الدولي والسياسي والأمني بعد مقتل قائد الحرس الثوري قاسم سليماني في العراق من قِبل السلطات الأمريكية قبل نحو أسبوعين. ويبدو أن إيران تريد إقحام وخلط السياسة بالرياضة دون مراعاة ضرورة الاستقرار الأمني والسياسي، وكذلك ضمان وحماية الفرق الرياضية والبعثات الدولية. وطالما أن إيران فشلت من القيام بتوفير الحماية الأمنية للبعثات الدولية على المستوى الدبلوماسي والدولي فكيف تقوم بتوفير الحماية الأمنية على المستوى الرياضي؟ وهذا أحد الأهداف الرئيسية للاتحاد الآسيوي بتوفير الحماية الأمنية للفرق والبعثات الرياضية في البطولات الرياضية التي تقع تحت مظلة الاتحاد الآسيوي.
إذا استمر قرار الاتحاد الآسيوي كما هو عليه دون تغيير، وكذلك استمر قرار تكتل الأندية الإيرانية الأربعة بالانسحاب من دوري أبطال آسيا، ربما تصدر عقوبات مشددة على الاتحاد الإيراني والفرق الإيرانية بشطب نتائج الفرق الإيراني في النسخة الحالية، مع حرمان الفرق الإيرانية من المشاركة في النسخ القادمة من البطولات الآسيوية؛ وبالتالي تطبيق حصار على الأندية الإيرانية، وعزلها عن المشهد الآسيوي؛ لذلك نحن من المنتظرين ماذا سوف تسفر عنه نتائج وحيثيات القرار النهائي من الاتحاد الآسيوي. وربما تذهب هذه القضية إلى محكمة «الكاس» في سويسرا للفصل في هذا النزاع الإيراني الآسيوي.