«الجزيرة» - الرياض:
تواكب أرامكو السعودية بوصفها شركة متكاملة ورائدة عالمياً في مجال الطاقة والكيميائيات الأهداف الإنمائية للمجتمع المحلي والمجتمعات العالمية من خلال تنفيذ العديد من المشاريع سواءً في مجال الطاقة أو القطاعات التي ترتبط بها، إذ إن للشركة قاعدة واسعة من الموارد، والبنى التحتية، والقدرات التقنية التي تؤهلها لمواصلة توريد منتجاتها من النفط الخام، والغاز، والمنتجات المكررة لعملائها بكفاءة عالية.
وتشهد أعمال الشركة توازنًا دقيقًا بين كميات النفط الخام والغاز المُستخرجة وأنظمة وطرق تعويض ذلك من خلال الاستمرار في تطوير وتطبيق أساليب ذكية لجمع ومعالجة المعلومات من أجل تحسين مستوى وضوح ودقّة البيانات السيزمية، وبالتالي تعزيز قاعدة مواردها، ورفع معدلات الاستخراج.
أثمرت جهود الشركة في أعمال التنقيب والإنتاج عن اكتشاف كثير من حقول النفط الخام والغاز التي تم خلالها توظيف أحدث التقنيات التي توصلت إليها من خلال مراكز أبحاثها. ففي عام 2006م، اكتشفت أرامكو السعودية حقل كرّان على مسافة 160 كيلو مترًا إلى الشمال من مقر الشركة الرئيس في مدينة الظهران. وتدفقت الكميات الأولى من الغاز غير المصاحب للنفط الخام في يوليو 2011م، بعمق يتراوح بين 40 و60 مترًا في المياه العميقة والمتوسطة للخليج العربي.
إنتاج قبل الموعد المحدد
اكتشف حقل كرّان عندما تم حفر بئر كرّان -6 في تكوينات خف، وجاء اكتشاف الغاز في مكامن الصخور الجيرية التي تكونت قبل 200 إلى 300 مليون عام في العصرين الجيولوجيين البرمي والترباسي. ويُعد مكمن الخف، الذي يصل سمكه الإجمالي إلى ألف قدم، أكثر أقسام تكوين الخف سماكة في المملكة. ويتراوح عمق تكوين الخف من 10.500 إلى 13.500 قدم. ويصل الضغط في آبار الإنتاج إلى أكثر من 7.000 رطل للبوصة المربّعة، مما تطلّب تصميم الآبار وأنابيب نقل الغاز وأنظمة التحكم بمواصفات هندسية خاصة.
ويُعد حقل كرّان أول حقل مغمور للغاز غير المصاحب للنفط الخام تطوّره الشركة، وأسهم الغاز المنتج من الحقل في زيادة طاقة إنتاج المملكة من الغاز بنسبة 18 %. ووصل المشروع، الذي تم إنجازه قبل الموعد المحدد له بشهرين، إلى كامل طاقته الإنتاجية البالغة 1.8 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا، في أبريل 2012م، لتلبية الطلب المتزايد في المملكة على غاز البيع واللقيم الصناعي والوقود المستخدم في تحلية المياه وتوليد الطاقة الكهربائية.
وتتكون مرافق الحقل من خمس منصّات إنتاج بحرية، تتصل بمنصّة ربط رئيسة مجهزة بمصادر الطاقة الكهربائية، ووسائل الاتصال، وأحدث مرافق المراقبة والتحكّم القادرة على تنفيذ أعمال التشغيل في المنطقة المغمورة بصورة مأمونة وموثوقة.
ويأتي إنتاج الحقل من 21 بئرًا إنتاجية موزعة على منصّات الآبار البحرية، تبلغ قدرة البئر الواحدة منها نحو 120 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم. ويتم نقل الغاز الخام عبر خط أنابيب تحت سطح البحر بطول 110 كيلومترات إلى معمل الغاز في الخرسانية لمعالجته عبر ثلاث وحدات، تبلغ سعة كل منها 600 مليون قدم مكعبة قياسية، وتضم مرافقًا لتحلية الغاز، وتحسين الغاز الحمضي، وإزالة الماء من الغاز، وتبريد البروبان التكميلي.
منظومات معالجة متعدّدة
تعمل أرامكو السعودية على إنتاج واستخدام بعض أكثر التقنيات ابتكارًا وتطورًا على مستوى القطاع من أجل تعزيز أعمال استخراج الموارد النفطية لأقصى قدر ممكن، وذلك ما يبدو في أعمال حقل كرّان الذي يُعد من أهم الأصول ضمن أعمال الغاز غير المصاحب للنفط الخام في المملكة.
ويرتبط حقل كرّان بسلسلة خطوط أنابيب لنقل الغاز إلى مرافق المعالجة على اليابسة في معمل الغاز بالخرسانية، إذ تتم معالجة الغاز عبر عدد من منظومات المعالجة التي تتضمن مرافقًا لتحلية الغاز، وتحسين جودته. كما تتضمن المرافق التي تم إنشاؤها على اليابسة كذلك، معملًا للتوليد المشترك للطاقة الكهربائية بطاقة إنتاجية تبلغ 450 ميغاواط، ووحدة لاستخلاص الكبريت مع صهاريج تخزين، ومحطات فرعية، وخط أنابيب لنقل الغاز المُنتج يتصل بشبكة الغاز الرئيسة في المملكة.
وكانت الشركة قد أرست العقود البرّية لحقل كرّان على شركتي «بتروفاك» البريطانية الدولية لخدمات النفط والغاز، وشركة «هيونداي» للهندسة والبناء الكورية الجنوبية، والعقد الخارجي على شركة «جي ري ماكديرموت» الأمريكية التي نفذت الأعمال الهندسية وأعمال التصنيع والتركيب لأربع منصّات للحفر والإنتاج في المنطقة المغمورة، حيث تم ربط هذه المنصّات بخطوط أنابيب تجتمع في منصّة رئيسة خامسة وهي منصّة الربط والتجميع، إضافة إلى مد خط أنابيب رئيس بطول 110 كيلو مترات، لنقل الغاز الحامضي من المنطقة المغمورة إلى اليابسة لتتم معالجته في مرافق الخرسانية للغاز، فيما وقّعت عقد تطوير مرافق استخلاص الكبريت مع الشركة الكورية الجنوبية «جي إس للهندسة والإنشاء».
تطوير الحقل
تأكيدًا لدور أرامكو السعودية الريادي باعتبارها موردًا موثوقًا للطاقة، وباستخدام التقنيات الحديثة في أعمال الإنتاج، أطلقت في منتصف عام 2011م المرحلة الأولى من مشروع تطوير هذا الحقل، والتي أضافت طاقة إنتاجية بلغت 500 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز، غير أن هذا الغاز كان يعالج في مرافق معالجة الغاز المصاحب للنفط الخام في معمل الخرسانية، أما وحدات المعالجة التي تمثّل المرحلة الثانية من هذا المشروع فقد تم تخصيصها لمعالجة الغاز غير المصاحب للنفط الخام المستخرج من حقل كرّان.
وكانت الدراسات أثبتت إمكانية إنتاج النفط الخام بالفعل من حقل كرّان في التكوين العربي قبل اكتشافه عام 2006م الذي استهدف مكمن غاز خف الكربوني الأعمق. وبدأت أعمال تطوير الحقل في مايو 2008م، فيما تم في يوليو 2011م نقل أول شحنة غاز بمقدار 400 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم، وذلك بعد خمسة أعوام فقط من الاكتشاف.
رفع استخدامات الغاز
من خلال جهودها المستمرة في تطوير أعمال النفط الخام والغاز، تمضي أرامكو السعودية في تنفيذ خطتها الإستراتيجية التي ترتكز إلى رفع استخدامات الغاز في محطات التحلية والكهرباء من 50 إلى 70 %، وهي من أعلى النسب في العالم. مع تأكيد التزامها بتوفير اللقيم لمصانع البتروكيميائيات التي ستنشأ خلال الفترة المقبلة.
وتعمل الشركة على رفع إنتاجها من الغاز من 16 مليار قدم مكعب إلى نحو 20 مليار قدم مكعب بحلول عام 2021م، إذ ستضيف عام 2019م نحو 2.5 مليار قدم مكعب، وفي أوائل عام 2021م نحو 1.3 مليار قدم مكعب من الغاز يوميًا، وذلك ضمن خطة أعلنتها عام 2016م للوصول إلى إنتاج 23 مليار قدم مكعب بحلول عام 2025م.
إنعاش المشتريات المحلية
تخطو أرامكو السعودية خطوات ثابتة لضمان الاستغلال الاقتصادي والتجاري لاحتياطيات الغاز عبر استخدام معدات الحفر المتطورة، وأعمال التكسير الهيدروليكي متعدد المراحل، وتوظيف أحدث التقنيات في الحقول والمكامن.
واستهدفت الشركة في مشروع كرّان توفير مصدر وقود مستمر لصناعة التكرير عن طريق استبدال الوقود السائل الأغلى ثمنًا بالغاز الطبيعي الأنظف والأرخص. ووفّر خلال ذروة أعماله الإنشائية أكثر من 11 ألف فرصة عمل في مجال الإنشاء، والمئات من فرص العمل الدائمة. كما أسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي، عائدًا بالنفع على القوى العاملة المحلية من خلال التدريب والتطوير. وتم ضخ نحو 1.8 مليار دولار إلى الاقتصاد المحلي، فضلاً عن 500 مليون دولار لشراء المواد من الأسواق المحلية، ما أسهم إلى حد كبير في إنعاش اقتصاد المملكة من خلال مصادر المشتريات المحلية.
سعوديون في التشغيل والإنتاج
في إطار حرص أرامكو السعودية على إشراك الموظفين الشباب في جميع الجوانب التنفيذية والتشغيلية لمرافق كرّان، حقق المشروع فرصًا لتوظيفهم وتدريبهم لتشغيل وصيانة مثل هذه المرافق عالية التقنية. كما أسهم في تنمية خبرات المهندسين منهم، وذلك ضمن برنامج التطوير المهني للجامعيين في الشركة.
وقد تمت جميع أعمال التشغيل والإنتاج وفقاً لأعلى متطلبات السلامة، وبأيدي مشغلين وفنيين ومهندسين سعوديين من ذوي الكفاءات بعد اجتيازهم دورات تدريبية مكثفة في كيفية تشغيل وإدارة منصات الغاز البحرية، ووحدات المعالجة على اليابسة للغاز غير المصاحب للنفط الخام. كما تم تنفيذ جميع الأعمال وفقاً لأفضل المواصفات المطبقة في هذا المجال، مع التقيد بأفضل معايير السلامة ومراقبة الجودة. وروعي كذلك أن يكون تشغيل هذه المرافق ضمن أعلى معايير المحافظة على البيئة، ما كان له عظيم الأثر في ارتقاء مرافق المشروع إلى أعلى مستويات المثالية في التشغيل والتطوير.
جائزة مشروع العام
أسهمت جهود أرامكو السعودية في تطوير مشاريعها، وتوظيف التقنيات الحديثة فيها، في تحقيق العديد من المنجزات الدولية التي تضاف إلى سلسلة إنجازاتها ونجاحاتها المتوالية، فكان أن حصدت الشركة جائزة أفضل مشروع غاز للعام في مؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز الذي عُقد بأبو ظبي، في ديسمبر 2013م، عن أعمالها في مشروع كرّان الذي يُعَدُّ من أكبر المشاريع التطويرية العالمية.
وحصلت أرامكو السعودية أيضاً على جائزة أفضل شركة نفطية متكاملة للعام تقديرًا لجهدها المتميز في إدارة المشاريع الضخمة، ومنها غاز كرّان، الذي فاز بالعديد من الجوائز الإقليمية والدولية، وسبق ترشيحه ضمن أفضل عشرة مشاريع لجائزة التميز في تكامل المشاريع في المؤتمر التقني الدولي للبترول لعام 2013م بالعاصمة الصينية، بكين، إضافة لفوزه كذلك بجائزة أفضل مشروع في مجال النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول تحت شعار «التميز في مجال الطاقة لعام 2012م»، التي تمنح لمشروع يحمل ابتكارًا إقليميًا من خلال أسلوب متميّز.
المعلومات والتوقعات المستقبلية
يحتوي هذا الإعلان على إفادات وتوقعات مستقبلية. جميع هذه الإفادات، ما عدا الإفادات التي تتضمن حقائق تاريخية مذكورة في هذا الإعلان تُعَدُّ إفادات وتوقعات مستقبلية. تعتقد أرامكو السعودية بأن الإفادات والتوقعات المستقبلية مبنية على افتراضات وتوقعات معقولة. ومع ذلك، يجب التحذير بأن هذه الإفادات والتوقعات المستقبلية لا تشكل ضمانًا للمستقبل، حيث إن العديد من المخاطر والعوامل قد تؤدي إلى اختلاف الوقائع بشكل جوهري عن تلك المتوقعة في الإفادات والتوقعات المستقبلية.