«الجزيرة» - متابعة محمد المنيف:
الحديث عن المسابقات والجوائز يطول ويتشعب لا يخلو من سلبيات منتقد للإعداد والتنظيم، بعيدا عن أهمية الهدف الذي تقام من أجله أي من المسابقات يقابلها مواقف إيجابية محفزة ومشجعة وداعمة على المستوى الرسمي أو من المستهدفين بالمسابقات المتنافسين المنتظرين ليكونوا من الفائزين.
مسابقات عدة منها الرسمي الذي تعده وتنظمه وتشرف عليه مؤسسات حكومية ومنها الخاص التي يقيمها مؤسسات في القطاع الخاص وأخرى فردية تحمل اسم من قام عليها، ومنها على سبيل المثال هذه المسابقة للفنان ضياء عزيز أحد رواد الفن التشكيلي وقامة في مجال الإبداع الواقعي والانطباعي أصبح أحد رموز الفن التشكيلي السعودي والعربي.
مسابقة أقيمت أولى دوراتها قبل عام كانت مخصصة لرسم البروتريه.. وفاز فيه الفنان فايع الألمعي بجدارة شارك فيه عدد كبير من الفنانين.
التشكيليون والتنافس على مسابقة ضياء عزيز الثانية
وقبل أيام احتفلت جدة بالدورة الثانية للمسابقة لتي خصصت هذا العام لرسم الحصان العربي الذي يحق لكل مبدع استلهام ما يتمتع به من صفات أخذت نصيبها في الشعر وفي اللوحة والمنحوتة ليصبح عنواناً ومصدر إلهام لهذه لمسابقة.
وأقيم حفل لهذه المسابقة رعاه الأمير فيصل بن عبدالله، بحضور رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الأستاذ عبدالعزيز السماعيل، والفنان ضياء عزيز ضياء، ومدير مكتب فرع وزارة الإعلام بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ وليد فقيه، وعدد كبير من الحضور، شمل رؤساء أندية أدبية ومديري فروع جمعيات الثقافة والفنون بالمملكة وفنانين تشكيلين وإعلاميين.
بدأ الحفل الذي حظي بتقديم الإعلامي سعد زهير والإعلامية سها الوعل بكلمة لرئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الأستاذ عبدالعزيز السماعيل والذي تحدث باسم مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون ومنسوبيها، متطرقاً لكل ما يختص بالجائزة، معرباً عن شكره الخاص لجمعية الثقافة والفنون بجدة ومديرها محمد آل صبيح ومنسوبيها، مثمناً حضور الجميع وتشريف الأمير فيصل بن عبدالله، والبرفيسورة الإيطالية فيرونيكا بيراشيني.
ثم ألقى راعي المسابقة صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله كلمة بدأها بسروره بتواجده ضمن حفل لجائزة لفن تشكيلي «لاسيما وأن موضوعها لهذا العام 2019 عن الحصان ذلك المخلوق النبيل «مسترجعاً الذكريات حول تأسيس الاتحاد السعودي للفروسية»، والذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه المولى- وأُشهر عام 1990 للميلاد، كما حقق الاتحاد أول ميدالية أولمبية سعودية بمدينة سيدني عام 2000 للميلاد، كذلك العمل لسنوات لإخراج المنتج الموسوعي الثقافي (فروسية) وتنظيم معارض الفروسية بمدينة كنتاكي عام 2010 للميلاد بمناسبة إقامة الألعاب العالمية، والتي حققنا فيها الميدالية الفضية، والبرونزية والتي توافقت مع الألعاب الأولمبية المقامة -آنذاك- في لندن عام 2012 للميلاد»، مستعرضاً في كلمته مسرحية آخر الفرسان، والتي أفاد بأنها عرضت في مدريد عام 2013، وهي تحاكي انتصار الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- بالحصان كقوة ضد قوة الحصان موحداً بذلك مملكتنا الغالية، معرباً عن شكره لجمعية الثقافة والفنون وللمشاركين وللفائزين.
وفي كلمة من صاحب الجائزة الفنان ضياء عزيز ضياء والتي أعلن من خلالها موضوع النسخة المقبلة عن (المرأة السعودية) بدأها بالشكر لكل من عمل على إنجاز نسختها الثالثة والحالية ولجمعية الثقافة والفنون ممثلة برئيس إدارتها الأستاذ عبدالعزيز السماعيل وفرعها في جدة ممثلاً في مديرها محمد آل صبيح ولجنة التحكيم، مبيناً عدد الأعمال التي تقدمت للجائزة -والتي حملت موضوع الحصان العربي- بأكثر من 230 عملاً، ليكون الاختيار من نصيب 63 عملاً، مشيداً بدقة وتميز هذه الأعمال، لينتقل في كلمته عن تركز الجائزة على التميز والتفرد في فن الرسم ولهدف التحفيز للإبداع والابتكار لدى الفنانين، مناشداً في ثنايا كلمته وزارة الثقافة ممثلة في وزيرها الشاب سمو الأمير بدر بن فرحان «أن تبدأ وزارة الثقافة بإنشاء الأكاديميات والمعاهد الفنية وبناء المتاحف الفنية الخاصة بالفنون التشكيلية على غرار المتاحف التي نراها في كل مدينة وقرية من مدن وقرى العالم المتحضر لدعم الفنان السعودي الناشئ وإعطائه الفرصة التي استحقها بجدارة، وشحذ موهبته وتقويتها».
وكان لعضو لجنة التحكيم السيدة الايطالية فيرونيكا بيراشيني كلمة أعربت فيها عن سعادتها لزيارة مدينة جدة والتي وصفتها بالرائعة، شاكرة الجميع.
وقالت «أدهشني المستوى الممتاز في الأعمال الفنية من حيث الجودة التصويرية والإبداع الفني، في ظل عدم وجود مدرسة وجامعة للفنون لتدريس الكثير من التاريخ ثقافتكم القديمة، حيث إننا في الغرب قد استلهمنا كثيراً من ثقافة الفن الإسلامي الذي تميز بالتجريد».
وكان الحضور على موعد مع الموسيقى، حيث استمعوا لعزف من آلة القانون للدكتور عبدالله باحشوان وعلى السايكسفون وعازفها سعد الحارثي ليختمها الفنان طارق عبدالله على آلة العود وسط ابتهاج من الحضور.
وفي ختام الحفل، قام راعي الحفل صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله يشاركه الفنان ضياء ورئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الأستاذ عبدالعزيز السماعيل والأستاذ محمد آل صبيح مدير فرع الجمعية في جدة بتسليم الفائزين جوائزهم التي جاءت على النحو التالي المركز الأول للتشكيلية خديجة الربعي ومبلغ (50 ألف ريال)، والمركز الثاني من نصيب التشكيلية زهرة الخزبر ومبلغ (30 ألف ريال)، كما حاز التشكيلي نادر العتيبي على المركز الثالث ومبلغ (20 ألف ريال).
بعد ذلك تم تكريم رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الأستاذ عبدالعزيز السماعيل ومدير جمعية الثقافة والفنون بجدة محمد آل صبيح، ليستمر التكريم من قبل اللجنة العليا المنظمة للمسابقة لرئيس مجلس إدارة الجمعية لدعمه، وتكريم لكل من لجنة التحكيم البرفيسورة الإيطالية فيرونيكا والأستاذة نادية زهير والفنان ضياء عزيز والداعمين والراعية شركة ليان تسلمتها الأستاذة غادة الطبيشي ومجموعة الزاهدية تسلمها المهندس طلال، والشركة المنظمة تسلمها المهندس فيصل يماني، والفنان الإعلامي محمد المنيف والفنان فهد الربيق والقنوات الناقلة ولمقدمي الحفل وللعازفين.
وقال مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة في نهاية الحفل المسابقة حققت أهدافها المرجوة وتطورت بشكل كبير خلال دوراتها الثلاثة الماضية، وإن شاء الله ستحقق المزيد من التقدم، وشكر سمو الأمير فيصل بن عبدالله على دعمه ورعايته، وشركة ليان الثقافية ومجموعة الزاهدية ممثلة في المهندس طلال زاهد، كما شكر الأستاذ فيصل يماني وفريق عمله، وشكر كذلك رئيس مجلس إدارة الجمعية الأستاذ عبدالعزيز السماعيل على حضوره ودعمه للفرع وبرامجه، وبارك للفائزين، وتمنى للجميع التوفيق.
وفي تصريح لمدير فرع جمعية الثقافة في جدة الأستاذ محمد آل صبيح التي قامت على تنظيم المسابقة قال إن مسابقة ضياء عزيز ضياء حققت في نسختها الثالثة وموضوعها الحصان العربي الأهداف المرجوة ولله الحمد، فقد شهدت المسابقة مشاركات واسعة من مختلف أنحاء المملكة ورشحت اللجنة المحكمة 63 عملاً لتحكيمها نيل جوائز المسابقة، وفي يقيني أن مسابقات الثقافة والفنون لا يوجد فيها خاسر فالجميع رابح لأن الأهداف سامية وأبارك لمن ذهبت لهم جوائز المسابقة، وأهنئ الوسط التشكيلي بهذا المستوى الرفيع الذي أذهل المحكمة الإيطالية وهي أستاذة الرسم في أكاديمية الفنون بروما، وهذا يؤكد جودة مخرجات المسابقة، وأشكر رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عبدالعزيز السماعيل على دعمه لفرع جدة ومديري فروع الجمعية في المملكة على حضورهم ومشاركتهم، كما أشيد بسمو الأمير فيصل بن عبدالله على دعمه المستمر، وليان الثقافية الشريك الاستراتيجي، كما أشكر المهندس طلال زاهد، والأستاذة نادية زهير على دعم المسابقة، وأرجو أن تستمر المسابقة فقد أصبحت علامة مضيئة في مشهد الفنون التشكيلية في الشرق الأوسط.