اختار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بحكمته المعهودة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء، واستقبل قرار اختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وليًا للعهد بحفاوة كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي، لا سيما أن التعيين جاء بعد قرار هيئة البيعة بأغلبية 31 عضوًا، وبمباركة هيئة كبار العلماء، ما يعني أن إجراءات اختيار وتعيين سموه الكريم لولاية العهد تمت وفق إجراءات نظامية، وتوجت بالبيعة الشرعية، فكان اختيار سمو الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد قد جاء عبر الطرق والقنوات السليمة الواضحة كما هي عادة مؤسسة الحكم السعودية ينقل السلطات والتعيينات بكل سلاسة، فحين طلب ولي الأمر ملك البلاد من الشعب مبايعة سموه الكريم وفقاً لما تمليه قواعد الشرع؛ سارعت فئات الشعب السعودي بترحاب وقناعة لمبايعة سمو الأمير محمد بن سلمان بولاية العهد وعلى السمع والطاعة لولاة الأمر.
ولي العهد عطاءات وإنجازات
عُرف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بمواهبه المتعددة ونظرته المستقبلية، عرفه شعب المملكة العربية السعودية على أنه الرجل المسئول المقدام صاحب الرؤية بعيدة المدى، ويتمتع بملكات القيادة والرئاسة والصلابة والرأي وحكمة التدبير، وقد صدقت رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- بحسن اختياره لسموه كقيادة شابة مبدعة تتمتع بمواهب ابتكارية لحلول غير تقليدية، وهو ما تحتاجه المرحلة الحالية والمستقبلية لمملكة العزم والحزم كما يخطط لها مهندس النهضة الحديثة للمملكة الملك سلمان بن عبد العزيز -أيده الله- وهو ما يعمل على تنفيذه سمو ولي العهد ويسابق الزمن لتحقيقه لرفاهية شعب المملكة وتقدمها وتطورها في إطار خطط عصرية مدروسة بحكمة وتروٍ، وثمرة لهذا التخطيط تبدو الأعمال الجليلة لسمو ولي العهد كمشروعات تطويرية غير مسبوقة وليست تقليدية أو تكراراً لما سبقها، ومن ذلك هندسته -وفقه الله- لرؤية المملكة 2030 الرامية لتنويع مصادر الدخل وتنفيذ برامج محكمة للإصلاح الاقتصادي والإداري وتطوير شامل للقوات المسلحة والقدرات الدفاعية للمملكة العربية السعودية.
ويسجل ضمن جهود سمو ولي العهد عمله الدؤوب وأفكاره النيرة فيما يتعلق بالدفاع عن حدود المملكة، والوقوف بوجه أنصار الحوثي عميل ملالي الفرس باليمن، والتصدي لهم ولاعتداءاتهم على حدود بلادنا الجنوبية، كما تجدر الإشارة لجهود سموه بعقد القمة العربية الإسلامية - الأمريكية بمدينة الرياض وحضرها عدد كبير من زعماء الدول الإسلامية والعربية والخليجية، كما حضرها الرئيس الأمريكي دولاند ترمب في سابقة عالمية هي الأولى من نوعها، وحققت القمة جملة من الأهداف المشروعة، كالإجماع على أن إيران هي الراعية والداعمة الرئيسة للإرهاب بالعالم، وخلال هذه القمة العالمية وقعت المملكة ودول الخليج مع الولايات المتحدة مجموعة من اتفاقيات الشراكة المهمة، واستطاع المؤتمرون إقناع الجانب الأمريكي بأن الدين الإسلامي الحنيف هو دين السلام والاستقرار، كما أن المملكة العربية السعودية قدمت للعالم خلال القمة مشروعًا عالميًا لمحاربة الإرهاب والتطرف الفكري، وما هذه إلا أمثلة مختصرة لإنجازات سمو ولي العهد -حفظه الله.
دافوس الصحراء
ضمن مبادرات وجهود ومتابعة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز عقد المؤتمر الذي يُعرف رسميًا باسم (مبادرة الاستثمار في المستقبل) أو دافوس الصحراء؛ للمرة الثالثة بمدينة الرياض، ويُنظر إليه على أنه الحدث الاستثماري السنوي الرئيس للمملكة العربية السعودية، وتحضره نخب اقتصادية واستثمارية ومؤسسات ومراكز بحثية وتجارية بمجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار الدولي، ويستقطب ممثلين للشركات الكبرى متعددة الجنسيات، والقادة السياسيين ورؤساء حكومات ووزراء وبعض منظمات المجتمع المدني المختارة، إلى جانب بعض المحامين والصحفيين والأكاديميين المختارين بعناية، وذلك للنقاش والتباحث في المشكلات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم ووضع حلول مناسبة لها، ووضع مسودات لخطط ومشروعات اقتصادية مشتركة.
نيوم والقدية نموذج للإنجازات
مشروع البحر الأحمر الوجه العالمي للسياحة السعودية جاء بين جملة المشروعات الحيوية العملاقة التي تبنى سمو ولي العهد إنجازها لبداية عهد جديد من التطوير والتحديث بالمجالات الاقتصادية والسياحية والاستثمار متعدد الجوانب والوجوه، فقد أعلن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة إطلاق المشروع السياحي العالمي بالمملكة بمسمى مشروع (البحر الأحمر)، يقام على إحدى أكثر المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعاً في العالم، بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفندقة لتطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه، وعلى بُعد مسافات قليلة من إحدى المحميات الطبيعية بالمملكة والبراكين الخاملة بمنطقة حرة الرهاة، وسيشكل المشروع وجهة ساحلية رائدة تتربع على عدد من الجزر البكر في البحر الأحمر، وإلى جانب المشروع تقع آثار مدائن صالح التي تمتاز بجمالها العمراني وأهميتها التاريخية الكبيرة، وتحكم المشروع معايير جديدة تطمح للارتقاء بالسياحة العالمية عبر فتح بوابة البحر الأحمر أمام العالم من أجل التعرف على كنوزه وخوض مغامرات جديدة تجذب السياح محلياً وإقليمياً وعالمياً على حد سواء، ليكون المشروع مركزاً لكل ما يتعلق بالترفيه البريء والصحة والاسترخاء، ونموذجاً متكاملاً للمجتمع الصحي والحيوي.
وبعد إعلان سمو ولي العهد عن مشروع الوجه وأملج ومشروع (نيوم) بما تحمله من أفكار معمارية وحلول هندسية وتقنية إبداعية جديدة؛ تحول شمال البحر الأحمر إلى وجهة اقتصادية واجتماعية سكانية وسياحية رائعة، كما أكملت الجهات المعنية بالدولة عدداً من المشروعات كانت للبنية التحتية وتنمية المناطق والمحافظات هناك، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
جازان: إعادة تأهيل الميناء ومدينة اقتصادية ومحطة تحلية الشقيق.
والشعيبة: محطة تحلية تغذي مكة المكرمة وجدة والطائف، وبها مدينة الملك عبدالعزيز الاقتصادية في ثول.
رابغ: مصاف البترول ومشتقاته.
ينبع: مدينة صناعية لمعظم الصناعات البتروكيماويات.
أملج والوجه: مشروع البحر الأحمر، المشروع السياحي المعلن.
مدين: مدينة نيوم بمنطقة تبوك.
كما أن اكتشافات البحر الأحمر تتوالى من الإعلان عن كشف نفط وغاز على الشواطئ وداخل البحر، والخلجان المرجانية والثروة السمكية، وطرق التجارة الدولية، والارتباط عبر الجسر البحري والبري (جسر الملك سلمان الذي يربط السعودية بمصر عبر البحر الأحمر)، وترتبط بالبحر الأحمر مناطق: جازان، عسير، مكة المكرمة، المدينة المنورة، تبوك، وهي مقومات اقتصادية غنية ومتنوعة ومتعددة، وبنية تحتية تشجع على المشروعات والجذب السكاني والسياحي.
مشروع القدية
القدية عاصمة الترفيه المستقبلية الأولى من نوعها بالمملكة والأكبر بالعالم، فقد أكد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن مشروع (القِدِيّة) الذي وضع حجر أساساته بداية العام 2018 وافتتاح المرحلة الأولى منه ستكون - بإذن الله - في العام 2022 إنه سيحدث نقلة نوعية بالمملكة، ويدعم توجهات الدولة ورؤيتها الحكيمة الهادفة إلى تحقيق المزيد من الازدهار والتقدم للمجتمع والمضي قدماً في الارتقاء بمستوى الخدمات بالعاصمة الرياض، لتصبح واحدة ضمن أفضل 100 مدينة للعيش على مستوى العالم، كما يعني مشروع إنشاء أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم؛ توجهات القيادة الرشيدة وبمتابعة سمو ولي العهد - حفظه الله - لتعزيز الجوانب الاقتصادية والتنموية داخل المجتمع وإيجاد مصادر جديدة للدخل. وتقع المدينة الجديدة بمنطقة (القِدِيّة) جنوب غرب العاصمة الرياض، وستكون الأولى من نوعها في العالم، وستشتمل منطقة سفاري كبرى، وينتظر أن تصبح معلماً حضارياً بارزاً ومركزاً مهماً لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية بالمملكة.