متابعة - وكالات:
أعلنت مصادر في المعارضة الإيرانية أن أعداد قتلى التظاهرات في البلاد المستمرة منذ 6 أيام تجاوز 200 قتيل، فيما قدر عدد المعتقلين من قادة الحراك إلى أكثر 2000 ناشط، في الوقت الذي أبدت الأمم المتحدة قلقها من الوضع في إيران.
وأفاد ناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإِنسان، أمس الثلاثاء، بأن لديه تقارير تؤكد أن عدد القتلى في مظاهرات إيران «بالعشرات»، مبديًا قلقه من استخدام قوات الأمن الإيرانية للذخيرة الحية، ومن أنباء عن «انتهاكات للقانون الدولي».
ولا تزال المظاهرات تجتاح المدن الإيرانية بداية بالعاصمة والمدن الرئيسة، فيما تفيد معلومات من الداخل الإيراني عن سيطرة الثوار على بعض المدن الصغيرة والبلدات في الأقاليم.
من جانبها جددت رموز في نظام الملالي تهديد المتظاهرين بأن قوات الحرس الثوري لم تدخل بعد لقمعهم، ما يمهد لمشهد أكثر دموية في الأيام المقبلة.
واللافت في احتجاجات الإيرانيين في الأيام الماضية أنها كانت غاضبة ضد الحوزات الدينية، وأحرق بعضها في مناطق متعددة، ما يؤشر على أن الإيرانيين بدؤوا يجنحون باتجاه العلمانية؛ وخصوصًا أن أربعة عقود من حكم الحوزات كشفت أنها تأخذ ولا تعطي، ورجال الدين الذين يحكمون البلاد اكتسبوا قوتهم المجتمعية من خلال شعبيتهم كرجال دين مقدسين.
ورفع المتظاهرون شعارات مفادها أن تلبية الاحتياجات الإنسانية مقدّمة على العبادات، وبالتالي مقدَّمة على المقرات الدينية التي وصفها المحتجون بأنها شركة صغيرة لا يجوع صاحبها، خاصة أنها لا تقدم لهم لا حماية ولا دعمًا بل تتركهم في مواجهة مع عسكر النظام، حرق الحوزات تعبير عن اتهام لرجال الدين بالفساد المالي والإداري والسياسي، وهذا تبدل فكري عميق في الوعي الإيراني وجد طريقه للظهور مع الأجيال الشابة التي تصارع للتخلص من نظام ولاية الفقيه.