عرض وتحليل - حمد حميد الرشيدي:
عن (وزارة الثقافة وتنمية المعرفة) بـ(أبو ظبي) صدر كتاب بعنوان (الضحكباء) للكاتبة/ إيمان الهاشمي. ويأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة من الإصدارات التي دشنتها الوزارة عام 2016م تحت شعار (عام القراءة, الإمارات تقرأ.. الإمارات ترقى).
وقد تضمن الكتاب عشرات المقالات التي ناقشت خلالها الكاتبة مواضيع شتى: ثقافية ولغوية واجتماعية ومعرفية, بلغة مباشرة، تتسم بالظرف والدعابة والفكاهة, وبأسلوب سلس, يميل للإيجاز والاختزال, كما يتمثل لنا في كثير من المقالات التي كان حجمها لا يتجاوز صفحة أو صفحة ونصف الصفحة.
إن (الضحكباء) صياغة لغوية منحوتة على طريقة (الكوميديا اللغوية) القائمة على فن (التسجيع)، وعلى إيراد التعابير الدارجة على ألسنة عامة الناس, ومحاولة المشاكلة أو المجانسة فيما بين ألفاظها، ووجه المقابلة بينها أو تضادها, وكذلك على المزاوجة بين الكلمات والمفردات المتشابهة في الحروف إلى حد كبير, رغم اختلافها عن بعضها في معانيها اختلافًا جذريًّا, ثم صب هذا التكوين اللغوي المركّب في قالب فكاهي, يراه القارئ متمثلاً في موقف من المواقف, أو في وصف حالة من الحالات التي تطرقت الكاتبة لذكرها. ومثال ذلك من المقالات كثير, كما جاء تحت عنوان (اللغو واللغة) من قولها:
«في الثامن عشر من شهر ديسمبر الماضي احتفل كوكب الأرض باليوم العالمي للغة العربية الفصحى في جميع القارات عند كل من يكترث لأصول جذوره القوية بأصل لسانه العربي, دون أن يعض عليه بشدة فتسيل اللكنة العامية لونًا أحمر من فمه! أو لعله يقوم باللف والدوران حول منطقة اعوجاج مخارج النطق عبر زاوية غربية حادة داخل الحلق, قبل أن تخرج الحروف مكسورة الخاطر أو ملتوية الفؤاد». الكتاب ص:10.
وقد ركزت الكاتبة على صياغة لغوية شكلانية محترفة لكثير من عناوين مقالاتها, حتى كانت لافتة لنظر القارئ, ومدعاة لأن يتوقف عندها؛ ليتمعن في تفاصيلها، ويفكر بما تعنيه. وكنماذج لهذه العناوين نذكر منها على سبيل المثال: (لاحظ أم لا...حظ) و(عاصفة نملية) و(الضريح والصريح) و(دو ري مي فاصوليا) و(الآه والتمام) و(إشاعة فوق البنفسجية) و(عصير سفاح) و(الكيمياء والعمياء) وغيرها.