ملعب جامعة الملك سعود ذو الطراز العالمي والطابع الأوروبي تم افتتاحه عام 2015 واستهل الهلال مشواره فيه بشكل رسمي في شهر فبراير عام 2018 حينما استضاف آنذاك نادي العين الإماراتي ضمن مباريات دوري أبطال آسيا، وذلك بعد أن حسم عرّاب الصفقة رئيس الهلال السابق الأمير نواف بن سعد في مطلع أكتوبر عام 2017 معلناً أولوية الهلال كأول ناد سعودي يستقل في ملعب خاص به وبمباركة من رئيس الهيئة العامة للرياضة في حينه معالي المستشار تركي آل الشيخ.
حدث تاريخي استقبله الهلاليون بفرح عارم أطلقوا عليه وقتها مسمى «ملعب محيط الرعب» بشعور يغمره الخصوصية والأمان والاستقرار، حيث أعلن وجه السعد الهلالي وقتها أن الهدف الأول من هذا التوجه هو إيجاد البيئة المناسبة للجماهير الهلالية خلال حضورها ومتابعة ومؤازرة فريقها عبر الاستفادة من إمكانيات وجمالية الملعب، وأيضاً رغبةً في زيادة مداخيل النادي كتوجه استثماري ضمن عدة خطط.
في المقابل سخرت وقللت غالبية جماهير الأندية المنافسة وأصوات كياناتها الإعلامية من هذه الخطوة بوصفها (مجرد ملعب مستأجر) لا يستحق كل هذه الضجة أو حتى المباركة، واصفين الهلال بأنه سعى لأولوية زائفة في ظل توفر ملعبين كافيين في العاصمة كاستاد الملك فهد واستاد الأمير فيصل بالملز.
دارت الأيام وأعلنت الهيئة في الجولة الـ17 من دوري الموسم الماضي عن عدم جاهزية استاد الملك فهد وحاجته للتأهيل بالإضافة إلى صيانة استاد الأمير فيصل بالملز لإعادة زراعته، فتحولت أصوات السخرية التي قللت من صفقة (محيط الرعب) إلى المطالبة بحظوة في الملعب وفك الاحتكار الهلالي عنه على حد زعمهم، خصوصاً بعد انفجار قضية نقل مباراة النصر وأحد إلى المجمعة، حيث أصدر نادي النصر وقتها بياناً رسمياً رفض فيه نقل مباراته أمام أحد إلى المجمعة أو الخرج أو أي ملعب خارج العاصمة، كما رفض أيضاً تأجيل مباراته وذلك في إشارة إلى رغبته اللعب على ملعب الهلال.
ثم عادت القضية نفسها في الجولة الماضية التي أسفرت عن تأجيل مباراة النصر والفيصلي بدلاً من نقلها للمجمعة أيضاً، ليجزم الجميع أن خطوة الهلال نحو صفقة محيط الرعب كانت (ضربة معلم) يعجز عن إدراكها ذوو النظرة القاصرة والإنجازات المؤقتة.
قبل الختام:
من خلال الوقائع والتاريخ يتبين لنا أن نادي الهلال ليس متفوقاً فقط في الأرقام والبطولات، بل أيضاً على مستوى رسم الخطط والاستراتيجيات الإدارية والمالية التي ساهمت في تعزيز تميزه بشكلٍ يليق بتاريخه وشعبيته.
** **
- عبدالكريم الحمد