«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع العقيد تركي بن صالح المالكي أمام سفراء الدول الأجنبية والعربية والإسلامية نتائج التحقيقات النهائية، وكذلك الأدلة المادية والأسلحة الإيرانية التي ضربت منشآت (أرامكو) في بقيق وخريص السعودية.
وقال المالكي في مؤتمر صحفي حضرته جميع الوكالات العالمية والمحلية من قنوات وصحف ومواقع، اليوم أريد أن أتحدث عن الهجمات التي استهدفت منشآت أرامكو. في البداية أود الإشارة إلى الدور الهدام الذي تمارسه إيران في المنطقة وعلى نطاق العالم، فمنذ أن أوعزت إيران إلى عملائها في المنطقة بتنفيذ هجمات على دول المنطقة، ظلت المنطقة كلها في حالة عدم استقرار حتى وصلت هذه الهجمات ذروتها بالهجوم الغادر على منشآت أرامكو الذي لم يستهدف أرامكو أو المملكة فحسب، بل امتد تأثيره إلى المجتمع الدولي؛ لأن الهجوم استهدف في المقام الأول صناعة النفط في المملكة، لذا يجب على المجتمع الدولي اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد مرتكبي هذا الفعل المشين، ذلك لأن اعتداءات إيران المتكررة على المنطقة وتشجيعها عملاءها في المنطقة على ارتكاب مثل هذه الجرائم يمتد أثره إلينا جميعاً، وندعو المجتمع الدولي إلى الأخذ في اعتباره هذا الدور الخبيث لإيران في تهديد استقرار وأمن المنطقة وتحميلها المسؤولية عن هذا الهجوم.
وفي هذا الإطار أود الإشارة إلى حقيقتين مهمتين أوضحتهما التحقيقات التي أجريناها حول هذا الحادث، أولاهما أن هذا الهجوم لم يوجه من اليمن، نقول هذا رغم الجهود التي تبذلها إيران لإخفاء هذه الحقيقة، وثانيتهما أن هذا الهجوم جاء من جهة الشمال من جماعات تتبع إيران. هاتان الحقيقتان تؤكدهما أن الطائرات والذخائر وغيرهما من العتاد المستخدم في الهجوم هي من صنع إيران.
وأشار المالكي إلى أن هناك أكثر من 130 مدنياً سعودياً ومقيماً لقوا حتفهم في حوادث سابقة، كما تم تدمير واستهداف بعض المنشآت المدنية، وقد أصاب الهجوم هذه المنشآت، وهي منشآت تابعة لأرامكو، في كل من أبقيق وخريص. وامتد تأثير هذا الهجوم لتهديد الاقتصاد العالمي والتجارة العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المنشآت هي كبرى المنشآت النفطية على مستوى العالم، ونلاحظ أن التدمير الذي أصاب منشآت أبقيق كان من جهة الشمال، وأنه استهدف البنية التحتية لصناعة النفط في المملكة وكذلك العاملين في هذه المنشآت.
وأضاف المالكي قائلاً إن التحقيقات التي أجراها خبراؤنا أكدت أن إيران استخدمت تقنيات متطورة لتحديد موقع الهجوم، وكذلك صواريخ متطورة لضمان تحقيق تدمير واسع في المنشآت، وقد أكدت التحقيقات أن ما رأيتموه من هذه الصواريخ والطائرات كانت موجهة من إيران وبعلمها.
وكشف المتحدث باسم وزارة الدفاع أن عدد الصواريخ التي استهدفت المنشآت كانت 7 صواريخ كروز كانت تحمل متفجرات شديدة الانفجار، ولدينا المعلومات التي تؤكد أن مصدر هذه الصواريخ وهذا الهجوم شمال المملكة وأنها وبعض هذه الصواريخ من نوع (أيا علي) الإيرانية، بالإضافة إلى صواريخ (كروز) حيث وصل إجمالي عدد الصواريخ والطائرات التي ضربت بقيق 18 طائرة مسيرة و4 صواريخ استهدفت خريص، وثلاثة صواريخ لم تصل إلى أهدافها.
وأشار المالكي إلى أن الهجمات التي استهدف من قبل حقول شيبة والدوامي وغيرها من المنشآت المدنية كانت بعض الأسلحة المستخدمة فيها إيرانية.
وقال المالكي إن هذا الهجوم وعلى الرغم من ادعاء الحوثيين أنهم هم الذين نفذوه، لكن الوقائع كلها تشير إلى ضلوع إيران في تنفيذ هذا الهجوم واستهداف المنشآت المدنية في المملكة. وهذا الادعاء لا يتماشى مع الأخلاقيات والأعراف التي اشتهرت بها اليمن، كما أن الإمكانيات المتطورة التي نفذ بها الهجوم لا يملكها الحوثيون.
وأكد المالكي أن الاعتداء لم يكن من اليمن ولم يتجه من المنطقة التي يتمركز فيها الحوثيون في اليمن بل كان مصدرها من جهة الشمال في اتجاه الجنوب. كذلك تشير التحقيقات إلى أن مدى الصواريخ المهاجمة لمسافة 700 كلم بينما المسافة من اليمن أكثر من 1200 كلم، ما يدل على أن مصدر هذه الصواريخ من إيران عبر وكلائها.
وأوضح المالكي أن التحقيقات سوف تستمر لتأكيد كافة المعلومات الأولية التي توصل إليها خبراؤنا بشأن الحادث، كما أننا سوف نتشارك هذه المعلومات مع الخبراء الدوليين المعتمدين من الأمم المتحدة لتأكيد هذه المعلومات.
الأسئلة
وحول سؤال عن مصدر الهجوم ولماذا لم يكن هذا الهجوم من اليمن؟ أوضح المالكي أن الحوثيين ليست لديهم هذه القدرات، وأنه رغم محاولات إيران إخفاء هذه الإمكانيات فإن المعلومات المتوافرة لدينا حول التقنيات المتطورة المستخدمة في الهجوم هي تقنيات مملوكة لإيران وسوف تكشف هذه المعلومات للخبراء الدوليين. ونحن نعمل الآن على تأكيد مصدر الهجوم بالضبط.
وحول سؤال عن التقنيات المستخدمة لتحديد مصدر الهجوم أوضح المالكي أن التحقيقات لا زالت جارية، وسوف نعلن عن تفاصيل لاحقة ولأسباب أمنية لا نريد الإفصاح عن بعض المعلومات.
وحول سؤال عن أسباب إخفاق الدفاعات الجوية في التصدي للهجوم أوضح المالكي أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت 232 هجوماً صاروخياً على المملكة من قبل وهذا رقم لم يسبق أن بلغته أي هجمات على أي دولة، القدرة التي نملكها في جيشنا وضباطنا على الأرض قادرة على حماية الأرض والممتلكات والمواطن يفخر بجيشه، والآن نعمل على تحديد نقطة انطلاق هذه الصواريخ وكيف عبرت الحدود وسيتم محاسبة منفذي الهجوم ونحملهم المسؤولية.
وأوضح المالكي قائلاً : نحن نعلم أن هذه الهجمات الإرهابية عبارة عن أدوات من منظمات إرهابية في بعض الدول لا يعني أن النظام قد فشل، لكن الأيدلوجية والعقلية لهؤلاء يحاولون مهاجمة المدنيين، النظام الإيراني وممارساته الخبيثة في الخليج وإفريقيا، لن نسمح لمثل هذه القدرات التي أعطوها للحوثيين ويستخدمونها ضد المدنيين في الخليج، على المجتمع الدولي إيقاف إيران عن ممارساتها الخبيثة، ومحاسبة المسؤولين عبر مجلس الأمن، إنهم يدعمون منظمات إرهابية أخرى حول العالم، مسؤولية المجتمع الدولي بأسره.
وأوضح المالكي أن لدى المملكة علاقات قوية مع الولايات المتحدة ونعمل بشكل مشترك لمواجهة التهديد ضد المجتمع الدولي، حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، ما نحتاجه هو العمل معا لمشاركة المعلومات، 43 ألف أمريكي يعيشون معنا، نشارك المعلومات لإنقاذ شعبنا ومن يعيش على أرضنا، والتكتيك المستخدم للنظام الإيراني من خلال الأدوات الإرهابية.
وأوضح المالكي في تصريحاته أن العالم بأسره الآن يعلم الحقيقة ولدينا إيمان مشترك بأن الحرس الثوري هو الخطر الحقيقي علينا جميعاً، وامن المنطقة مسؤولية المجتمع الدولي والقرار ليس لدول الخليج بل للحلفاء لأنهم يهددون طرق التجارة العالمية.