الحديث عن الوقت والاهتمام به يطول ويكاد لا ينتهي لأنه يظل المعيار الحقيقي لبلوغ أقصى درجات التقدم والتطور الحضاري العام الذي تتسابق إليه الكثير من المجتمعات في عصرنا الحاضر، إذا عدنا إلى واقعنا نجد أهمية الوقت متجذرة بعمق في المحافظة عليه وهذا منشأه العبادات الواجبة التي تؤدى بشكل ترتيبي كما فرضت وفي أوقاتها وهي تكاد تكون مطبقة عند الأغلبية، مضافًا إلى هذا الحث القوي الذي يدعو إلى استغلال قوة الجسد في تطبيق تلك العبادات من خلال حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (اغتنمْ خمسًا قبل خمسٍ شبابَك قبل هرمكَ وصحتَك قبل سَقمِكَ....الخ) فهل انعكس هذا على الجانب الدنيوي والمعيشي وأثر فيه؟ الواقع الذي أمامنا مع الأسف يقول لا، بل هناك كسل وتفريط مخل وعدم الجدية في التطبيق الذي يأتي في صورة سلبية مقيتة تطالعنا في حياتنا اليومية من خلال مواقف متعددة هي كثيرة من الصعب حصرها.
ولهذا نقول إن عبارة في الوقت المحدد والتي نطمح إليها ونريدها أن تكون عنوانًا بارزًا لنا سوف تظل أمنية، نراها تتحسن في أمور استهلاكية هي تتسارع يومًا بعد يوم، لعل أبرزها توفير ما يساعد على (الدعة لدينا) الذي زادت في تبلد وتخدير أجسادنا التي صارت تميل إلى الراحة المفرطة التي معه أخفقنا في الوصول إلى إنتاجية حقيقية مماثلة لتلك الدول المتقدمة التي هي على درجة كبيرة من الحرص كانت سببًا في رقيها وتطورها نجد أنفسنا في حالة من الانبهار فقط من وضعها دون أن يكون له أثر علينا، أن بذرة الاهتمام بالوقت تنبع في الأساس من داخل البيئة المصغرة وهي الأسرة التي هي عند الكثير منا في حالة من الفوضى والتسيب المخزي أحيانًا وهذا يعود إلى ثقافتها المتدنية في المحافظة على الوقت التي تنتقل من فرد إلى آخر والتي ستبقى عبارة في الوقت المحدد لديها مقتصرة على تنمية الجسد دون العقل.