الجميع يلاحظ حمى الاستحواذ التي طغت على الجو العام النصراوي؛ فأصبحت طلباتهم وحتى أمانيهم أوامر، وإن حصل وتم الرفض لأي سبب من الأسباب - وهذا نادرًا ما يحدث - يتحول الموضوع لبكائيات، وأحيانا لعنتريات وتهديد بحثًا عن إنصاف جائر، وعدالة زائفة لهذا النصر رغم أنه (مكوش) على كل شيء: تسجيل لاعبين، دعم مالي، تسديد ديون.. وأشياء أخرى. ولكن لأنهم لا يشبعون أصبح العدل مع غيرهم ظلمًا ومحاباة. طبعًا لن أعلق على تسجيل مختار علي لاعب المواليد كآخر المستجدات، ولن يكون طبعًا آخر الاستثناءات، مع أن اللاعب - كما تقول بطاقة نادي تشلسي - من مواليد الصومال، ومثّل المنتخب الإنجليزي تحت سن 16 و17. ولأنه النصر فإن الموضوع طبيعي، ويحدث في أحسن الاتحادات. أنا شخصيًّا أجزم بأن الموضوع سيمرّ مرور الكرام؛ لأنه النصر الذي يحق له ما لا يحق لغيره، خاصة في ظل الدعم الإعلامي الكبير (صحافة تلفزيون)، وسيطرة شبه كاملة وبجدارة على كل مفاصل الإعلام!
تسأل عن الحال؟ هذه هي الحال.. طبعًا لو كان هذا الاستثناء لأحد الأندية لسمعنا الكثير من العويل والبكاء على جميع منصات التواصل الاجتماعي والبرامج الرياضية (الفاضية والمليانة) كشاهد على غياب العدالة. وهنا تحضر الشفافية وأختها الأمانة مع بعض المحاضرات عن الفضيلة وأخلاقيات العمل لتكريس مفهوم الظلم لهذا النادي الجائع الذي تعوّد على العمل بقاعدة (خذوهم بالصوت) التي ما زالت تنجح في كل الحالات. أما ما يخص أخطاء التحكيم التي يعزفون عليها ليل نهار فحدّث ولا حرج؛ فقد شاهدنا في الجولتين الماضيتين الكثير من الهدايا التي يشيب لها الرأس، ومع ذلك هم يبحثون عن العدالة و(الفار) فقط في مباريات الهلال. أصبح شبابهم وشيبهم سواءً في طمس الحقائق رغم أن شمس فضائحهم لا تغطَّى بغربال. أجمل ما في هذه الحقيقة أنهم يعلمون أنهم يكذبون، ويعلمون أننا نعلم أنهم كذلك، ولكن لا بكاء ينفع، ولا شكوى تفيد أمام هذا الطوفان وهذا الدعم اللامحدود.
ولتضحك أكثر هم يرددون أن الجميع في خدمة الهلال رغم أن (الصفار) طاغٍ على (الصورة والبرواز)؛ فقط انظر حولك لتعرف الواقع! فعن أي ظلم يتحدثون؟!
** **
- فهد المطيويع