غادر دنيانا الفانية رجل الإعلام والتوثيق والباحث في الشؤون العامة والخاصة، والمولود في محافظة عنيزة من والد وأم لم يكونا بالمستوى المقبول ماديًا لكنهما على قناعة تامة بما كتبه الله تعالى لهما، وقد رضيا بما سطرته معيشتهما في حياتهما بعيدًا عن ضوضاء الحياة ومسيرتها القوية. إنه الدكتور عبدالرحمن صالح الشبيلي -رحمه الله رحمة واسعة- فقد وُلد في مدينة عنيزة عام 1363 للهجرة، وله ابن واحد تعرض للمرض وتم نقله للمستشفيات والمراكز الصحية إلا أنه انتقل إلى رحمة الله تعالى. وأذكر أنني كتبت مقالة عنه في عدد الجزيرة رقم 14609 المصادف يوم الخميس 11- ذو القعدة 1433 للهجرة - الموافق 27 سبتمبر 2012م، كما أن للفقيد -رحمه الله تعالى- بنتين فقط. والدكتور عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- حاصل على عدد من المؤهلات العلمية، منها حصوله على المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية في عنيزة، ثم حصل على الليسانس والبكالوريوس في الآداب من جامعتي الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك سعود. وأذكر هنا أنه حاصل على الماجستير والدكتوراه في الإعلام من أمريكا. وعمل الدكتور عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- في الإعلام والتعليم العالي، كما عمل في مجلس الشورى لدورات عدة وقدَّم رأيًا واضحًا وجريئًا، وقد بذل جهوده المعطاءة إبان حياته فكان عطاؤه واضحًا للجميع وعمله المخلص رائعًا وكبيرًا، ورغم ثقافته وخبراته العملية الكبيرة فقد ترك للمكتبة العربية والإعلامية مراجع تغني الباحثين عن البحث وتروي عطشهم إلا أنها تعد تلك المراجع ضئيلة أمام ما يختزنه من علوم ومعارف، ومع ذلك كله لم يحظَ بخصوصية التكريم من أهله وجماعته في عنيزة، ولعل تسمية أحد شوارع عنيزة باسمه يكون الأمل في ذلك وبشكل سريع، ولعل صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم أن يضع هذا الأمر موضع التنفيذ قريبًا جدًا. إن العزاء الذي نقدمه لإخوانه الأستاذ عبدالله بن صالح الشبيلي والأستاذ سليمان بن صالح الشبيلي وحرمه المصون وابنتيه الكريمتين وأحفاده الكرام ولأسرة الشبيلي جميعاً، سائلين الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
** **
- سليمان علي النهابي
sanksa2010@hotmail.com