هَطَلَتْ عليكَ نَجِيّةُ الدّعَواتِ
وهَمَتْ عليكَ سَوابِغُ الرّحَماتِ
وتقبَّلَتْكَ من الإلهِ مَلائكٌ
باليُمْنِ والتّهْليلِ والبَركاتِ
ودُعيتَ في نُزُلِ النّعيمِ مُخَلَّداً
عنْدَ المُهَيْمِنِ غافِرِ الزَلاّتِ
وسَعَى إليكَ الُّلطْفُ من مَلكوتِهِ
يَحْنُو عليكَ بعاطِرِ النَّفَحاتِ
وحَلَلْتَ في دارِ المُقامَةِ عالِياً
مُتَظَلِّلاً في جَنّةِ الجنّاتِ
يا أيُّها النَّجْمُ الذي مِنْ شُرْفَةٍ
جَعَلَ الجُمُوعَ تَعيشُ في مأْساةِ
يا أيُّها الشَّهْمُ الذي غادَرْتَنا
مِنْ غيرِ تَوْديعٍ ولا بَسَماتِ
ولأَنْتَ أحْرَصُ أنْ تُوَدِّعَ جَمْعَنا
بِالبِشْرِ والتَّرْحِيبِ والدّعَواتِ
ولقَدْ شَهِدْتُكَ يا نَبيلُ مُنَزَّهاً
تَأْبَى السُّقوطَ بِحَمْاةِ النَّعَراتِ
مُتَرَفِّعاً عنْ زَلَّةٍ وخَطيئةٍ
مُتَنَزِّهاً عن حَوْبَةِ الشَّهَواتِ
أنْتَ الحَليمُ إذا تَصّدَّى جاهِلٌ
تُغْضي حَياءً عنْد كُلِّ هَناتِ
ولقدْ عَرَفْتُكَ عالِماً ومُعَلِّمًا
ولقدْ رأيْتُكَ سَيَّدَ النّدَواتِ
كَمْ جُدْتَ لي بالفَضْلِ في دَلجاتِنا
وجَعَلْتَني في أرْفَعِ الدّرَجاتِ
وأزَلْتَ خَوْفي عنْ رُقِيِّ مَنابِرٍ
ودَفَعْتَني لِمَنازِلِ الصَّهَواتِ
وغَمَرْتَني بِالودِّ يا نَبْعَ الوفا
ودَعَوْتَني لِمَشارِفِ الذَرَواتِ
عَلَّمْتَني صَمْتَ المُهيبِ تَرَفُّعاً
وسَمَوْتَ أنْ تَسْتَجْدِيَ العَتَباتِ
وهَدَيْتَني أنّ التَنَزّهَ رِفْعَةً
لِمَنْ اسْتَقامَ بِعِزَّةٍ وثَباتِ
بيْني وبيْنَكَ ألْفُ دَرْبٍ مُوصِلٍ
لِمَناهِلِ الآمالِ والغاياتِ
ماذا أقولُ؟ وفي لَهاتي غُصَّةٌ
مَمْلوءٌ با لحُزْنِ والآهاتِ
ماذا أقولُ؟ وفي فُؤادي مَأْتَمٌ
يَنْداحُ بِالغَصّاتِ والعَبَراتِ
ما أَنْصَفوا إذْ أَوْدَعوكَ إلى الثَّرَى
مَثْواكَ في الأكْبادِ والنّبَضاتِ
** **
- عبد القادر بن عبد الحي كمال