يا شعرُ سطِّر للعنودِ مشاعرا
واسكبْ من الإحساسِ حرفًا فاخرا
فهي العروسُ اليومَ قلبي زفَّها
لعريسها والفقدُ كدَّر خاطرا
قد زرتُ غرفتها صباحًا فاشتكت
فقدَ الحبيبةِ قد أفاض محاجرا
بنتي الأثيرةَ أنتِ أولُ غيثنا
لم أنسَ مقدمكِ الجميلَ العاطرا
وملأتِ قلبي بالسعادةِ إنني
مازلتُ للرحمنِ عبدًا شاكرا
وغدوتُ أرعى للحبيبة دربها
في ذي الحياةِ وأستعينُ الناصرا
منها شفى قلبي منالاً غاليًا
حفظَ الكتابِ وكان مجدًا زاخرا
كانت ولازالت تظلُّ عضيدةً
لأميمةٍ والبرُّ أصبح ظاهرا
وهب الإله بُنيتي من فضله
عقلاً وأخلاقًا ولطفًا باهرا
ولها بمنزلنا مكانٌ عامرٌ
قَدْرًا وحبًا من إلهي وافرا
في الناس تحظى بالقبولِ كلامها
قَصْدٌ وتُهديهم بيانًا ساحرا
وتُعلِّم القرآن في دار الهدى
تحيي مع النشءِ العزيزِ شعائرا
بعد انتقال بُنيتي من بيتنا
سيظل ركنٌ للحبيبة شاغرا
لكنني عزَّيتُ نفسي أنها
ستُقيم بيتًا بالهداية طاهرا
مع زوج خيرٍ قد عرفتُ صلاحه
قد ظلَّ بالأخلاقِ شيخًا آسرا
الفألُ في الغالي كبيرٌ إنه
بالخيرِ يبني في القلوبِ منابرا
من أهلِ محرابِ الصلاةِ وزادهُ
آيُ الكتابِ وكم أنار بصائرا!
فليصحبِ التوفيقُ بيتكما الذي
أمَّلتُ فيه من الهناءِ بشائرا
لعنودنا أحلى التهاني بثَّها
إحساسُ قلبي ما أرقَّ الشاعرا!
صُغتُ الحروف من الشعور محبةً
أرجو لها سَعْدًا وعُمْرًا زاهرا
** **
- شعر/ عبدالله بن سعد الغانم