د. محمد عبدالله العوين
التمثيلية المهترئة ذات البطل الواحد الذي قام بجميع أدوارها وادعى أنه «مطبع سعودي» وزار القدس حققت -مع الأسف- الغاية الخسيسة التي خطّط لها من وراء ذلك الدعي.
لقد حقق مدعي التطبيع ومن وراءه ممن خطّطوا ونظّموا وتواصلوا مع الكيان الصهيوني الغرض اللئيم؛ وهو ما رأيناه وسمعناه من الكلمات البذيئة والشتائم الرخيصة التي انهالت والبصق -أعزكم الله- على بطل المسرحية الذي تحمّل الإهانات والركل والقذف بالنعال والمقاعد الخشبية لكي يتواصل مزيد من سيل الشتائم ليس عليه؛ فهو وسيلة لغاية؛ بل على بلادنا العزيزة، فهي الهدف المقصود من ترتيب هذا الكرنفال الغبي المشروخ، فمن وراءه؟! وكيف انطوت أفئدة فلسطينية من مختلف الأعمار؛ أطفالاً ومسنين على ذلك الكم الكبير من الكراهية والحقد وسوء الظن والفهم الخاطئ لبلادنا؟ ومن رسم في أذهانهم الصورة المشوهة؟ هل تكوّنت بتأثير أدوات إعلامية وبشحن من زعامات حزبية تنتمي إلى تنظيمات وجماعات سياسية؟ أم أن تلك الكراهية التي تفجّرت بصورة بشعة مثيرة للاشمئزاز من أطفال لم يبلغوا سن الرشد بعد ومن شيوخ عواجيز نابعة من جهل مطبق بمواقف المملكة الإنسانية والسياسية والقومية في المحافل العربية والعالمية نصرة للشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته ومد يد العون بعشرات المليارات من الدولارات والريالات مساعدة لهم من خلال دفع الإعانات لمنظمة التحرير الفلسطينية (فتح) الممثّل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وبلادنا تنهض بالنصيب الأكبر مما يقدّم للمنظمة؛ بحيث يغطي رواتب ونفقات السلطة الفلسطينية وممثليها ومكاتبها في أنحاء العالم بما يوازي ثلثي ما يصل لها من الإعانات.
نسوا أن المملكة بنت مدينة سكنية متكاملة للفلسطينيين، وأن الشعب السعودي وعلى مدى أجيال لم ينس أبداً العبارة المحفورة في ذاكرته ويكتبها طلاب المدارس منحوتة على دفاترهم «ادفع ريالاً تنقذ فلسطينياً» وقد طافت مواكب التبرع للشعب الفلسطيني العزيز على ستة أجيال سعودية أو أكثر، بالإضافة إلى الحملات الإعلامية التي نظَّمها التلفزيون السعودي للتبرع للقضية، واندفع السعوديون في مدن المملكة كافة رجالاً ونساءً، وحتى العجزة والمقعدون وصلوا إلى مقر التبرع وقدموا ما استطاعوا، وتبرعت النساء بحليهن، وعلى رأس المتبرعين ومن يفتتح الحملة عادة ملك البلاد وولي عهده ثم كبار الأمراء والتجار.
وقد انعقدت قمة الظهران 29 للجامعة العربية في 30 رجب 1439هـ تحت «قمة القدس» برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وتبرعت المملكة بملغ 200 مليون دولار لفلسطين.
فمن غيَّب هذه المواقف النبيلة عن أذهان الشتامين والبصاقين الذين قذفوا المملكة زوراً وظلماً ممثلة في شخصية المطبع المزعوم؟!
إنها مسرحية هزيلة؛ لكنها مفيدة من زاوية أخرى؛ فعلى الرغم من قبح سيل الألفاظ والعبارات والجحود ونكران الجميل لا بد أن ننهض بدور إعلامي كبير وضخم ومدروس بعناية يحبط عمل من وراء مسرحية المطبع وينوّر المغيبين الذين لعبت بعقولهم الدعايات الإعلامية الحاقدة المضادة من قطر وإيران وتنظيم الإخوان المسلمين.