الجبيل - عيسى الخاطر:
برعاية الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل المهندس مصطفى بن محمد المهدي انطلقت صباح أمس الخميس في المركز الثقافي بالفناتير في مدينة الجبيل الصناعية فعاليات يوم البيئة العالمي والمعرض المصاحب، وتسليم جوائز الهيئة الملكية للشركات ذات الأداء البيئي الأفضل تحت شعار «دحر تلوث الهواء».
من جانبه أكد مدير إدارة حماية ومراقبة البيئة بالهيئة الملكية بالجبيل المهندس عويد الرشيدي أنه كما تعلمون أن تلوث الهواء غير مقتصر على النشاط البشري فقط، حيث يوجد بعض الظواهر الطبيعية التي تسبب تلوث الهواء كالانفجارات البركانية والعواصف الرملية، فيمكن لجزيئات الغبار الدقيقة أن تنتقل لآلاف الأميال عبر هذه العواصف، والتي قد تحمل معها مسببات الأمراض والمواد الضارة، وهذه الظواهر تختلف من منطقة الى أخرى باختلاف الطبيعة الجغرافية والمناخ السائد.
وذكر المهندس الرشيدي أن تلوث الهواء الناتج عن النشاط البشري ينقسم إلى خمسة مصادر أساسية وهي : (طرق المعيشة، الصناعة، النقل، الزراعة والنفايات)، فما زال هناك ثلاثة مليارات شخص يستخدمون الوقود الصلب والحرائق المفتوحة للطبخ والتدفئة والإضاءة.
وأوضح مدير إدارة حماية ومراقبة البيئة أن قطاع النقل العالمي يمثل حوالي ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة، حيث تم ربط انبعاثات النقل هذه بحوالي 400,000 أربعمائة حالة وفاة مبكرة. ويرجع ما يقرب من نصف جميع الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء الناجم عن وسائل النقل إلى انبعاثات الديزل.
وقال الرشيدي ان الهيئة الملكية حرصت على استخدام الغاز الطبيعي كالقيم في العمليات الصناعية في مدنها مما ساهم في التقليل من انبعاث ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون، هذا بالإضافة إلى إنشاء وتشغيل 10 محطات ثابتة وثلاث متنقلة لمراقبة جودة الهواء والأرصاد الجوية في مدينة الجبيل الصناعية، حيث تعمل على قياس العناصر الموجودة في الجو كثاني أكسيد الكبريت، وكبريتيد الهيدروجين، وأكاسيد النيتروجين، والعوالق الهوائية (PM2.5 , PM10) وقد تم توزيع هذه المحطات بشكل دقيق ومدروس بحيث تغطي جميع مناطق الجبيل الصناعية.
وأشار إلى أن الهيئة الملكية بالجبيل وضعت إجراءات صارمة لإدارة النفايات الصناعية الخطرة وغير الخطرة التي تَنتج عن المنشآت الصناعية العاملة في المدينة، بهدف التقليل من مخاطرها وتحقيق حل نهائي آمن للتخلص منها، حيث تشجع الهيئة الملكية إعادة تدوير النفايات واستخدامها، هذا بالإضافة إلى اشتراطات صارمة لحرق النفايات في محارق مغلقة بمواصفات عالمية للحيلولة دون تسرب الانبعاثات إلى الهواء المحيط.
عقب ذلك ألقى المتحدث الرئيس الدكتور أحمد الحازمي الرئيس التنفيذي لمركز المدار البيئي كلمة أكد فيها على أن الأنظمة الصارمة لحماية ومراقبة البيئة ساهمت بشكل كبير وملحوظ في المحافظة على صحة البيئة بمدينة الجبيل الصناعية، ويجب على الهيئة الملكية بالجبيل أن تفخر بتطبيقها لأعلى المعايير البيئية للمراقبة التي أدت إلى استدامة صحة البيئة وجودة ونقاء الهواء. وتطرق الحازمي إلى مؤشرات الازدهار البيئي كالأنظمة المطبقة للمراقبة والحفاظ على استدامة صحة البيئة والبرامج البيئية وتعزيز الصورة الذهنية للمملكة العربية السعودية بالحفاظ على البيئة، وتناول الحازمي بعض العناصر المتعلقة بجودة الهواء وهي الإنتاجية والوصول إلى مرحلة استدامة البيئة مع الحفاظ على الموارد البيئة .
وشارك المتحدث الرئيس الحضور ببعض العناصر المساعدة على الحفاظ للبيئة باستخدام التكنولوجيا المتطورة التي تخفض من الآثار السلبية الناتجة عن زيادة الإنتاج الصناعي وأهميتها في تطوير النهضة الصناعية والحفاظ على صحة البيئة واستدامتها كمساهمة MBTE التي خفضنا فيها نسبة الرصاص بمدينة الجبيل الصناعية من خلال التقنيات الممكنة من الاستخدام الأفضل، وشدد على وجوب مشاركة الشركات وتأدية دورها في تخفيض إنتاج المجسمات الضارة لجودة ونقاء الهواء.
وأشار الرئيس التنفيذي لمركز المدار البيئي إلى أن البنك الدولي يشجع الدول على المحافظة بجودة الهواء، لأنه سبب جاذب للاستثمارات الأجنبية وأن من أكبر المعضلات التي نواجهها في وطننا هو التصحر الذي يجب أن يحل عبر تآزر المجتمع من خلال إطلاق المبادرات التي تهدف إلى مكافحة التصحر وتنمية القطاع الزراعي بالمملكة كمبادرة الحزام الأخضر في مدينة تبوك.
عقبها توالت فقرات الحفل حيث شاهد الجميع فيلماً بهذه المناسبة، وأعلن عن الشركات الفائزة بجوائز الهيئة الملكية بالجبيل للشركات ذات الأداء البيئي الأفضل في فئة الصناعات الأساسية 2018م، حيث قام الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل المهندس مصطفى المهدي بتسليم الشركات الفائزة وهي شركة شيفرون فيليبس السعودية (اس -كيم) التي فازت بالمركز الأول، بينما حصلت شركة التصنيع الوطنية (تصنيع) على المركز الثاني، أما المركز الثالث فكان من نصيب الشركة السعودية للميثانول ( الرازي )، أما فئة الصناعات الثانوية فقد حققت شركة زجاج قارديان السعودية الدولية المحدودة (قلفجارد) المركز الأول، وجاءت الشركة العربية الكيماوية (لاتكس) المحدودة بالمركز الثاني، بينما حصلت الشركة العالمية لطلاء المعادن المحدودة (يونيكويل) على المركز الثالث .
وحصلت شركة صدارة للكيميائيات على جائزة أفضل شركة راعية للأنشطة البيئية 2018م ونالت شركة معادن للألمنيوم على جائزة المبادرة البيئية لعام 2018م.
وحصدت مدرسة أم القرى الثانوية جائزة الريادة البيئية المدرسية لعام 1439 - 1440 هـ في فئة المدارس الثانوية وفي فئة المدارس المتوسطة حصلت مدرسة الإمام عاصم المتوسطة، وبالمناصفة حصلت مدرستا الفيحاء وحراء الابتدائية على جائزة الريادة البيئية المدرسية في فئة المدارس الابتدائية، ثم كرم الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل الشركات الراعية والمتحدث الرئيس الدكتور أحمد الحازمي.
عقب ذلك بدأت الجلسات المصاحبة للاحتفالية حيث جاءت الجلسة الأولى بعنوان معايير واستراتيجيات جودة الهواء التي تناولت موضوع معايير جودة الهواء للهيئة الملكية، كما تطرقت إلى موضوع استراتيجيات التحكم للحد من تلوث الهواء وملوثات الهواء في الصناعة المعدنية وأثرها - المعايير الدولية والمحلية .
وركزت الجلسة الثانية على محور التقنيات الحديثة في التحكم بتلوث الهواء من خلال برامج LDAR الماضي والحاضر والمستقبل، والسيطرة على المركبات العضوية المتطايرة في صناعة البتروكيماويات، ونظام التحكم ومراقبة الانبعاثات الجوية .
وتمحورت الجلسة الثالثة حول موضوع دراسة حالة تلوث الهواء حيث قُدم لمحة موجزة عن تقييم تلوث ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت في الشرق الأوسط باستخدام WRF-Chem عالي الدقة، ثم تناولت الجلسة مشروع شركة المتحدة للتقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فيما تطرق المتحدثون إلى مشروع آلية التنمية النظيفة في شركة ينساب عقب ذلك موضوع السلامة الصحية وأنظمة البيئة .