«الجزيرة» – الرياضة:
تعيش معظم البرامج الرياضية هذه الأيام في أزمة حقيقية، نابعة من انحسار متابعتها وضعف ردود الفعل تجاه محتواها، وعدم قدرتها على مواكبة الواقع، وتقديم ما يلفت الأنظار لها.
ومن أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك، أن هذه البرامج ظلت تقدم نفسها بنفس القالب القديم، وتدور في نفس الدائرة التقليدية، مجرد استديو ومذيع وعدد من الضيوف يناقشون مواضيع مكررة، ويحاولون لفت الأنظار برفع الصوت وجدال عقيم حول مواضيع ملها المشاهد ولم يعد يعيرها أي اهتمام، أو محاولة الالتفاف على التاريخ ومحاولة تكذيب وقائعه المثبتة التي لن يغيرها برنامج ولن تهزها رغبات.
المتابع لهذه البرامج يلاحظ أيضاً الضعف الشديد في الإعداد، وعدم القدرة على اختيار مواضيع تهم الشارع الرياضي، وحتى في حال تم اختيار موضوع مناسب، فإن واحداً من الضيوف يجنح له يمنة ويسرة ثم يخرج به من مساره ويعود إلى موضوعه القديم وحكايته الأزلية التي لا يستطيع الخروج منها، وهو هنا يكشف ضعف مدير الحوار (المذيع) الذي يحاول أن يرضي ضيوفه، أكثر من محاولته إرضاء المشاهد (وهو الرقم الصعب هذه الأيام في ظل تعدد الخيارات) ومن ثم يعود البرنامج إلى نقطة الصفر، والجدل العقيم والحوار الفارغ ..!!
من الأسباب أيضاً أن هذه البرامج مازالت ومنذ سنوات تكرر نفس الضيوف، ومعظمهم – مع الاحترام لأشخاصهم – تجاوزهم الزمن، ولم يعد الوقت وقتهم، ولا الفرصة المتاحة فرصتهم، وهم في هذا السن والأسلوب في الطرح قد يستهوون بعضاً ممن نشأوا على مشاهدة هذه النوعية من الحوار، لكنهم في التأكيد لن يلفتوا أنظار شاب له اهتماماته وطريقته المختلفة في التفكير.
الوضع الحالي للبرامج الرياضية ليس مشجعاً، وهي تفقد المشاهد والمعلن على حد سواء، حتى ردود الفعل في مواقع التواصل لبعض المقاطع لم تعد تستوي الناس فقد تركوها، وذهبوا لاختيار ما يناسبهم ويحترم ذائقتهم، ويناسب تطلعاتهم واهتماماتهم.
نحن الآن في فترة الركود الرياضي، وحري بالقائمين على القنوات الفضائية، أن يراجعوا محتوى ما يقدمونه من برامج رياضية، وأن يحاولوا صناعة برامج مناسبة للجميع ... فزمن الحوار والنقاش الطويل، والجدل الذي لا يتوقف انتهى ولن يعود، ولو قاموا بدراسة لمعرفة نسب المشاهدة والتراجع الكبير في عدد المتابعين لأدركوا ذلك بالتأكيد.