أكد معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ أن العمل على إتقان التنظيم الداخلي للجامعات، يسهم بشكل كبير في رفع كفاءة الجامعات وتحقيق استدامة مالية لها، من شأنها أن تكون رافدًا مهمًا للبناء الداخلي لمقومات العمل والنماء في تلك الجامعات في إطار واضح، وتحقيق أهدافها، مبينًا أن الجامعات تعد مؤسسات حيوية حضارية للنهوض بالنمو والتنمية الاقتصادية، وتتطلب الاهتمام بها على هذا الأساس.
وقال معاليه خلال مشاركته في إحدى جلسات المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في دورته الثامنة التي كانت بعنوان (الرؤية والإلهام: نماذج الحوكمة الجديدة)، لكي نحقق ذلك لا بد أن تكون هناك حوكمة داخلية فعالة، تغني عن أي حوكمة خارجية، ولا سيما أن أغلبية الجامعات قد لا تحبذ الحوكمة الخارجية لأنها تعيق مرونة اتخاذ القرار والتوجه المستقبلي، ويتطلب ذلك وصول الجامعات إلى مستويات عالية من التنظيم والأداء، تسهم باتباعها أنظمة الحوكمة إلى تشجيع جميع مكوناتها في إدخال التحسينات على المؤسسة والنهوض برسالتها.
واختتم وزير التعليم بالدعوة لتحقيق التوازن بين الأهداف والهياكل والموارد المطلوبة، وتحقيق قيمة مضافة للمجتمع وتأثير واضح في التنمية الاقتصادية وأن استخدام الأسلوب التجاري للحوكمة ليس بالضرورة مناسبًا للجامعات، التي ترتكز في حوكمتها على أسس تشاورية.
وكانت الجلسة الثالثة في اليوم الثاني للمنتدى والمعرض الدولي للتعليم العالي قد تناولت الحوكمة وأهميتها، وأوضح مدير الجلسة الأمين العام السابق للاتحاد الإفريقي للجامعات في موريشوس غلام محمد بهاي أهمية الحوكمة وارتباطها المباشر في جميع موضوعات جلسات المعرض والمنتدى حيث تناولت الجلسة احتياج ونماذج الحوكمة في الجامعات في ضوء التغيرات الحالية.
وأشار بهاي في سياق حديثه إلى جانبين من جوانب الحوكمة داخلية مؤسسية تشير إلى طريقة المساءلة الرسمية داخل الجامعة، بينما الحوكمة الخارجية هي المساءلة الخارجية التي تخضع لها الجامعات..
وأضاف أن الحوكمة الجيدة سواء كانت داخلية أو خارجية هي أمر حيوي لنجاح فاعلية وأداء أي جامعة.
بعد ذلك بدأ البروفيسور بريندن كانتويل من جامعة متشغان في الولايات المتحدة الأمريكية حديثه عن أهم عوامل الجذب في الحوكمة والجذب في الاستقلالية من جانب، والحوكمة من جانب آخر.
وقال كانتويل: «لنكون أكثر فاعلية لا بد من أن نكون مستقلين، فالطلبة لديهم احتياجات، والحوكمة حريصة على أن يحصل هؤلاء الطلبة على قيمة عالية من التعليم العالي، ولا بد أن نحقق المساءلة من خلال الاستقلالية وذلك في إطار من المساءلة في نفس الوقت»..
بعد ذلك تحدث المدير العام السابق للتعليم العالي في وزارة التعليم المكسيكية سلفادور مالو عن تجربة المكسيك في المساءلة الحكومية، وبين أن المشكلة في حوكمة الجامعات هي كيف نسائلهم عن آلية استخداماتهم للموارد وكيف تكون ضمن أفضل الجامعات في العالم دون أن تعاني من صرف الرواتب وكيف تجد لها تمويلاً، وكيف تستخدم الأموال في البرامج وكيف يتم استثمارها وأين تتجه الجامعات كي تحقق ما تصبو إليه
وأكد د.مالو أن الجامعات يجب أن تكون مسؤولة عن تحقيق الوعود التي قدمتها، وأنه في ظل الإجراءات التقليدية لن يكون هناك تغيير إذ لا تعني فيما يتعلق بالمستقبل..
من جانبه أكد مدير جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا «كاوست» د.طوني شان أن العمل في الجامعات أصبح أكثر صعوبة، فهناك توقعات من المجتمع، وهناك تحديات موجودة، لذا لا بد للجامعات من النظر للتكنولوجيا والعولمة وألا تكون بمعزل عن الآخرين.
وأشار د.شان إلى أن الاستقلالية تتم من خلال المساءلة، لافتًا أن دور الجامعات على المدى القصير كان أو الطويل يختلف من جامعة لأخرى، وهناك تنافسية، وهناك توقعات من الأفراد للجامعات وما يقدموه للمجتمع من توفير وظائف، وأن تواكب العولمة، إِذ لا بد أن يكون أداؤها عالميًا، وأن توازن بين مختلف الاحتياجات والمجالات وعدم الميل بجانب واحد وتغفل الآخر.