محمد آل الشيخ
مُغرد قطري حر اسمه (د.غانم فهيد الهاجري) غرد على تويتر تعليقا على نظام الحمدين قائلا بالنص: (دعمنا مرسي فانتهى به المطاف في السجن دعمنا غزة فتشرذمت تحالفنا مع إيران فانهارت تحالفنا مع أردوغان فخسر شعبيته واليوم ندعم البشير وطار أهنئ مسؤولينا على بعد نظرهم في تحالفاتهم الإستراتيجية ماشاء الله تبارك الله) انتهت التغريدة.
هذه التغريدة تُمثل بكل صدق وأمانة رأي القطري الأصيل والواعي والمثقف، الذي يرى رهانات نظام الحمدين تخسر في كل مرة، دون أن يهتم أو يرف له طرف؛ هذا النظام الذي ابتليت به الشقيقة قطر، والذي يتعامل بثروات شعب قطر ومدخراتهم، كما يتعامل الرجل المقامر العابث على طاولات (الروليت) في كازينوهات القمار؛ ومن يدمن على القمار يصر على الإمعان في مغامراته العبثية وبالتالي خسارته، على أمل أنه سيربح ذات مرة، ويستعيد ما خسره، حتى يجد نفسه في مأزق، فهو لا يستطيع تعويض ما خسره، وفي الوقت نفسه لم يعد بإمكانه الاستمرار في مغامراته العبثية وآماله الرغبوية.
نظام الحمدين -كما يؤكد لي أحد القطريين الأقحاح وليس المتجنسين- لا يُقرب من دائرتهم، ويدخلون ضمن حاشيتهم الخاصة، إلا من يُزين لهم سوء أعمالهم، ويصورونه في مغامراتهم بأنه (فارس لا يُشق له غبار)، رغم أنه ينتقل من فشل إلى فشل كما ذكره الدكتور غانم في تغريدته، وليس لديَّ أدنى شك أن أول من سيهرب من قطر إذا شعر بغرق السفينة هم أولئك (المستشارون) الذين هم الآن يتحلقون حول أميرهم الأب على وجه الخصوص، وأنه سينتصر لا محالة لأنه يناصر قضايا الأمة، وعلى رأس هؤلاء الإخونج الإرهابيين، والصهيوني الخبيث عزمي بشارة وخلاياه من العروبيين، الذي يقول عنه القطريون لأنه في بلدهم، ولدى شيوخهم، مثل ما كان يُمثله (راسبوتين) لقياصرة روسيا، فهو الآمر الناهي في كل صغيرة وكبيرة.
وإضافة إلى ما ذكره الدكتور غانم في تغريدته التي ذكرتها في بداية هذا المقال، كان الموقف الغبي، والذي لا يتناسب مع وضع قطر ولا حجمها السياسي، وهو موقفها مع تركيا في التنديد بتصنيف الأمريكيين (الحرس الثوري الإيراني) كمنظمة إرهابية. تصريح كهذا ربما يصفق له الإيرانيون وأذنابهم من عرب الشمال الذين يناصرون قطر، لكنه سيضع قطر في موقف محرج، يُظهرها كدولة تؤيد الإرهاب، لا سيما وهي دولة تدور عليها علامات استفهام كثيرة حول دعمها الإرهاب والإرهابيين، وجعلها الأرض القطرية ملاذا آمنا للإرهاب، فضلا عن أنها (متورطة) حتى أذنيها في دعم وتمويل الإرهابيين الذين تمتلئ بهم مدينة (مصراتة) في ليبيا، وتمد العصابات الميليشية بمجاميع الإرهابيين في مقاومة الجيش الوطني الليبي في حربه لتوحيد الأراضي الليبية، وطرد الإرهابيين منها.
كثيرون يظنون أن دويلة قطر دويلة ثرية بلا شعب، ولذلك فليس ثمة في قطر من يحاسب نظامها الحاكم على تبذيره ومغامراته ورهاناته التي تثبت الأحداث الآن أنها فاشلة، ولم تحقق لها مردودا سياسيا يذكر. تغريدة الدكتور غانم، التي نبهني عليها أحد الأصدقاء القطريين، تجعل هذه القناعة التي لدى كثير من السعوديين يشوبها كثير من التساؤلات، فعلى ما يبدو لي، وأكده لي صديقي القطري، أنهم موجودون، وتزداد أعدادهم يوما بعد يوم، ولكنهم مغيبون، لأن أي قطري يبدي أي طرح إعلامي يوحي بأنه لا يسير في ركب الحمدين، فإنه يُعرض نفسه إلى مايشبه الانتحار السياسي. لذلك فبعد غياب (حمد بن خليفة) عن المشهد، فإن ما كان معتما عليه في الداخل القطري سيخرج إلى العلن، لأن (تميم) الأمير الحالي ينتظر غياب والده على أحر من الجمر.
إلى اللقاء