ما زالَ
طَعمُكِ في فَمِي!
مهما نأيتِ عن الظَّمِي!
مهما
تباعَدَتِ الدِّيارُ..
وصِرْنَ مِلْحاً في دَمِي!
مهما
تجاهلْتِ السِّنينَ
الضَّارباتِ بمأْتَمِي!
ما زالَ
عطرُكِ يَرْتَمِي
بين الضلوع كموسمِ..!
مُذْ هاجرَتْ
عنِّي خُطاكِ..
ولاتَ ساعةَ مَنْدَمِ!
حيثُ
الطريقُ متَاهَةٌ
تُفضي لدربٍ مُعْتِمِ!
تُفضي
إلى تلك الجراحِ
الآخذاتِ بمِحْزَمِي!
الصَّالياتِ
الَّلاهباتِ
وكُلِّ شيءٍ مؤلمِ!
حيثُ
الفراغُ مُحَوِّمٌ بي
في سكونٍ أحوَمِ!
لا شيءَ
يبدو في العيونِ
سوى الحنينِ الأبكمِ!
يجترُّني..
ويحيطُ بي..
حَوْطَ السِّوارِ بمعصمِ!
من بعد أنْ نَزَعَ
الشَّقاءُ لِحِلِّهِ..
لم يُحْرِمِ !
بخِلَ الزَّمانُ!
فمالَهُ من عودةٍ تشفي
العَمِي!
ماقلتُ
يوماً للرُّسومِ
العافياتِ ألَا : اسْلَمي!
كلَّا..
ولا ناجيتُ أحجارَ
الطريقِ المُظلِمِ!
ماأوقفَتْ رَحْلي الهمومُ
سوى إليكِ لتعلمي!
حيثُ
الحنينُ يزُفُّني
نحوَ الِّلقاءِ المُنْعمِ!
والرِّيحُ
تحملُني لأكرمِ مُلتَقىً..
أندى فمِ!
إذْ كان
عطرُك يرتمي
بين الضُّلوعِ كموسمِ!
** **
- مطلق الحبردي