على غير العادة مر استعداد منتخبنا للبطولة الآسيوية بكل هدوء وسكينة، لا نقد للمدرب ولا مطالبات بضم هذا اللاعب أو ذاك، كما هي العادة في كل المناسبات التي يشارك فيها منتخبنا الوطني، وهذا مؤشر واضح على أن بوصلة الإعلام والجماهير الرياضة كانت في موقع آخر واتجاه آخر، وهذا بصراحة أمر محزن ومخيب للآمال خاصة ونحن نطمح أن نستعيد هيمنتنا الآسيوية، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، وحتى الإعلام الذي تعودنا منه الكثير على المستوى الطرح والمناقشة لم يقدم التغطية المناسبة ولم يقم بدوره كما يجب، خاصة مع انشغال بعضهم بتصدر الهلال و(الفار) وقضايا أخرى هامشية لا تبرر هذا التجاهل الغريب.
الجميع في الوسط الرياضي يعلمون أن المنتخب السعودي إلى ما قبل التأهل لكأس العالم كان قد فقد بريق المتابعة، خاصة بعد الإخفاقات المتكررة والتراجع المرعب في كل شيء، حتى استعاد بعضاً من الاهتمام على المستوى الجماهيري بعد التأهل لكأس العالم الذي أتى بعد طول انتظار، من خلال جهود السابقين في هذا الاتحاد إعادة المتابعة الجماهيرية والإعلامية ونجحوا إلى حد ما في جعل الأخضر من أولويات المدرج الرياضي، ولكن دوام الحال من المحال مع ارتجالية بعض القرارات غير المبررة.
السؤال من أعادنا للمربع الأول؟ وهل لاستمرار الدوري رغم مشاركة المنتخب دور في هذا الصدود؟ أو أن الشعور بظلم القرار الذي لم يراعِ ظروف بعض الأندية ولم يقدّر عطاءها جعل الكثير من الجماهير تشعر بأن اتخاذ مثل هذه القرارات المؤثرة والصعبة لا يخضع للكثير من التدقيق والتمحيص رغم حجم التأثير!
عموماً لا أعلم سبباً مقنعاً لهذا الاستمرار الذي حصر ذات مرة في ضيق الوقت ومرة أخرى في البطولة الإفريقية، ومهما كانت الأسباب نقول إن البداية كانت خاطئة وما بني على باطل فهو باطل، خاصة أن الدوري يتوقف أيام الفيفا ومن باب أولى يتوقف أثناء مباريات كأس آسيا، وهذا هو الشيء الطبيعي في عالم كرة القدم دون اجتهاد أو إعادة اختراع العجلة (Re-invent the wheel)، عموماً تأثير هذا القرار سيظل طويلاً في ذاكرة الإعلام والجماهير، خاصة إذا خرج المنتخب بخفي حنين وبهذا سيخسر اتحادنا المبجل احترام الجماهير وعنب الشام وبلح اليمن.
وقفة
الخروج غير الموفق لبعض المنتسبين للإعلام الرياضي زوراً وبهتاناً في بعض البرامج الرياضية ينعكس سلباً على الجميع، لهذا أتمنى أن يكون هناك دور فاعل لاتحاد الإعلام في إيقاف بعض المهازل بعيداً عن العاطفة والميول. والله أن السقطة الأخيرة فضيحة بجلاجل استرونا الله يستركم من (خويكم).
آخر السطر
يعتبر تغيير المدرب في وسط الموسم أمية إدارية وجهلا مركبا في الظروف الطبيعية ناهيك عن أي يكون هذا التسريح والفريق متصدر كحال الهلال، فهذا أقل ما يقال عنه أم الكوارث الإدارية وتصرف لا يغتفر، على أي حال أتمنى ألا يعض الهلاليون أصابع الندم والتحسر على تسريح الداهية خورخي، ونتمنى أيضاً ألا تدفع صدارة الهلال الثمن.
** **
- فهد المطيويع