«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
غادر المشهد الرياضي السعودي والعربي والإسلامي معالي المستشار تركي آل الشيخ الذي ترأس الهيئة العامة للرياضة قبل سنة ونصف، ليأتي الأمر الملكي بإعفاء معاليه من هيئة الرياضة وتعيينه في هيئة الترفيه، وذلك بعد أن قدَّم عملاً كبيراً وصف أحياناً كثيرة بالإيجابي وأحياناً أخرى طغت عليه السلبية، ولكنه في النهاية عمل وفق ما يراه صحيحاً ويصب في مصلحة الرياضة. فشكراً له على ما قدَّمه خلال هذه الفترة القصيرة، وبعيداً عن كرة القدم فإن ما قدَّمه معاليه في الرياضة بشكل عام يعتبر حراكاً لم يسبق له مثيل، فاستضافة البطولات الكبرى والعالمية ليس بالأمر السهل، فنحن قبل آل الشيخ في مثل هذه الأمور كنا فقط متفرجين، ومع آل الشيخ أصبحنا نصنع الحدث ليتداوله العالم، وهذه من إيجابيات مرحلة تركي آل الشيخ.
وكما نشكر معالي المستشار تركي آل الشيخ فإننا كوسط رياضي وإعلامي نرحب بسمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل الذي كان نائباً لآل الشيخ، ليصبح اليوم بموجب الأمر الملكي رئيساً لهيئة الرياضة، وهذا معناه بأن سموه ليس بغريب على وسطنا الرياضي، بل سموه كان أحد نجومه في مسابقات السيارات، وحصد العديد من الجوائز الكبرى في هذه اللعبة، واليوم يترأس سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الرياضة بشكل عام، ولا شك أن خبرته كنائب ستصب في مصلحته ومصلحة عمله الرياضي.
الأمير عبدالعزيز بن تركي من المؤكد أنه مطلع على كل شيء يخص الرياضة، فالإيجابيات التي عمل عليها مَن سبقه يجب تعزيزها لتقدم الرياضة السعودية، والسلبيات التي أمامه يجب تخطيها وتصحيحها بالقرار الصائب، وهذا ما يطمح له كل من ينتمي لقطاع الرياضة الذي يهم شريحة واسعة من المجتمع السعودي.
إيجابيات يجب تعزيزها
* استضافة المملكة العربية السعودية للعديد من البطولات العالمية في شتَّى الألعاب ومن ضمنها كرة القدم، فهذه الاستضافات ستجعل الجميع يتعرَّف على السعودية الجديدة التي يقودها بحماس متقد سمو الأمير محمد بن سلمان.
* منح أبناء كل لعبة من الألعاب المختلفة المجال لقيادة اتحادات الألعاب، فهذه الإيجابية يجب أن تستمر لمصلحة الرياضة، فأبناء كل لعبة هم أعرف بأسرارها ودهاليزها.
* تواجد الحكام الأجانب في مباريات كرة القدم سواء في الدوري أو المسابقات الأخرى، فتواجد الحكام الأجانب أصحاب الأسماء الكبيرة يجعل المنافسة عادلة ويرضي الجميع بما قد يحصل.
* الاستمرار في بناء المشاريع الرياضية، وعلى سبيل المثال بناء ملاعب لأندية الهلال والاتحاد والأهلي والنصر مثلما هو مقرر مسبقاً.
* تحفيز الجماهير الرياضية للحضور في الملاعب، وتقديم الجوائز في كل مباراة.
* الاستمرار على تفعيل اتحاد الإعلام الرياضي، ومنحه صلاحيات أوسع وأكبر.
سلبيات يجب تفاديها
* وجود عدد (8) لاعبين أجانب في الدوري السعودي، فهذا القرار المنهك مالياً يؤثِّر بشكل كبير على المنتخب السعودي، فجلب كل ناد لـ8 لاعبين أجانب يوشك على أن يُنهي اللاعب السعودي الذي لا يمكن أن يجد فرصته في ظل وجود هذا العدد الكبير من اللاعبين.
* التكاليف التي صدرت من الهيئة لبعض رؤساء الأندية لمدة سنة، هذا الأمر لا شك بأنه غير صحي، فالأفضل والعمل الاحترافي هو تفعيل دور الجمعيات العمومية للأندية حتى تختار الرؤساء والإدارات لتستمر فترة رئاسية كاملة.
* عدم تفعيل مراقبة ومحاسبة الأندية على المبالغ التي مُنحت لها من قبل الهيئة، فنحن نشاهد أندية كُثر مُنحنت مبالغ طائلة وصرفتها على لاعبين أقل من المأمول، واليوم نراها تنهي تعاقداتهم لتطلب من الهيئة الوقوف معها للتعاقد مع لاعبين آخرين، وهذا هدر مالي كان في السابق السبب الرئيسي لديون الأندية التي تضخمت وكادت أن تودي بعدة فرق لمصاف أندية الدرجة الأولى.