لا يعرف الامتنان لأهل الامتنان إلا أهل الامتنان، ولا يعرف قدر الفضلاء إلا الفضلاء، ولا يُجِلّ المؤثرين إلا المؤثرون. وعندما يحتفل الشعب السعودي بأكمله بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في ذكرى بيعته الرابعة، يشكرونه فيها على الأعمال الجليلة التي أسداها للوطن والمواطنين، فهم بلا شك إنما يضربون لشعوب المنطقة والعالم المثل، ويرسمون لهم القدوة، في عظمة الخِلال، والاعتراف بالفضل لأهل الفضل. ولا يكتفون بذلك، بل يبادرون بتجديد الولاء المطلق والانصهار في العهد والطاعة من كل فرد في هذا الوطن الكبير (المملكة العربية السعودية) من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.
ربما تبدو هذه المشاعر من الشعب السعودي في ظاهرها واحدة من لمسات الوفاء لقائد هذا الوطن ورمزه -رعاه الله- وهي فعلاً كذلك، لكنها تحمل إشارات كبيرة وعميقة، إذا ما قمنا بالغوص العميق فيها، لنستخرج منها رسائل كثيرة، أراد الشعب أن يوصلوها إلى كل حاسد وحاقد، يسعى إلى تفتيت اللحمة الوطنية بين قيادة هذا الوطن وشعبها، أو التشكيك فيها، ومحاولة بث الأكاذيب والإشاعات وترويجها، لأهداف دنيئة لا تخفى على أحد داخل المملكة وخارجها، وهي أهداف لن تتحقق، بإذن الله تعالى.
لهذا نقولها من القلب: شكراً سلمان بن عبدالعزيز.
شكراً لأنك رويت شجرة عشق هذا الوطن التي زرعها والدك المؤسس -رحمه الله- في قلوبنا.
شكراً لأنك جعلت هذا الوطن منارة للاستقرار وحمامة السلام للعالم أجمع في ظل ظروف إقليمية صعبة أحاطت بالبلاد العربية.
شكراً لأن حنكتك كانت هي بعد فضل الله العمود لديمومة تطور وطننا وتجنيبه المؤثرات السلبية التي تجتاح العالم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
شكراً لأنك تصل الليل بالنهار في خدمة وطنك وأمتك.
شكراً لأن بفضائل أخلاقك وفنون السياسة التي أجدتها انطلقت لتعمر وتبني وتحتضن الأمانة التي كنت جديراً بها بكل اقتدار.
شكراً لأنك عملت على حماية هذا الوطن من كل طامع وحاسد وحاقد.
شكراً لأنك ضربت أروع الأمثلة في التواضع والتفاني وعشق تراب الوطن وهوائه وسمائه.
شكراً لأنك قرأت مستقبل الوطن ونهضت بخدمات المواطنين في وجدانك قولاً وعملاً.
كانت الآمال من حول هذا الوطن تتقهقر.. وكانت آمالنا تبلغ إلى عنان السماء، لأن من سيحققها رجل لا يعرف المستحيل اسمه سلمان بن عبدالعزيز.
شكراً لأنك أعلنت قوة شوكة العالم الإسلامي ووحدته وقبضة العرب وترابطهم ووحدة الخليج ومصيره الواحد.
الكبار يقولون: «شكراً سلمان بن عبدالعزيز» لأنهم يرون فيك صورة المؤسس وامتداده الذي لم ينقطع .
الشباب يقولون: «شكراً سلمان بن عبدالعزيز» لأنهم يرون فيك المثال والقدوة، والأمل الذي يحاكي نفوسهم، ويداعب عقولهم.
الصغار يقولون: «شكراً سلمان بن عبدالعزيز» لأنهم يرون فيك مستقبلهم الذي هو ينتظرهم، والأمان الذي يتمنونه في قادم أيامهم.
من قلوبنا ومشاعرنا التي تحمل لمقامكم الرفيع الحب الوفاء والإخلاص، نقولها لتصل إلى قلبك الذي يبادلنا الحب بالحب والإخلاص بالإخلاص والوفاء بالوفاء في يوم ذكرى البيعة الرابعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله-، تمتزج قيادة هذا الوطن في بوتقة واحدة ويتوحد معها شعب المملكة في كيان واحد، لنقول للعالم أجمع: إن وطناً يحمل هذه الصفات بقيادته وشعبه، وهذا هو عاداتهم، لهو وطن يستحق الحب والتقدير والتضحية من أجله، وإنه المطمح والمقصد والمثال لكثير من شعوب المنطقة والعالم.
** **
د. أحمد بن سعيد العلم - وكيل محافظة وادي الدواسر