الظهران - سلمان الشثري:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، يوم الثلاثاء (11 ديسمبر 2018م)، الحفل الذي نظمته جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لتكريم مدير ها السابق معالي الدكتور خالد بن صالح السلطان.
وحضر الحفل، الذي أقيم بمركز الملك فهد للمؤتمرات والمعارض (مبنى 60) بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، عدد من أصحاب السمو والفضيلة والمعالي ورؤساء الشركات والمسؤولين بالمملكة.
وبدئ الحفل بتلاوة آيات من كتاب الله ثم عرض فيلم وثائقي بعنوان «صفحات خالدة يحكي سيرة الدكتور خالد السلطان منذ ولادته ونشأته ودراسته الجامعية ثم الابتعاث وحياته العملية وإسهاماته في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن»، كما تخلل الحفل أيضاً فيلم طلابي بعنوان «خالد في بصمتك» يعكس مقتطفات من أثر الدكتور السلطان في الجامعة وتطورها.
وشكر مدير الجامعة الدكتور سهل بن نشأت عبدالجواد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية على رعايته حفل التكريم الذي يعكس «حرص قادة هذا البلد الكريم على تكريم وتشجيع المتميزين من أبناء الوطن وتؤكد بأن وطننا لا ينسى أبناءه المخلصين الذين أعطوا فأحسنوا العطاء وبذلوا فأحسنوا البذل وارتقوا بالمواقع التي شغلوها مما يؤكد تقدير سموه لرسالة جامعة أهدت المجتمع نخبة من الكفاءات المتميزة الذين كان لهم دور بارز في مسيرة التنمية الوطنية وتوالى على إدارتها رجال أخلصوا في خدمتها وتفانوا في رفعة شأنها ودفع مسيرتها إلى آفاق جديدة من الإبداع والتطوير».
وقال الدكتور عبدالجواد لقد كان للصفات القيادية التي تحلى بها الدكتور خالد السلطان دور كبير في التغلب على كثير من التحديات التي واجهتها الجامعة، منوهاً إلى نجاحه في مواكبة التطور الكبير الذي يشهده التعليم العالي في العالم، وتحديده مسار هذه الجامعة على النحو الذي دفع بها إلى مقدمة الجامعات السعودية والجامعات العربية. وأوضح أن الجامعة شهدت تحت قيادة الدكتور خالد السلطان تطوراً كبيراً، وأطلقت العديد من المبادرات الريادية التي عززت مكانتها محلياً ودولياً، واهتمت بتنمية مهارات الطلاب وتأهيلهم من خلال نموذج الخبرة الجامعية، وتطوير البرامج الأكاديمية، ومواكبة المعايير الدولية في التعليم، وأصبحت مخرجاتها التعليمية الخيار الأول لجهات التوظيف لقدرتهم على الوفاء بالاحتياجات المتجددة والمتطورة لسوق العمل.
وأضاف أن الجامعة دعمت رسالتها البحثية بتحفيز الباحثين وأعضاء هيئة التدريس على الإبداع والابتكار وإنتاج براءات الاختراع وبناء منظومتها الابتكارية الفريدة، وربط البحث العملي بأولويات التنمية، واستفادت من الخبرات والتجارب العالمية، واستقطبت العلماء المتميزين، وتعاونت الجامعة بحثياً مع أهم الجامعات العالمية، ومدت جسور التعاون مع القطاع الصناعي، وطورت شراكات استراتيجية مع كبريات الشركات المحلية، ونجحت في قطع خطوات مهمة على صعيد التأسيس لآليات مستدامة بنقل التقنية وترخيصها وتاجيرها، بالإضافة إلى تفعيل دور الجامعة في التواصل مع المجتمع بمختلف شرائحه.
وأشار الدكتور عبدالجواد إلى أنه تقديراً للخدمات الجليلة التي قدمها الدكتور السلطان للجامعة قررنا تسمية الشارع الذي يمتد من المركز الطبي إلى سكن الطلاب، والذي كان الدكتور خالد وراء فكرته وتنفيذه الذي ييسر حركة الطلاب، باسم الدكتور خالد بن صالح السلطان.
من جانبه، عبر مدير الجامعة السابق معالي الدكتور خالد بن صالح السلطان، في كلمة ألقاها خلال الحفل، عن مشاعره تجاه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والفترة التي قضاها فيها.
وقال: إنها نعمة كبرى أن يستعملك الله في خدمة عباده، وخاصة في مجال التعليم الذي يعد من أشرف المجالات وبه تتنافس الأمم وتزدهر، وأي استثمار فيه فهو مضاعف الأثر، وإذا كانت هذه الخدمة في جامعة كجامعة الملك فهد للبترول والمعادن فهذا شرف اضافي، فجامعتنا ليست كأي جامعة هي جامعة سعودية بمواصفات عالمية، جامعة اختطت على نفسها التميز منذ البدايات، ولا تقبل به بديلاً، دعمتها حكومتنا الرشيدة فاستثمرت هذا الدعم خير استثمار وأضحت علامة بارزة في مسيرة التنمية في بلدنا المعطاء، جامعة بوصلتها القيم وديدنها التميز، مولعة بالمنافسة، تقدر قيمة الإِنسان، وتدرك أهمية خدمة الوطن، تراجع نفسها وبرامجها باستمرار، تعترف بالقصور وتتخذه وقودا للانطلاق، الطالب محور اهتماماتها، والاستاذ رأسمالها، معاييرها عالمية ولكن هاجسها محلي.
وتحدث الدكتور السلطان عن مسيرته فيها قائلاً: أما أنا فبدأت الدراسة بها في مطلع هذا القرن الهجري، وعملت فيها معيداً ومحاضراً وأستاذاً مساعداً، وأستاذاً مشاركاً، وأستاذاً، وخدمتها رئيساً لقسم، فعميداً ومديراً، أحببتها حتى الشغف والهيام، وهنا همسة «إذا كنت قائداً لمؤسسة ولم تَغَر أسرتك من مؤسستك التي تديرها فأنت لم تصل بعد حد الشغف الكافي» أحببت طلابها وإدارييها وأساتذتها وكل من له علاقة أو مصلحة مباشرة أو غير مباشرة معها، أحببت كل بقعة فيها، أحببت اسمها وشعارها وألوانها، حتى مبانيها الخرسانية الجافة، الجامدة، وتربتها المالحة.
وأضاف: هذه الجامعة ليست مكان عمل بل حياة بكل ما تعنية الكلمة، فقد بادلتني الحب، وبادلني منسوبوها كذلك، وكانت حكاية تحكى، واصلت العمل مع زملاء أعزاء من أكاديميين وإداريين بالليل والنهار، ركزنا في العمل على ما لا يرى أكثر مما يرى، واتخذنا التميز والتفرد والتركيز معايير ذهبية للأداء، تجرأنا برفض ما لا نجيده بهدف التركيز على ما نحسنه، استثمرنا في طلاب متميزين فجدوا واجتهدوا وأبدعوا فكانوا لنا أبناء لم ننجبهم، ولوطنهم مخلصين.
وتابع الدكتور السلطان: سبقني لخدمة الجامعة أربعة مديرين، بنوا وتعبوا وأسسوا وعملت مع أربعة وزراء ساندوا ووجهوا وتقبلوا فكرة تميز الجامعة وتفردها، وتشرفت بالعمل مع أربعة من أصحاب السمو الأمراء في إمارة المنطقة الشرقية دعموا ورعوا وساندوا وأعطوا الجامعة ما لم يعطوا غيرها، وها أنا اترك الجامعة لأتشرف بخدمة وطني في مكان آخر كلفني به ولي الأمر، تركت وظيفتها وفارقتها بجسدي، ولكن القلب يبقى لا يفارقها، أتركها وفيها من الإمكانات والفرص الكثير، أتركها وفيها من القيادات التي ستأخذ الجامعة ـ إن شاء الله ـ إلى آفاق أرحب.
وقال الدكتور السلطان: إن مشواري في هذه الجامعة طويل طول النفس الذي تحركه إرادة العطاء، وعميق عمق مساحة الشعور بحب الوطن الغالي، فبوجدان يتشوق إلى الاغتراف من نهر العلم، وبروح الشباب المتوثبة، وضعت قدمي على بداية الطريق عندما دخلتها طالباً حتى أصبحت مديراً للجامعة.
وأكد الدكتور السلطان بأن كل ما حققته الجامعة تم بفضل الله ثم الدعم المادي والمعنوي الكبير من الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، كما ذكر الرعاية التي يحيط بها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز، مناشط الجامعة ومناسباتها، شاكراً معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى على متابعته الدائمة وتوجيهاته السديدة ومعالي نائبه الدكتور عبدالرحمن العاصمي على حضوره ودعمه ولمعالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح على جهوده الكبيرة والمشهودة في دعم العلاقة الاستراتيجية بين الجامعة والشركة حيث أضحت نموذجاً عالمياً يحتذى به وكسب منها الوطن قبل أن تستفيد منها الجامعة، ولسعادة رئيسها التنفيذي المهندس أمين الناصر.
كما شكر الدكتور السلطان زملاءه من منسوبي الجامعة والأساتذة والطلاب، الذين كان لجهودهم وحسن معاونتهم له، بالغ الأثر فيما وصلت إليه الجامعة من مكانة رفيعة وسمعة علمية متميزة، وحثهم على بذل المزيد من الجهد والعطاء ومواكبة ما يشهده التعليم العالي من تطور سريع، وما تشهده العلوم المختلفة من مستجدات متلاحقة.
وفي نهاية الحفل قدم مدير الجامعة الدكتور سهل عبدالجواد درعاً تذكارياً لمعالي الدكتور خالد السلطان، وقدمت شركة أرامكو السعودية الشريك الاستراتيجي للجامعة درعاً تذكارياً لمعاليه سلمه المهندس أمين حسن الناصر رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، كما قدم عميد شؤون الطلاب نيابة عن طلاب الجامعة لمعاليه لوحة فنية من تصميم الطلاب للمحتفى به.