تستقبل البلاد هذه الأيام مناسبة عظيمة، ولمحة تاريخية مباركة في مسيرة وتاريخ هذه البلاد المباركة، تتمثل في الذكرى الرابعة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - مقاليد الحكم في هذه البلاد التي حباها الله محبة جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وجعلها الله قِبلة لهم، ومهبطًا لوحيه السماوي الكريم، ومهوى أفئدتهم.. هذه البلاد التي سخر الله لها قيادة حكيمة، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -.
هذه البلاد التي اتخذت من الشريعة الإسلامية ومن كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - دستورًا ومنهاجًا، وتطبيقًا عمليًّا في الحياة.. هذه البلاد التي رأف الله بها، وهيأ لها رجالاً، يقومون على راحة أهلها، ويسهرون على حفظ أمنها، ويخططون لمشاريعها ومشروعاتها في حاضرها ومستقبلها، ويبذلون الغالي والنفيس، الجهد والمال في سبيل تطورها، وجمع كلمة أهلها، والتفافهم حول قيادتهم الرشيدة، وعلمائهم الأفاضل، وتوحيد صفهم.. هذه البلاد المباركة العزيزة، صاحبة المبادرات والعطايا والهبات، الحريصة على قضايا المسلمين في كل مكان.. هذه البلاد التي أمَّنت المستجير، ونصرت الجار، وأخذت على أيدي الأعداء.. هذه البلاد التي عانقت السماء بنور أمنها وأمان أرضها وأهلها.. هذه البلاد التي رسمت للمستقبل طريقًا، وللأجيال القادمة غاية وهدفًا، يتمثل في رؤية المملكة 2030م.. هذه البلاد التي حرصت على جمع كلمة المسلمين، وتوحيد صفهم، وتقريب وجهات نظرهم.. هذه البلاد التي اتخذت في أصعب الأوقات قرار نصرة المستجير والجار؛ فهبت لنصره، والمحافظة على الشرعية للجار، وحماية مستضعفهم.. هذه البلاد التي سعت لتكون شعلة نور؛ لتهدي العالم إلى الطريق المستقيم.. هذه البلاد التي سيَّرت قوافل العطاء والبذل والسخاء للمستضعفين في جميع أصقاع الكرة الأرضية.. هذه البلاد التي أوجعها ما تشهده الساحة من تجاذبات ومهاترات، يذهب ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم مستضعفون.. هذه البلاد التي طبَّقت قول الله جل شأنه (.. والأقربين) فبدأت بتسيير حملات الإغاثة للجار القريب انطلاقًا من الهدي الكريم.. هذه البلاد التي خططت المشاريع التنموية قصيرة المدى وطويلة المدى؛ لتوفر لأبنائها الأمن والأمان والحياة الكريمة.. هذه البلاد التي تجسدت في خادم الحرمين الشريفين الملك سلان بن عبدالعزيز - حفظه الله -.. كل هذه الأعمال وكل هذه الأدوار التي تقوم بها المملكة على جميع المستويات، المحلية والإقليمية والإسلامية والعالمية.
مرت أربع سنوات على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في البلاد، وخلال هذه الفترة بُنيت مشاريع تنموية جبارة، واستُتب الأمن، ورقد الناس بالأمن والأمان، وأمنت الحدود، وقُهر المعتدون، وزادت رقعة التعليم في البلاد، وأمطرت السماء من خيراتها، وأخرجت الأرض من مكنوناتها وخزائنها.
الشعب السعودي وهو يجدد البيعة لملكنا يؤكد ولاءه لقيادته وتمسكه بوحدته الوطنية، واستمراره على نهج المؤسس، ولاسيما هو موقن بحجم التحديات والمخاطر المحدقة به؛ لذا سوف تستمر بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين في إكمال المسيرة، والمضي قُدمًا في حركتها الدائبة في البناء والإنجاز والتنمية لتحقيق التطلعات التي تليق بهذا الوطن وأهله.
أسأل الله العظيم أن يديم علينا الأمن والأمان في بلادنا، ويقينا ويقي بلادنا وقيادتنا الرشيدة كيد الكائدين وحسد الحاسدين، وأن يتم نعمته علينا وعلى بلادنا وقيادتنا ومجتمعنا، إنه جواد كريم.
** **
متعب بن ناصر العباس - مدير الاتصال المؤسسي لشركة السلام لصناعة الطيران