«الجزيرة» - عوض بن مانع القحطاني:
كانت الكلمات الأخيرة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح بمثابة صحوة ضمير أطلقها ليحث شعبه على الوقوف في وجه المليشيات الحوثية الإرهابية التي حس منها أنها لا تهدف إلا لخدمة إيران وتغيير النهج الديني والاجتماعي اليمني.
ويرى اليمنيون من خلال ذكرى اغتيال الرئيس صالح بأن هذه الذكرى هي للتذكير بجرائم وخيانات مليشيا الحوثي وانتهاكاتها بحق اليمنيين بمختلف فئاتهم من مدنيين بسطاء إلى قادة ومسؤولين ونشطاء وصحفيين ووجهاء وعسكريين.
ويسجل اليمنيون في هذه الذكرى ردود أفعالهم ومواقفهم سواء في الميدان بالتقدم العسكري على طول الجبهات أو بنشر صور الرئيس صالح ورفيقه الزوكا داخل العاصمة صنعاء، وكل تلك الأعمال مربكة لمليشيا الحوثي. وفي الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كذلك تبرز العديد من المواقف والآراء حول هذه الذكرى وتصب في مجملها حول ضرورة تطهير اليمن من مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
من أبرز التعليقات على الحدث ما كتبه نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح وتناقله الإعلاميون والنشطاء والمهتمون حيث قال «تمر علينا هذه الأيام الذكرى الأولى لاستشهاد الرئيس السابق علي عبدالله صالح ورفيقه الشيخ عارف عوض الزوكا على أيدي العصابة الإمامية الانقلابية». وأضاف «إننا نجدها فرصة لدعوة الجميع إلى البعد عن المناكفات وإلى رص الصفوف وتوحيدها خلف قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية الأخ المشير الركن/ عبدربه منصور هادي من أجل استعادة الوطن وتحرير ما تبقى من أراضيه وبمساندة أخوية من الأشقاء في دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة».
واختتم بقوله «رحم الله الشهيدين وكل شهداء اليمن، ورحم الله الشهداء من إخواننا في التحالف الذين قدموا أرواحهم من أجل القضاء على المشروع الإيراني في بلادنا.. حفظ الله اليمن وكل بلاد العرب من كل مكروه.. والنصر قريب بعون الله».
وقال العميد طارق محمد صالح نجل شقيق الرئيس صالح في تغريدة عبر «تويتر»، إن «الحوثية غدة سرطانية زرعت في الجسد اليمني كما زرعت إسرائيل في الجسد العربي»، مضيفاً «وإذا كان الصهاينة يدعون أن لهم حقاً تاريخياً في فلسطين، فالحوثية تدعي أن لها حقاً إلهياً في اليمن وغير اليمن». ويرى الكثير من اليمنيين أن هذه الذكرى يجب ان تُستغل في تهييج الشارع اليمني وتعبئته ضد مليشيا الحوثي التي تعد ذراعاً ايرانية في اليمن تسير وفق ما يمليه عليها أصحاب نظرية ولاية الفقيه الصفوي.
كما ان مليشيا الحوثي بحسب مراقبين تعد امتداداً لحكم الأئمة السلاليين القائم على نظرية عنصرية تدعي الحق الإلهي في الحكم وتحصره في البطنين وتذل لأجله اليمنيين وهذا ليس بخافٍ على من يطلع على تاريخ اليمن منذ مجيء يحيى بن القاسم الرسي في أواخر المائتين الهجرية وما تلا ذلك من جور واستبداد ومجازر يندى لها جبين التاريخ. وينبغي أن يتم تحفيز جميع القبائل اليمنية والوجهاء والشخصيات الاجتماعية والعسكريين والمثقفين لأخذ الثأر للدماء اليمنية التي تسفك من أجل المشاريع والمصالح الإيرانية في اليمن.
ووجه كثيرٌ من النشطاء دعوات لكل قادرٍ على حمل السلاح أن يبادر بالانتفاض لكرامة اليمن واليمنيين ليُمحى عار التخاذل والتسليم والتواطؤ الذي شهدته الفترات الماضية.