بريدة - عبدالرحمن التويجري:
عقدت جامعة القصيم مؤخراً على مسرحها بالمدينة الجامعية في مدينة بريدة، اللقاء المفتوح مع صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، بعنوان «تجربتي بالحياة»، بحضور معالي مدير جامعة القصيم الدكتور عبدالرحمن الداود، وعدد من مديري ومسؤولي الجهات الحكومية بالمنطقة.
وقدم مدير جامعة القصيم في بداية اللقاء، شكره وتقديره لسموه على استجابته للجامعة والتحدث عن تجربته بالحياة من خلال هذا اللقاء، مشيراً إلى أن هذا اللقاء أردنا أن نستمع فيه أكثر مما نتحدث، مشيداً بشخصية سموه العلمية والعملية. إثر ذلك قدم عرض مرئي عن سموه يتحدث عن مولده ونشأته ومراحل دراسته ومنجزاته العملية والعلمية.
وبين سمو أمير منطقة القصيم سعادته في هذا اللقاء، لافتاً الانتباه إلى مفاجأة الجامعة له أن يكون اللقاء خاصاً به.
وقال سمو الأمير فيصل بن مشعل: افتخر أني مواطن سعودي، من بلاد الحرمين الشريفين، التي هي قبلة المسلمين، الذي هو بحد ذاته مصدر فخر واعتزاز، متحدثاً سموه عن طفولته وحياته البسيطة التي نشأ فيها، كأي مواطن سعودي، إِذ ولد في بيت طيني في حي السويلم بالرياض بالقرب من قصر الحكم، ثم انتقل لحي المربع في الرياض لبداية الدراسة في مراحلها الأولى في معهد العاصمة بالرياض، ثم التحق بجامعة الملك سعود في تخصص العلوم السياسية، حيث استهواه الدخول لهذا التخصص بعد القراءة في كتاب عباقرة العرب عن مسيرة الصحابة والتابعين من السياسيين، الذي شده وشوقه الدخول لهذا التخصص.
ووصى سموه الطلاب والطالبات بأن يختاروا التخصص الذي يريدونه ويستهويهم وليس تقليداً لأحد، لأنه لا يمكن أن يبدع الشخص في تخصص ليس يحبه، مذكراً سموه بأن العلوم الشرعية هي مقبض السيف لأي علم، حيث ذكر ذلك في كتابه بعنوان خير جليس، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين.
وأشاد سمو أمير منطقة القصيم بما تقدمه إذاعة القرآن بالمملكة من علوم وفوائد شرعية وفتاوى فقهيه، لافتاً الأنظار إلى أنه بدأ التأليف بسبب إذاعة القرآن التي وصفها بالجامعة، حيث إنها أقدم جامعة في المملكة العربية السعودية، وأول إذاعة قرآنية وإسلامية عربية، حينما كان يستمع لبرنامج استفتاء للشيخ محمد بن عثيمين عن سؤال شخص عن حديث «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»، حيث قال الشيخ ابن عثيمين أرى أن علم ينتفع به أكثرهم نفعاً، مفيداً أن هذه الفتوى كانت بداية انطلاق مؤلفات سموه عام 1418 هـ حينما ألف كتاب الأمان الثاني، الذي هو من ثمرات الاستماع للمصادر الرائعة مثل إذاعة القرآن الكريم. وتحدث سموه عن مراحل دراسته العليا التي بدأها، حينما كان يعمل في وزارة الدفاع والطيران، حيث بدأها بالابتعاث عام 1985 إلى الولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن ستيت في سياتل لتعلم اللغة الإنجليزية لمدة سنة، ثم انتقل لجامعة كاليفورنيا ستيت تشيكو، إِذ انهى رسالته التي بعنوان المجالس المفتوحة بالمملكة في 18 أبريل 1988م، بعدها رجع للعمل في وزارة الدفاع والطيران في مكتب الوزير، مشيراً إلى أن المجالس المفتوحة التي يستقبل بها الملك وولي العهد وأمراء المناطق من أهم أسس ونظام الحكم في المملكة العربية السعودية، ومن عناصر اتخاذ القرار في المملكة.
وأوضح سموه أن من ساعده في نجاح هذه الرسالة هو دعم الملك سلمان حفظه الله حينما كان أميراً للرياض، مفيداً سموه أن هذه المجالس هي امتداد للحراك والتراث الإسلامي والعربي، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بدأ بالمجالس المفتوحة حينما كان يستقبل الصحابة والناس عامة وأصحاب الحل والعقد في المسجد، حتى بداية المملكة كان استقبال المواطنين يومياً في عهد الملك المؤسس والملك سعود.
وأكد سموه أنه جاء التوجيه له عام 1427 هـ، بأن يكون نائباً لأمير منطقة القصيم وهو لا يعلم بذلك، مهنئاً نفسه بأن يوجد مع أهالي القصيم، موصياً بالصدق مع الله تعالى في كل مناحي الحياة وحسن النية للوصول إلى المبتغى والهدف الذي ينشده الإِنسان، لأن الصدق والصبر هو الفلاح وتحقيق الأماني، حيث ذكر الصبر أكثر من 90 موضعاً بالقرآن الكريم، مشدداً سموه أن الشهادة الجامعية ليست إلا مجرد جواز سفر تأخذك من مرحلة لمرحلة، لأنه ليس المؤهل مقياساً لشخصية الإِنسان، حيث إن المؤهل لا يشكل سوى 30 %، موضحاً أن فن الإدارة مطلب أساسي ويكون بالتحفيز وإعطاء كل ذي حقٍ حقه. وفي نهاية اللقاء تسلم سموه درعاً تذكارياً من معالي مدير الجامعة بهذه المناسبة.