الأهداف المشروعة في أي منظومة تقوم على أساس تطوير العمل لتحقيق النجاح. وهنا لابد أن نبحث عن أدوات تحقيق هذا النجاح. القرارات الخاطئة ربما تأتي إما عن اختراع في غير محله، وربما مجاملة لشخص ما أو رؤية يعتقد من اتخذها أنها في اتجاه لا يراها إلا هو بحسب إمكانات هذه المنظومة التي يديرها. كرة القدم يديرها اتحاد من المفروض أن يكون مختصًا بها وفاهمًا لأسرارها وأدق تفاصيلها، وربما يحتاج اتحاد الكرة السعودي إلى مزيد من الوقت ومزيد من الدراسة ومزيد من العمل ليكون على قدر التطلعات، خاصة إننا في الوقت الحالي اتجهنا إلى رجال الاقتصاد أكثر من رجال المهنة والخبرة ليديروا كرة القدم نحو الاتجاه الصحيح. نعم المال يحكم مفاصل هذه اللعبة بالعالم، لذلك مجلس اتحاد مزيج من رجال المال والأعمال مع بعض الخبرات قادر بالسير قدمًا نحو تطوير اللعبة إلى العالمية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، إذا كنا نؤمن بالقيادة الاقتصادية للعبة فإننا يجب أن لا نؤمن بالقيادة باللجان التابعة للاتحاد فنيًا أن تكون من غير أهل الاختصاص، فمثلاً هل نضع بإدارة المدربين مهندسًا أو رجل أعمال ليقدم الاستشارات الفنية للمدربين!!! نقبل بموظف باللجان للصادر والوارد للشؤون المالية لترتيب اللقاءات، ولكن فنيًا أعط القوس باريها كما يقول المثل. لجنة الحكام الرئيسة منظومة ليست صغيرة بل كبيرة وتهتم بشريحة كبيرة بجميع مناطق المملكة. لدينا ثلاث عشرة لجنة فرعية وأخرى تابعة لها وأكثر من ألف حكم وتشرف على مسابقات المناطق إضافة للمسابقات الرسمية لاتحاد اللعبة وكانت لجنة الحكام الرئيسة سابقاً تتكون من سبعة أعضاء وقلصت من أجل الأمور المالية إلى أربعة أعضاء ورئيس، واضطرت اللجان السابقة والحالية إلى الاستعانة بمتعاونين خاصة في ظل عدم اعتماد دائرة الحكام. ومع الأسف يعطل عمل عضو من أجل ماذا؟ هل هناك رعاية طبية مجانية مثلاً للجنة الحكام، ومع تقديرنا لاختصاصي العلاج الطبيعي عثمان القصبي فليس مكانه عضو لجنة حكام، فكيف سيفيدها مع تقديرنا لخبراته الطبية وأخلاقه العالية التي نعرفها من خلال دورات الحكام، لابد من تحديد العمل ولو اضطررنا أن نعيد تفكيرنا كاتحاد وقراراتنا بشكل بطيء لكل قرار سريع، فليس عيبًا أن نخطئ ولكن العيب أننا لا نعود لصواب رغم إعادة القرار بالبطيء والبطيء جدًا!! وهذا يشمل بقية اللجان باتحاد الكرة.
** **
- محمد المرواني