«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
خرجت قرعة دوري أبطال آسيا بصورة غير متوقعة؛ إذ أنتجت لنا مجموعات قوية، جمعت أبطال للقارة في مجموعة واحدة، وأخرى سهلة، خاصة فيما يتعلق بفرق غرب القارة؛ إذ أوقعت القرعة فريق الهلال (صاحب البطولتين في الدوري الآسيوي) في المجموعة الثالثة بجانب فرق (العين الإماراتي والدحيل القطري والاستقلال الإيراني). وهذه المجموعة اتفق الوسط الرياضي السعودي على أنها الأقوى من بين كل المجموعات، بل تعتبر هذه المجموعة حديدية، والمتأهلان منها سيكونان مرشحَين بشكل كبير للوصول للنهائي الآسيوي؛ إذ تضم هذه المجموعة أبطال الدوري في دولهم، ولا يمكن مقارنة أي فريق في هذه المجموعة بأي فريق آخر في بقية المجموعات مع احترامنا لهم.
الأهلي الذي لم يسبق له أن حقق هذه البطولة يأتي في المجموعة الرابعة. وتعتبر مجموعته هي الثانية من حيث القوة؛ فقد ضمت بجانب الأهلي فرق (برسبوليس الإيراني والسد القطري، والمتأهل من الملحق الذي سيلعب فيه النصر الإماراتي مع الفائز من باختاكور والقوية الجوية). وهي مجموعة بالنظر لما يضمه الأهلي من لاعبين تعتبر جيدة، ومتى لعب الأهلي بمستواه المعهود فتخطي المجموعات سيكون سهلاً عليه.
الاتحاد (صاحب البطولتين في دوري أبطال آسيا) جاء في المجموعة الثانية، ومجموعته تعتبر سهلة نوعًا ما؛ إذ يوجَد معه (الوحدة الإماراتي ولوكوموتيف الأوزبكي والمتأهل من الملحق الذي سيلعب فيه الريان القطري مع الفائز من سايبا ومينيرفا). والاتحاد بمستواه الحالي لن يذهب بعيدًا، ولكن الجميع يأمل بتعديل وضع العميد في الفترة الشتوية.
أخيرًا تأتي المجموعة الأولى التي تضم (الوصل الإماراتي والزوراء العراقي). وفي هذه المجموعة ملحقان؛ إذ سيلعب الغرافة القطري مع الفائز من الكويت الكويتي، والوحدات الأردني وذوب آهن الإيراني. وفي الملحق الثاني ينتظر النصر الفائز من أجمك واستيكول. وهذه المجموعة تعتبر أسهل المجموعات، وقد يتجاوزها النصر الذي لا يملك أي بطولة لدوري أبطال آسيا؛ فالفرق التي معه من السهولة تجاوزها.
فرقنا أمام امتحان كبير، واختبار معقد، من ينجح فيه سيجد الدعم من الجميع، ومن يفشل فلا يلومنّ إلا نفسه؛ فالدعم الذي وجدته الفرق السعودية لم يسبق أن حظيت به؛ ولذلك فهي مطالبة بالتأهل للأدوار المتقدمة، وإن كانت مجموعة الهلال صعبة فهو الفريق الوحيد الذي تعقد عليه الآمال، خاصة أنه يملك لاعبين محليين جيدين، وصلوا مع الفريق في الموسم الماضي لنهائي اللقب، ووصول بعضهم قبل أربع سنوات لنهائي آخر؛ ولذلك فإن الأمل يعقد عليه بشكل كبير. نقول ذلك لأن الفرق التي تطورت مستوياتها وتحسنت (مثل فريق النصر) تطورت لأن اللاعبين الأجانب ساعدوها في تحسن مستواها، بينما في آسيا سيفقد أربعة لاعبين من الثمانية، وهذا لا شك مؤثر خاصة للفرق التي لا تملك لاعبين محليين يسدون فراغ اللاعب الأجنبي.
بقي أن نتمنى لكل فرقنا المشاركة في دوري أبطال آسيا كل التوفيق، وعودة أحدهم محملاً بالذهب الآسيوي الذي ابتعد كثيرًا عن خزائن الكرة السعودية.