زار الشيخ ناصر القطامي اثنينية الذييب حيث قدم محاضرة بعنوان «هو سماكم المسلمين»، حيث قدم فضيلة الشيخ تفسيراً للآية الكريمة مفاده أن الآية الكريمة لها معنيان ساميان أولهما الشعور بنعمة الانتساب إلى الإسلام، ذلك الدين السماوي الخاتم لكافة الأديان. فعندما يخاطب الله تعالى أمة محمد ناسباً إليهم الإسلام نجد أن هناك تأكيداً على أهمية الاعتزاز بهذا الدين القويم وشعور بأن الله اصطفى هذه الأمة لنسبة الدين لهم حتى في الكتب السماوية التي نزلت على الأمم السابقة.
أما المعنى الآخر في هذه الآية فهو الشمولية في الخطاب حيث يخاطب الله تعالى الأمة ككل بأنهم مسلمين، وهي دعوة غير مباشرة لعدم التحزب والتفرق داخل أصحاب الدين الواحد وعدم التفرق فيما بين الأمة الواحدة. فعندما يقول الله تعالى: «هو سماكم المسلمين» فإن ذلك يعني ان كل الأمة تنتسب للإسلام ومن غير الصحيح أن يكون هناك فرق متعددة داخل الإسلام الواحد».
كما أكد فضيلة الشيخ على أن السنة المطهرة أيضاً جاءت لتؤكد هذا المعنى ومحذرة من الافتراق على أساس الدين والاعتقاد أو حتى تفسير الاعتقاد بشكل يخدم مصالح دنيوية وما إلى ذلك.
وأوضح الشيخ القطامي أن مسألة الفرقة تولد أولاً داخل البيت الواحد حيث نجد الآن من اختلاف أفراد الأسرة الواحدة فيما يتعلق بما يعتقده شخص دون آخر، وهو ما يحدث الانقسام في وحدة بناء المجتمع الرئيسة وهي الأسرة.
وضرب الشيخ مثلاً من السنة النبوية على ضرورة التوحد في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين في المدينة حيث لم يتعمد كشفهم في بادئ الأمر أمام أفراد المجتمع أو قتلهم لأنهم غير مسلمين حقاً وكان يقول: «لكي لا يقول الناس أن محمداً يقتل أصحابه»، وهذا التصرف يدل على سياسته الحكيمة وسعيه للحفاظ على أفراد المجتمع المسلم الجديد في ذلك الوقت دون فرقة إلى أن تتشكل الأمة الإسلامية في المدينة بشكل قوي سليم البنيان.
كما أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن من عادته تتبع أخطاء الآخرين حتى من المسلمين وكان يقوّم اعوجاج أحدهم سراً حتى لا يضعف من عملية بناء الأمة.
المحاضرة التي قدم الشيخ تعلمنا الكثير من الحكمة في التعامل مع أمور حياتنا اليومية وطريقة حل العديد من القضايا والفتن التي تواجه المجتمع المسلم اليوم.
في نهاية المحاضرة جدد حمود الذييب الترحيب بالضيف الكريم شاكراً إياه على المحاضرة القيمة التي ألقاها في الأمسية الأسبوعية مقدماً له درع الاثنينية التذكاري.