رغمَ العيونِ، ورغمَ أيّ توعّدِ
للعاذلينَ، الشامتينَ، الحُسّدِ..
مدّتْ عيوني للفؤادِ جسورَها
فتقاسمتْكِ نياطَهُ بتودّدِ..
وحنا إليكِ بخافقي وترُ الصّبا
فآمتدّ في قيثارِ نبضِكِ مولدي..
وَرَنتْ إليكِ مدامعي وتعانقتْ
في مقلتيكِ بغفلةٍ من مَرصَدِ..
وتعانقتْ أنفاسُنا في دوحةٍ
من عطرِ شَعْرِكِ ساحَ في غصنٍ ندي..
وركزتُ قُبلةَ عاشقٍ في مبسمٍ
لونَ الحياءِ كزهرةٍ في معبدِ..
وتدافعتْ نحو الأكفّ أناملي
لتجسَّ لحناً في ربابةِ مُنشدِ..
فتحرّرتْ فينا المشاعرُ عِفّةً
قلبانِ ما آلتقيا لغيرِ تعبّدِ..
إنّا التقينا في رياضِ ظنوننِا
بخيالِ وجدٍ صاغَ بعضَ تمرّدِ..
رغمَ العيونِ ورغمَ كلّ شباكهِم
رغمَ القيودِ ورسفِ كلّ مُقيّدِ..
نحنُ التقينا والزمانُ فضاؤنا
والكونُ غنّى في رحابِ الموعدِ..
** **
- د. وليد جاسم الزبيدي - العراق