قصيدة في رثاء رفيقة الدرب أم محمد
تَقلَّب بي زماني فاحتواني
به قلبٌ أرقُّ من الأماني
جناحُ الحبِّ أسلمني إليها
إلى قلب وأضلاع حواني
أفاضت من خلائقها جميلاً
هما الأخلاقُ والحِلمُ اللذانِ
هما لي بلسمٌ في كِلِّ عُسْرٍ
يباشر عُسرتي في كل آن
فكانت دفءَ أيامي وصدراً
ألوذُ إليه منبسطَ الجَنانِ
إذا ألقى إليَّ الدهر ِحملاً
ثقيلاً من تَحمَّلِه أعاني
تلّقفه سماحٌ من رضاها
فغِيضَ بحسن حكمتها افتتاني
بدنياً وجُهها بالحسن يغري
وظهرُ مِجنِّها شَرَكُ الزمان
إذا ما القلب وسوسني بسوءٍ
كريمُ خليقةٍ منها نهاني
رحلْتِ فأوحشت دنياي قلباً
لكم آويتِ عن قاصٍ وداني
ومن نكد الحياة فكان بَرداً
سلاماً ما خسرتُ به رهاني
هي القلب الذي يُخضَّر كوناً
ويخصب بالمحبة والحنان
تُفيضُ من المحبة والتفاني
جميلاً فوق شكران اللسان
إذا ما قَدّمت تقفُ المعاني
على بذلِ تجودُ به اليدان
لها في الطيبات مقامُ حمدٍ
فما ملت يدٌ مِنحَ الحَسَاني
تفقّدها الوفاءُ بكل دربٍ
فكان الخير درباً ليس ثاني
سبيلُ الخير يعرفُ كلَّ خطوٍ
خَطته إلى معاريج الجنان
إلى الرحمن سار بها تُقاها
بإذن الله في حُلل الأمان
أمانُ الله غفرانٌ وعفو
إذا النِّياتُ صادقةُ المعاني
فيا مَنْ باسِطٌ كلتا يديه
بعفو مَنْ أتى لله عاني
بقلبٍ ما تلبسه بشرك
ولا بهتانَ يُسلمُ للهوان
تقبلها إليك بخيرِ صفحٍ
وأسَكنْها فسيحاتِ الجنان
ومن حوض النبيِّ لها شرابٌ
بكأس ٍمن يَدَي خير الزمان
** **
- أحمد بن صالح الصالح (مسافر) 1440/1/1 هـ