جدة - عبدالقادر حسين:
اتفق عدد من الاقتصاديين والخبراء ورجال الأعمال على أن احتفال السعوديين بيومهم الوطني الـ88 سيكون الأكثر بهجة وسعادة، في ظل تحقيق 5 إنجازات مفصلية، بدأت بحملة القضاء على الفساد، وتعافي الاقتصاد وانحصار عجز الموازنة، وظهور مدينة المستقبل السعودية (نيوم) إلى العالم، وتعزيز مكانة المملكة على الصعيد الخارجي، والقرارات التاريخية التي ساهمت في تمكين المرأة السعودية وتأكيد قدرتها على المشاركة بفاعلية في قطار التنمية.
واعتبر الخبراء اليوم الوطني فرصة عظيمة للوقوف أمام الإنجازات المهمة التي شهدها الوطن على مدار عام كامل، ومناسبة غالية لزيادة التلاحم بين السعوديين، والتذكير بالبطولات المجيدة التي حققها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه»، والمسيرة العطرة لأبنائه البررة خلال 9 عقود من الزمن، تحولت خلالها المملكة إلى أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وإحدى الدول الأسرع نمواً في العالم والمحرك الرئيسي للأحداث في الوطن العربي.
ملك الحزم
وأكد الاقتصادي الدكتور عبدالله صادق دحلان أن أبرز ملامح اليوم الوطني للعام الجاري تتمثل في القضاء على جانب كبير من الفساد الذي أصاب الجهاز الإداري في فترة طويلة، وقال: لاشك أن الحملة التي قادها ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعضده الأيمن ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بالفضاء على الفساد والتي وبدأت بإطلاق الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في 4 من نوفمبر 2017م، كانت أهم المكاسب التي تحققت على مدار عام كامل، فعلاوة على أنها وفرت للدولة ما يزيد على 100 مليار دولار بعد التسوية المالية مع بعض المتورطين، فإنها أثارت حالة من الرضا والفرح في قلوب السعوديين، وبعثت برسالة واضحة جداً لكل رجال الأعمال والمسؤولين والعاملين في الجهاز الإداري بأنه لن يتم التستر على أحد بعد اليوم، وأن الشفافية والحوكمة هي شعار المرحلة المقبلة للسعودية في مرحلة البناء والتشييد وتصحيح المسار.. وبات الجميع يقول وهو قرير العين: وداعاً للفساد.
ولفت إلى الإنجازات الأخرى المهمة وأبرزها محاصرة محور الشر الإيراني من خلال الوقوف بجانب الأشقاء في اليمن، بعد أن ثبت ضلوع نظام الملالي في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ مما يعتبر عدواناً عسكرياً ومباشراً، حيث استمرت الرياض في قيادة تحالفاً عسكرياً يساعد القوات الحكومية اليمنية فى حربها ضد الحوثيين وحلفائهم الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ 2014.
تقليص العجز
وأشار رجل الأعمال عبدالعزيز محمد العبدالله العنقري إلى أن الاقتصاد هو الرابح الأكبر في اليوم الوطني للعام الجاري، حيث انحصر عجز الميزانية بشكل لافت بالتواكب مع تنويع مصادر الدخل والارتفاع النسبي لسعر النفط والتعافي اللافت للموارد الاقتصادية، وقال: المؤشرات المالية التي أعلنتها وزارة المالية تبرهن على الأداء الرائع للميزانية العامة للدولة في النصف الأول من السنة المالية الجارية، حيث بلغ إجمالي إيرادات النصف الأول 439.851 مليار ريال، مسجلةً ارتفاعاً بنسبة (43 في المائة) مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، كما بلغ إجمالي مصروفات النصف الأول 481.542 مليار ريال، مسجلةً ارتفاعاً بنسبة (26 في المائة) مقارنةً بالفترة المماثلة من العام الماضي، ونجحت المملكة في تقليص العجز بالميزانية في نهاية النصف الأول من العام الحالي ليبلغ حوالي 42 مليار ريال (11.1 مليار دولار) وهذا أمر جيد، خصوصاً أن عجز الميزانية في النصف الأول لعام 2017 كان 72.7 مليار ريال، وقد بلغت الإيرادات في النصف الأول من العام الجاري 440 مليار ريال والمصروفات 481.5 مليار ريال، ولاشك أن التحسن في الأداء المالي صاحبه تحسن أيضاً في الأداء الاقتصادي.
وشدد على أن المؤشرات تؤكد أن الاقتصاد السعودي سيواصل تعافيه وأداءه الإيجابي مع استمرار حملة الإصلاح التي يقودها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وفي ظل الهيكلة المستمرة للجهاز الإداري، متوقعاً أن يتحول اقتصادنا إلى أحد أهم الاقتصاديات الأسرع نمواً في العالم خلال السنوات القليلة المقبلة، وستشكل المبادرات الاقتصادية والاستثمارية المتواصلة حافزا لدعم الاقتصاد، مع التأكيد على ضرورة تنمية القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية والاستثمارية والسياحية التي يمكن أن تشكل مصدراً كبيراً للدخل.
رسائل التنمية
وألمح الاقتصادي سيف الله محمد شربتلي إلى أهمية استعادة الدور القيادي للسعودية عربياً وفي منطقة الشرق الأوسط المكسب الأكبر في احتفالية اليوم الوطني 88، وقال: قاد ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حملة دبلوماسية واسعة لتعزيز العلاقات مع دول العالم الخارجي وتعزيز دول المملكة، وبعد زيارته إلى مصر وبريطانيا، قام بجولة طويلة ومهمة في الولايات المتحدة الأمريكية وقع خلالها عدداً كبيراً من الاتفاقيات، بعد أن التقى مع الرئيس رونالد ترامب في هيوستون وزار بوسطن ونيويورك وسياتل ولوس انجليس وسيليكون فالي، وقام بعد ذلك بزيارتين إلى فرنسا وإسبانيا شهد الكثير من النتائج الإيجابية الرائعة على الصعيد السياسي والاقتصادي.
وأكد أن المملكة قدمت للعالم نموذجاً ومثالاً متميزاً في ميدان البناء والتعمير والإنجاز السياسي والاقتصادي الذي حقق لشعبها الشموخ والرفاهية، واستعرضت رسائلها التنموية أمام دول العالم، لاسيما أن الفترة الماضية شهدت أيضاً زيارات إلى الدول الأسرع نمواً في العالم مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وشهدت توقيع اتفاقيات اقتصادية مهمة مع الصين وزيادة التلاحم العربي.