«الجزيرة» - خاص:
أجرى معالي الأستاذ الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عددًا من المشاورات والمباحثات، وذلك على هامش اجتماع الجمعية العمومية الثالثة والسبعين للأمم المتحدة؛ إذ التقى معاليه فخامة الرئيس عبدربه هادي منصور رئيس الجمهورية اليمنية. وسلط الاجتماع الضوء على مستجدات الأوضاع في الساحة اليمنية. وأشاد الرئيس هادي بالدعم الذي تلقاه الحكومة الشرعية من منظمة التعاون الإسلامي، وجهودها الفاعلة في تمكين السلم والأمن لليمن وشعبه. كما تم استعراض عدد من المواضيع ذات الشأن الإغاثي والإنساني خلال اللقاء.
أيضًا عقد معالي الدكتور العثيمين لقاءً ثنائيًّا، جمعه بمعالي وزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري. وفي بداية اللقاء جدد معالي الأمين العام التشديد على أهمية العراق بالنسبة للمنظمة ومتابعتها المستمرة لما يطرأ على الوضع العراقي، مشيرًا إلى تحسن الأوضاع في البصرة، وعودة الحياة المدنية لها. كما تم التطرق خلال اللقاء إلى محور إعادة إعمار المناطق المتضررة بالعراق، وسبل تنميتها وإعمارها. وأعرب الجعفري عن بالغ تقديره للمواقف النبيلة التي يتبناها الأمين العام الدكتور العثيمين تجاه العراق ووحدته وازدهار شعبه.
بعد ذلك ترأس الدكتور العثيمين الاجتماع الخاص بشأن مسلمي الروهينجا في ميانمار، وبيّن معاليه في بداية الاجتماع رفيع المستوى أن عقد هذا الاجتماع يأتي إيمانًا من المنظمة بأنه من الأهمية بمكان أن تبقي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي هذه القضية قيد النظر، وأن تواصل السعي لإيجاد حل لمحنة أقلية الروهينجا، وضمان مساءلة مرتكبي العنف بحقها. مرحبًا بالترتيب الثنائي بالعودة الطوعية للاجئين الذي توصلت إليه حكومتا ميانمار وبنجلاديش، وشجع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على مواصلة هذا المسار مشيدًا بجهود بنجلاديش والتزامها لتجنب وقوع كارثة إنسانية، ومهيبًا بالشركاء الدوليين إلى مواصلة تقديم المزيد من الدعم الإنساني. مشيرًا إلى أن وفدًا من الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان المنبثقة من منظمة التعاون الإسلامي زار كوكس بازار - بنغلاديش في بداية هذه السنة، وأعد تقريرًا، تضمن توصيات ملموسة، وقُدم للدورة الخامسة والأربعين لمجلس وزراء خارجية المنظمة. وخلال الدورة السابعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة التي انعقدت في جنيف شاركت المنظمة في حوار تفاعلي مع المقرر الخاص وبعثة تقصي الحقائق المعنيَّين بميانمار. كما دعمت دول المنظمة القرار القوي الذي قدمه الاتحاد الأوروبي بشأن ميانمار. كما دعمت المنظمة خلال الدورة التاسعة والثلاثين للمجلس المنعقدة حاليًا في جنيف قرارًا مماثلاً.
وفي الدورة الخامسة والأربعين لمجلس وزراء خارجية المنظمة تم اعتماد قرارين حول الوضع في ميانمار، الأول حول وضع حد للعنف، واستعادة الروهينجا حقوقهم، وعملية إعادتهم إلى وطنهم. والثاني حول المساءلة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتُكبت بحق الروهينجا، إضافة إلى تدشين المنظمة آلية مساءلة من خلال اعتماد قرار صادر عن الدورة الخامسة والأربعين لوزراء الخارجية القاضي بإنشاء لجنة وزارية خاصة، تُعنى بانتهاكات حقوق الإنسان ضد مسلمي الروهينجا في ميانمار. وسوف تستخدم هذه اللجنة صكوكًا قانونية في سبيل تحقيق المساءلة فيما ارتُكب من جرائم بحق الروهينجا.
كما عقد الدكتور العثيمين اجتماعًا مع معالي وزير الخارجية الأفغاني صلاح الدين رباني، وتم استعراض آفاق التعاون القائم بين الجمهورية الأفغانية والمنظمة، والدور الرائد التاريخي للمنظمة في صناعة المصالحة الوطنية الأفغانية التي تمت برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وما ترتب عليها من أثر إيجابي غير مسبوق في الشأن الداخلي الأفغاني، وما سيثمر عنه التزام الأطراف بها إلى ديمومة السلام على المجتمع الأفغاني.