«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
أكد المتحدث باسم لجنة تقييم الحوادث في اليمن المهندس منصور المنصور أن لجان التقييم تعمل بشفافية وحيادية وتصدر قراراتها دون أي ضغوط، ولا تجامل فيها أي طرف وان معظم الادعاءات التي وردت إلى لجان التقييم باطلة ولا أساس لها من الصحة، مؤكداً أن الأهداف التي أوردتها تقارير المفوضية للأمم المتحدة أو المنظمات التي تعمل في صنعاء هي أهداف عسكرية مشروعة للتحالف، ولدينا اتصال مباشر مع قوات التحالف لمعرفة الأهداف التي تم استهدافها ونحن متفرغون لجمع المعلومات وإصدار التقارير اللازمة في حالة ورودها.
وأوضح المنصور أن تأخير التقارير يخضع لجمع المعلومات والأدلة ويصبح لدى اللجان معلومات متكاملة فتعلن لوسائل الإعلام بكل شفافية، وأشار إلى أن الادعاءات التي ترد من الأشخاص أو المنظمات تعمل عليها دراسة من كل الجوانب طبقاً لما هو معتمد في القانون الدولي الإنساني.. مشيراً إلى أن معظم الحروب يحصل فيها أخطاء غير مقصودة ونحن نعلن في تقاريرنا الأخطاء، ولكن الشيء الذي أود أن أقوله إن التحالف العسكري دقيق في تنفيذ المهام العسكرية.
ورحب المنصور باللجان الأممية قائلاً : لدينا الشجاعة لقول الحقيقة أمام هذه اللجان والقبول بأي معلومات يملكونها وهي لم تعرض على اللجان، مؤكداً أن لجان التقييم مع قوات التحالف والقوات الشرعية ومنظمات الأمم في الداخل اليمني هي منظومة واحدة، وهذه اللجان تعمل باستقلالية تامة بعيداً عن الأجندات السياسية.
واستعرض المنصور 7 تقارير جديدة تم الانتهاء منها، مشيراً إلى أن لجان التقييم درست وأعلنت أكثر من 85 تقريراً حول تقييم الحوادث في اليمن.
قوات التحالف واستهداف (مسجد الوهط) بمحافظة (لحج)
فيما يتعلق بما ورد في التقرير السنوي لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الصادر بتاريخ (2016/8/4م) أنه في تاريخ (7 يوليو 2015م) قصفت قوات التحالف الجوية (مسجد الوهط) الذي يقع على الإحداثي (N12 58.621 E044 53.506) بمحافظة (لحج) مما تسبب بمقتل (10) أشخاص وإصابة (15) آخرين.
قام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالتحقق من وقوع الحادثة وبعد الاطلاع على جميع الوثائق بما في ذلك إجراءات وقواعد الاشتباك.
تبين للفريق بعد الاطلاع على الصور الفضائية لموقع الإحداث المعطى من قِبل جهة الادعاء بأنه يعود لمبنى قد تعرض للتدمير قبل تاريخ (2015/5/15م) أي قبل حوالي شهرين من تاريخ الادعاء.
على ضوء ذلك، توصل الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى قيام قوات التحالف الجوية باستهداف (مسجد الوهط)، كما تبين سلامة الإجراءات المتبعة من قِبل قوات التحالف في استهداف المبنى (الأعيان المدنية)، وأنه يتفق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
قوات التحالف وقصف المركز الثقافي في (صعدة)
فيما يتعلق بما ورد في تقرير منظمة (هيومن رايتس ووتش) في (يونيو 2015م) أن قوات التحالف قامت بتاريخ (5 مايو 2015م) بإسقاط ثلاث قنابل على المركز الثقافي في صعدة ومنزل مجاور له، إذ تسبب الهجوم الذي وقع عند الساعة (10:50) مساء بمقتل (28) شخصاً، وإصابة ثلاثة آخرين من بينهم (27) من عائلة واحدة، وقد أفاد مدير المركز الثقافي لمنظمة هيومن رايتس ووتش بأن المركز يستخدم في الاحتفالات المحلية والعروض المسرحية، ويستخدم كمكتبة، بالإضافة إلى محطة الإذاعة المحلية التابعة لأنصار الله والمتمركزة في صعدة، المسماة (مسيرة إف إم) والتي تستخدم لتوجيه قوات عسكرية، لكن منظمة (هيومن رايتس ووتش) وبعد الاستماع إلى بعض برامج المحطة الإذاعية، لم تجد أية أدلة على استخدامها لذلك الغرض.
قام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالتحقق من وقوع الحادثة، على جميع الوثائق وتبين للفريق أنه من خلال الاطلاع على تسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة بأن قنبلتين أصابتا الهدف، والقنبلة الثالثة سقطت على أحد المنازل القريبة من المركز الثقافي بصورة عرضية نتيجة لخلل تقني في أنظمة الطائرة، مما أدى إلى حدوث أضرار مادية.
على ضوء ذلك؛ توصل الفريق المشترك إلى أن استهداف المركز الثقافي (الأعيان المدنية) يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية. كما ثبت للفريق المشترك أن سقوط القنبلة على أحد المنازل، كان بسبب خلل تقني في أنظمة الطائرة، ويرى الفريق المشترك أن تقوم دول التحالف بتقديم المساعدات الطوعية على الخسائر البشرية والأضرار المادية.
قصف سوق شاجع في قرية (زبيد) في محافظة (الحديدة)
فيما يتعلق بما ورد في تقرير (هيومن رايتس ووتش) في (نوفمبر 2015م) أن قوات التحالف الجوية قامت بقصف سوق (شاجع) في قرية (زبيد) في محافظة (الحديدة) عند الساعة 04:15) مساء بتاريخ (2015/5/12م) بما لا يقل عن خمس قنابل مما أسفر عن مقتل (60) مدنياً وإصابة (155) آخرين على الأقل، تفقدت (هيومن رايتس ووتش) الموقع في (26 يوليو 2015م)، وأفادت بأن ثلاث من القنابل أصابت بناية من ثلاثة طوابق في وسط سوق (شاجع)، حيث أصابت القنبلة الأولى متجر حلوى في المبنى.
وقال شهود إن القنبلة الثانية كانت بعد خمس دقائق أصابت مطعماً في الطابق الأرضي من البناية. أما القنبلة الثالثة فأصابت الطابق الثاني وأدت لانهياره كما دمرت قوة الانفجارات بنايتين أخريين كان فيها مطعم آخر وأربعة متاجر (بقالات).
قام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالتحقق من وقوع الحادثة.
على ضوء ذلك، توصل الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى عدم قيام قوات التحالف الجوية بقصف سوق (شاجع) في قرية (زبيد).
التحالف واستهداف قارب صيد مدني على امتداد الساحل اليمني في البحر الأحمر
فيما يتعلق بما ورد في تقرير البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر الصادر بتاريخ (2017/4/3م) المتضمن قيام قوات التحالف بتاريخ (2017/2/22م) بتنفيذ هجمات على قوارب الصيد المدنية على امتداد السواحل اليمنية في البحر الأحمر، حيث قامت طائرتان مروحيتان باعتراض عدد (2) قارب صيد يبعدان مسافة (2) ميل بحري عن ساحل (بختل) إحدى الطائرتين قصفت قارب صيد مما تسبب بمقتل شخص واحد وإصابة شخصين.
على ضوء ذلك توصل الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى عدم قيام قوات التحالف باستهداف قاربي صيد مدنيين على امتداد الساحل اليمني في البحر الأحمر.
ويرى الفريق المشترك أنه وعلى الرغم من التهديد الموجود على الملاحة البحرية في مناطق العمليات والتحذيرات الأمنية التي سبق وان تم إعلام السفن البحرية التابعة للتحالف بها، إلا أن الفريق لم يجد ما يستدل على أن القارب شكل خطراً حالاً على القوات البحرية، باعتبار أنه لم يكن على متنه أي عناصر خطرة، وأنه في جزيرة نائية وغير مأهولة بالسكان، وعليه ولهذه الأسباب يوصي الفريق مناسبة أن تقوم دول التحالف بتقديم المساعدات الطوعية لأصحاب القارب الذي تم استهدافه.
حفل زفاف في مديرية بني قيس (حجة)
فيما بتعلق بما تداولته وسائل الإعلام وما ورد في بيان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الصادر بتاريخ 24 أبريل 2018م عن قيام قوات التحالف بتاريخ 2018/4/22م في حوالي الساعة (08:30 - 09:00) مساء بضربة جوية على حفل زفاف في مديرية بني قيس بمحافظة (حجة)، وأن التحقيقات الأولية التي أجراها موظفو مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في اليمن أشارت إلى أن الغارتين الجويتين قتلتا (19) مدنياً على الأقل، وأصابتا (50) آخرين أغلبهم من الأطفال، كما أن غارتي التحالف دمرتا خيمة زفاف شُيدت على أرض منزل مدني بينما كان الضحايا يحتفلون بزواج أحد أقاربهم.
وبالاطلاع على تسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة لم يتبين للفريق المشترك وجود خيمة في منطقة الاستهداف، كما لم يتبين وجود أي مؤشرات تدل على تجمعات مدنية توحي بوجود حفل زفاف في منطقة الاستهداف.
عليه فإن الفريق المشترك توصل إلى أن قوات التحالف لم تستهدف خيمة الزفاف محل الادعاء. وبعد مراجعة نتائج هذه العملية والإجراءات التي قامت بها قوات التحالف تبين للفريق المشترك وجود عدد من الأخطاء تمثلت في عدم الالتزام ببعض الإجراءات الواردة في قواعد الاشتباك وذلك للتقليل من الأضرار الجانبية إلى الحد الأدنى والتي تسببت بأضرار جانبية على الخيمة الواردة بالادعاء نتيجة قصف المبنى المستهدف.
ويوصي الفريق المشترك باتخاذ الإجراءات النظامية لمحاسبة المتسببين وكذلك تقديم مساعدات عن الأضرار والخسائر التي نتجت عن هذه العملية.
الادعاء بقيام قوات التحالف بقصف منازل في مدينة (يريم) بمحافظة (إب)
فيما يتعلق بما ورد في تقرير (هيومن رايتس ووتش) في (نوفمبر 2015م) أنه في تاريخ (19 يوليو 2015م) حوالي الساعة الثانية صباحاً أودت غارة جوية بحياة (16) مدنياً على الأقل وإصابة (16) مدنياً آخرين، في بلدة (يريم) على مسافة (120 كم) جنوبي (صنعاء).
كما اتضح للفريق بعد الرجوع إلى جدول حصر المهام اليومي لليوم السابق للادعاء واليوم الذي يليه (18 - 2015/7/20م) أنه لم تكن هناك أي مهام جوية على مدينة (يريم).
ومن خلال مشاهدة الصور الفضائية لمعسكر اللواء (55) تبين وجود آثار قصف وبعد البحث في سجلات المهام اتضح بأنه تم قصفه سابقاً في تاريخ (2015/5/15م) من قِبل قوات التحالف أي قبل ثلاثة أشهر من تاريخ الادعاء.
على ضوء ذلك، توصل الفريق المشترك إلى أن قوات التحالف لم تنفذ أي مهام جوية في يوم الادعاء على مدينة (يريم) بمحافظة (إب).
بشأن الادعاء بقيام قوات التحالف بغارتين استهدفتا ورشة لحام والمعهد العالي للعلوم الطبية بمدينة (صعدة)
فيما يتعلق بما ورد في تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن غارتين استهدفتا مدينة (صعدة) بتاريخ (2018/4/9م) أصابت إحداها ورشة لحام على طريق بن سلمان وأصابت الأخرى المعهد العالي للعلوم الطبية الذي يقوم في مجمع مستشفى السلام، قُتل نتيجة لذلك حتى الآن (3) مدنيين وجُرح (19) آخرون من بينهم أطفال.
على ضوء ذلك؛ توصل الفريق المشترك إلى عدم صحة ما ورد في تقرير اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن غارتين جويتين استهدفتا ورشة اللحام والمعهد العالي للعلوم الطبية من قِبل قوات التحالف الجوية، كما تبين سلامة الإجراءات المتخذة من قِبل قوات التحالف الجوية في التعامل مع الهدف العسكري المشروع بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية. كما يرى الفريق مناسبة تقديم دول التحالف مساعدات طوعية عن الخسائر التي لحقت بورشة اللحام.