«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني/ تصوير - فتحي كالي:
كشف معالي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور هشام الجضعي بأن نظام برنامج رصد الأدوية في المملكة في حالة تطبيقه سوف يوفر على الدولة سنوياً أكثر من مليار ريال، وهذا سوف يحد من الهدر على الأدوية.
وأكد د. الجضعي خلال مؤتمر صحفي عقده بمناسبة استضافة المملكة للمؤتمر الدولي الثاني لهيئة الدواء والغذاء الذي تستضيفه المملكة أن الدولة تولي اهتماماً كبيراً بالرقابة على الأدوية والغذاء، ولن تسمح أبداً بتجاوز النسب العالمية في غذاء المواطن، أن هناك متابعة دقيقة للمزارع ومصانع المياه بعدم تجاوز أي مخاطر تضر بصحة الإنسان من خلال أخذ عينات من الأسواق المحلية وتحليلها ومراقبتها، وأن النتائج مطمئنة لأن هناك فرقًا ميدانية تعمل مع جهات عدة في الدولة لمنع أي منتوجات لا تطبق المعايير العالمية سواء في الغذاء أو المياه أو الأدوية وأن هناك تنسيقًا مع أمراء المناطق ولا يوجد أي تضارب في المهام مع القطاعات ذات العلاقة وإنما هناك تنسيق شامل.
وأشار بأنه ليس هناك محاباة أو مجاملة في أي شخص مخالف النظام أو الغش التجاري وسيتم إحالة المخالفين للجهات ذات العلاقة لتطبيق الأنظمة عليهم.
وحول توفر الأدوية الضرورية قال الجضعي إن هناك ضوابط وإجراءات على الشركات والمصانع بتوفير الأدوية الضرورية في أسواق المملكة بما يكفي 3 أشهر، موضحاً بأن الأسعار تُراقب ولكن هناك ظروف لبعض الدول وأريد أن أؤكد بأن المملكة من أقل دول العالم في الأسعار وأن الهيئة بصدد إعادة النظر في مراجعة الأسعار، وهو مشروع كبير سيتم دراسته مع جهات عدة ونحن نقف مع المواطن ولن نتنازل عن أي مخالفات أو مغالاة في الأسعار.
وعن المؤتمر الدولي الذي سوف يُعقد في المملكة قال معاليه: إن المؤتمر سوف ينطلق يوم الاثنين 13 محرم لعام 1440هـ برعاية وزير الصحة ورئيس مجلس الإدارة العام للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور توفيق الربيعة، المؤتمر والمعرض الثاني لهيئة الغذاء والدواء خلال الفترة 14-16 محرم 1440هـ في معرض الرياض الدولي والذي يكون حلقة وصل بين الهيئة وشركائها من القطاعات والهيئات الحكومية والخاصة والدولية عبر منصات علمية تستعرض فيها آخر المستجدات العلمية والتشريعية والتنظيمية في مجال الغذاء والدواء والأجهزة الطبية. وأوضح أن الهيئة العامة للغذاء والدواء تسعى من خلال هذا المؤتمر إلى تحقيق «رؤية المملكة العربية السعودية 2030» عبر أربعة محاور رئيسة «الغذاء، الدواء، الأجهزة الطبية والتعزيز الصحي» للقطاعات والهيئات الدولية والحكومية والخاصة لاتخاذ اللازم لنقل هذه الخبرات وتعزيز المعرفة والوعي الغذائي والدوائي والصحي.
ويناقش المؤتمر عبر برنامج الغذاء «سلامة الغذاء وتقييم المخاطر» والذي يستعرض شرحًا كاملًا عن تقييم المخاطر في مجال سلامة الأغذية للمتحدث صامويل قادفري الخبير والبروفيسور في تقييم مخاطر الأغذية وسياسات التحليلات والتشريعات في جامعة ليفال في كندا. وكذلك يستعرض البرنامج تحليل مخاطر الأغذية واستخدام البيانات في اتخاذ القرارات والسبل والاتجاهات الجديدة لتقييم المخاطر في مجال صناعة الألبان. إضافة إلى عرض مخاطر الكادميوم في الأغذية والتي تلقيها المنظمة الفدرالية لتقييم المخاطر في المانياز.
كذلك يتطرق برنامج الغذاء إلى جلسة «مقاومة مضادات الميكروبات» والتي تُعَدُّ من أكبر التحديات في مجال صناعة وسلامة الأغذية، حيث يناقش الخبير والبروفيسور الأيرلندي في سلامة الأغذية والأمراض المنقولة عن طريق الأغذية «شيموس فيننق» الوصف الجيني لمقاومة مضادات الحيوية في البكتيريا ذات الأصل الحيواني والتي تؤثر على سلامة الغذاء. في حين يناقش الخبير في مجال الميكروبات الدكتور حسام زواوي - جامعة كويزلاند - مقاومة من مضادات الميكروبات وأبرز التحديات في سلامة الأغذية.
إضافة إلى ما ذكر يحتوي البرنامج على محاضرات وندوات علمية أخرى تحت سياق: الأغذية المستحدثة، بقايا الملوثات على الغذاء والأعلاف، التشريعات التنظيمية للأسطح الملامسة للغذاء، عوامل الخطر لأمراض الحساسية الغذائية وسبل الوقاية، أغذية الرياضيين واستخدام المكملات الغذائية، سياسات التغذية على الحصة العامة، مأمونية استخدام البروتين الحيواني والنواتج الثانوية للمسالخ في صناعة الأعلاف.
كما يتضمن المؤتمر ورش عمل وجلسات نقاش علمية بما يتوافق مع توجيهات الهيئة في مجال الغذاء والتي من أبرزها: تجارب ناجحة للتقليل من بقايا الملوثات في الأغذية والتي تستعرض تجارب الدول الناجحة والطرق المستخدمة في مصر، لبنان، المغرب والسعودية لتقليل من بقايا الملوثات على الأغذية كذلك الغش والاحتيال الغذائي والذي يتركز على السياسات التنظيمية لمعالجة الاحتيال الغذائي، إضافة إلى استعراض الممارسات الصناعية لمعالجة الاحتيال الغذائي وأفضل الاختبارات - غير المستهدفة - للكشف عن الغش في المنتجات الغذائية. ومن أبرز جلسات النقاش التي يستضيفها برنامج الغذاء «جلسة الادعاءات الغذائية والصحية» والتي يلقيها الدكتور فهد الخضيري عن الادعاءات الغذائية في مجال الأدوية العشبية وتأثيرها على صحة وسلامة المجتمع.
وقال د. ناصر بن فهد بن دهيم مدير الإدارة التنفيذية للأبحاث والدراسات إن هناك 180 متحدثًا وأكثر من 200 شركة عارضة في مؤتمر ومعرض الغذاء والدواء الثاني الأكبر إقليمياً، يشارك في هذا المؤتمر 27 دولة بما فيها بريطانيا وأستراليا وفنلندا والولايات المتحدة الأمريكية، كما يحضر المؤتمر رؤساء الجهات الرقابية من دول عربية وعالمية عدة.
يهدف مؤتمر الهيئة العامة للغذاء والدواء أن يكون حلقة وصل سنوية بين الهيئة والباحثين المهتمين، وكذلك الشركاء من القطاعين الحكومي والخاص ومناقشة أهم المستجدات التشريعية والرقابية للغذاء والدواء والأجهزة الطبية، وكذلك التعزيز الصحي. تم استقبال ما يزيد عن 300 ملخص بحثي لمشاركين من مختلف دول العالم، وصمم البرنامج العلمي ليكون عبارة عن محاضرات وجلسات نقاشية تتبعها ورش عمل فعالة مكونة من مجموعات صغيرة بمشاركات من خبراء عالميين ومحليين، وذلك لخلق بيئة فعالة لتبادل الخبرات. ومن أهم المواضيع المطروحة في المؤتمر جودة المنتجات الصيدلانية المسوقة، مقاومة مضادات الميكروبات: التحديات في مجال سلامة الأغذية كذلك أيضاً تنظيمات رقابة الأجهزة والمنتجات الطبية.
كما يشارك في المعرض أكثر من 200 شركة عارضة وأكثر من 400 رجل أعمال محلي ودولي، إضافة لأجنحة من 10 دول منها الإمارات العربية المتحدة وباكستان وتركيا والدنمارك والسويد، ويتوقع أن يصل زوار المعرض إلى 20 ألف زائر خلال الأيام الثلاثة.
كما تقام في المعرض منصة تفاعلية والتي ستقدم 48 عرضًا علميًا قصيرًا يقدمها أكثر من 35 متحدثًا في مجالات الطب والصحة العامة والغذاء والدواء، تعرض بطريقة مبسطة وشيقة تستهدف العامة، إضافة إلى عروض تستهدف الأطفال في سن الدراسة.