أتابع وأقرأ في صحيفة «الجزيرة» صفحة (وفاء)، حيث يكتب فيها الأوفياء تأبيناً للراحلين وتقديراً وثناء على الباقين ممن هم أهل التقدير، الأديب: عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف من أولئك الذين صاحبوا الوفاء من خلال قلمه في تأبين الراحلين إلى الدار الآخرة وهو قامة أدبية من قامات هذا الوطن المعطاء وشيخ وقور يستحق منا الإجلال والتقدير وقد كتبت فيه هذه الأبيات.
جالستُ شيخاً نقيَّ القلب والقلمِ
أديب حرف يناجي المجد بالهمم
فيه الوقار ومنه الحب مندفقُ
أهل الوفاء وأهل الصدق والكرمِ
عبدالعزيز الذي من زار مربِعَهُ
حتما سيلقى الهنا من دونما صَرَمِ
سماحة الوجه تروي بعضَ سيرتهِ
ولفظه يُطربُ الآذانَ في نغَمِ
كم يأسرُ الناسَ في لطف وفي أدبٍ
يُهديهُم من جميل الخُبرِ والحكَمِ
وجيهُ قومٍ أثير في تواضعِهِ
وهو الأليفُ ويسبي القلبَ بالبسَم
هو الوصُول مع الأصحابِ يغمُرهم
حبا ولطفا بلا وهن ولا سأمِ
إما يهاتفُ أو قد كانَ زائرهُم
يشاركُ الناسَ في الأفراحِ والألمِ
قد سخَّر القلمَ الأسمى يؤبّنهُم
إن غادرونا يداوي الجُرحَ بالكَلِمِ
وهو التقيّ إمامٌ ذاك مسجدهُ
يروي مرافقة القرآنِ للعلَمِ
قد منَّ ربي على شيخي بمكرمةٍ
صلاحِ ذريةٍ يا نعمة النِّعَمِ
وذكرهُ سارَ في الآفاقِ مؤتلقاً
مثل النجومِ تضيء الكونَ في الظّلمِ
يا شيخُ حرفي خجولُ حينَ يذكُركُم
فاعذر قصورَ بيانِ زفََّهُ قلَمي
يرعاك مولاي تبقَى سالماً أبداً
من كل كرب ومن همٍّ ومن سَقَمِ
** **
شعر/ عبدالله بن سعد الغانم - تمير - سدير