سليمان الجعيلان
في (4 يناير 2013) وعشية انطلاقة بطولة خليجي 21 التي أقيمت في البحرين تحدث قائد الأخضر وكابتن المنتخب السابق ياسر القحطاني للإعلامي المتميز ماجد التويجري في برنامج «حياكم» على القناة السعودية الرياضية عن أسباب انضمامه للمنتخب السعودي في تلك البطولة، ودافع فيه ياسر عن قرار استدعائه للمنتخب وقيادته للأخضر بعد اتصالات عديدة ومحاولات حثيثة من مدرب المنتخب آنذاك السيد رايكارد لأهمية وجود ياسر ضمن بعثة المنتخب، ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟! ما حدث بالضبط هو أن بعض البرامج الرياضية في القنوات الخليجية تلقفت هذا التصريح وتبنت تصعيد قضية سعودية داخلية أسهمت في حصول وحدوث انقسامات وانشقاقات جماهيرية وإعلامية سعودية مما كان له الأثر الكبير في إرباك وارتباك الاستعدادات الإدارية والفنية داخل البعثة السعودية المشاركة في كأس الخليج 21 ليلة انطلاقة البطولة التي شهدت مشاركة مخجلة ونتائج مخيبة للمنتخب السعودي عندما خرج منتخبنا من الدور الأول للبطولة بخسارتين من منتخبي الكويت والعراق، وفوز وحيد على منتخب اليمن!!.. تذكرت هذه الحادثة المؤسفة وعدت لتلك المشاركة المخجلة لمنتخبنا السعودي بعدما شهدت ولمست هذا البرود والجمود من الاتحاد السعودي في الإصرار على استمرار إقامة جولات عدة من مباريات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين دون مشاركة لاعبي المنتخب بسبب مشاركة الأخضر السعودي في بطولة كأس آسيا 2019 والمقرر بدايتها من 5 يناير القادم ولمدة 25 يومًا في الإمارات دون اكتراث أو اهتمام لما قد يحدث من شتات أو انقسامات عند الجمهور الرياضي بين دعم المنتخب وتشجيع الأندية وكذلك لما قد يحصل من تحزبات وانشقاقات بين الجمهور السعودي والإعلام الرياضي عند إعلان قائمة المنتخب النهائية أو إصدار قرارات انضباطية ضد بعض الأندية، بكل تأكيد سيكون لها كلها آثار وانعكاسات سلبية على مشاركة المنتخب في المشاركة الآسيوية فضلاً عن عدم تحقيق تكافؤ الفرص وتطبيق عدالة المنافسة بين الأندية!!.. حقيقة استغرب وأتعجب كيف يضم الاتحاد السعودي لكرة القدم بين أعضائه هذه الكفاءات الإدارية وهذه الخبرات الرياضية ولا يتعظون من التجارب السابقة بل ويعيدون الأخطاء الماضية نفسها في وضع لاعبي المنتخب وأجهزته الإدارية والفنية تحت الضغوط قبل مشاركة قارية من الممكن أن يمضي فيها المنتخب السعودي لأبعد نقطة وهو تحقيق بطولتها وانتزاع كأسها بوجود هؤاء اللاعبين الذين قدموا أداء مقنعًا في نهائيات كأس العالم، ومع هذا المدرب المتمكن وهو السيد بيتزي الذي بكل تأكيد أن دوره يقتصر على عمله داخل الملعب أما خارجه فهو من مهام ومسؤوليات الاتحاد السعودي لكرة القدم !!..
على كل حال الاتحاد السعودي لكرة القدم مطالب بالتماشي والتناغم مع تطلعات وطموحات معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ بتحقيق هدف مشروع وهو حصول ووصول دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين لمستوى أفضل 10 دوريات على العالم، وكذلك بتوفير الأجواء الصحية العالية وتهيئة الظروف المناسبة لمشاركة مشرفة للأخضر السعودي في البطولة الآسيوية القادمة. وهذا لن يتحقق في ظل هذا الجمود للاتحاد السعودي لكرة القدم في عدم تقديم مبادرات رائعة وحلول ناجعة تحفظ لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين هيبته وأهمية استمرار متابعته جماهيرياً وإعلامياً وتحافظ على استقرار المنتخب وتقطع الطريق أمام كل المحاولات للتأثير على معنويات بعثته ولاسيما أن في كل الأحوال الاتهامات ستلاحق رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم والتجاوزات ستطال إدارة المنتخب، وهذا ما أكدته وأثبتته الأعوام الماضية فعندما ضموا عددًا كبيرًا من لاعبي فريق الهلال سيقولون عنه منتخب الهلال، وعندما يتم استدعاء عدد قليل من لاعبي الهلال سيتحدثون بأنه حتى لا يتضرر فريق الهلال، لذلك أزعم أنه ليس أمام الاتحاد السعودي لضمان مشاركة تليق بما قدم ويقدم لرفعة مكانة وقيمة الرياضة السعودية إلا اتخاذ قرار جريئ وشجاع بتوقف مباريات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين خلال بطولة آسيا القادمة وإعادة برمجة مبارياته حتى وإن اضطروا لضغط بعض جولاته على طريقة أخف الأضرار وقاعدة لا ضرر للمنتخب ولا ضرار للأندية !!.