«الجزيرة» - حوار محمد المنيف:
الفنان سعيد العلاوي اسم حفر في جبين الساحة التشكيلية ضمن أسماء مؤثرة وفاعلة، فنان مخضرم عايش مسيرة الفن التشكيلي منذ نشاته وما زال يسهم فيه حضوراً بمشاركاته أو بإقامته للمعارض الشخصية، تفرغه للفن التشكيلي حالياً أسهم في بناء الحراك التشكيلي بدءًا بعضو بيت الفنانين التشكيليين بجدة وأميناً للصندوق (سابقاً) من عام 1418هـ إلى عام 1427 هـ. ثم عضو في جمعية الثقافة والفنون وعضو في لجنة الفنون التشكيلية في فرع جدة (سابقاً)، عضو جمعية التشكيليين السعوديين (جسفت). منذ تأسيسها، عضو ومؤسس (مجموعة التشكيليين العرب) منذ عام 2003 م إلى 2005م، عضو ومؤسس (مجموعة عبق التشكيلية) 2009 م حتى تاريخه، أقام معارض فردية بما يقارب العشرة معارض شخصية و130 مشاركة داخلية وما يقارب 30 مشاركة خارجية و تحصل على ما يزيد عن 23 جائزة وشهادة تقدير.
في حوارنا مع الفنان العلاوي قال: إن الدول المتقدمة تولي الرسم البياني أهمية كبرى لتقييم حضارتها الصناعية والتجارية والعلمية والعملية لذلك نلمس تطورهم في شتى المجالات ومنها الثقافية لأنهم استخدموها وفق متطلباتهم واحتياجاتهم.
ونحن في المملكة العربية السعودية لا نقل أهمية عن هذه الدول ونجد أن التقييم في كثير من المجالات يحظى باهتمام ورعاية الدولة حفظها الله.
نعم الرسم البياني في الوقت الحاضر ضرورة لتقييم الساحة التشكيلية، في ظل وجود أعداد كبيرة من الفنانين والفنانات، والهدف من ذلك الوقوف على مدى تطور الفنون البصرية ووضعها في قالب الجودة التي يسعى إليها الفنان والمتلقي والمجتمع على السواء.
- ونظراً لمروره بالعديد من التجارب الفنية وعن المراحل التي وجدها منطلقاً لبقية الخطوات يقول الفنان العلاوي : في البدايات الفنان يرسم كل شيء يراه بأنه يستحق رسمه ومحاكاته هذه مرحلة مررت بها مثل أي فنان آخر. والفنان ابن بيئته يتأثر بها ويؤثر فيها لما تحتويه من مبانٍ وأزقة وأبواب مزخرفة وملونة وشبابيك عتيقة ومآذن وحركة الناس والبيع والشراء، كل هذه جزء من حياة الإنسان، والفنان غالباً يقوم بمحاكاة كل ما تقع عينه عليه من عناصر البيئة ومع مرور الزمن والمراحل العمرية تكون لديه حصيلة كبيرة مختزلة في ذاكرته ويبرز تلك العناصر في أي وقت أراد أن يرسمها ثم تأتي مرحلة البحث والتجريب باستخدام مختلف الخامات التي تخدم العمل وهذه المرحلة لا تأتي من فراغ بل كانت من خلال النقد البنّاء الذي سمعته من أحد الفنانين المهتمين المهمين في الساحة العربية وأنها سمة من سمات أي فنان يبحث عن نفسه ليصل بعمله إلى نتيجة ذات قيمة والحمد لله رب العالمين وفقني الله في ذلك.
ويضيف الفنان العلاوي أن الفنان لا يتوقف عند محطة واحدة بل يستمر في العطاء ويخوض أغوار الرسم ويستمتع بكل لحظة يعيشها مع عمله للبحث عن نقلة أُخرى في نطاق بصمته التي عُرفَ بها وبالتأكيد ستكون هناك نقلات أخرى الزمن كفيلٌ بها لتظهر على سطح الساحة التشكيلية وبقناعة تامة مني فلن أقدم شيئاً غير مقتنع به.
- وعن الحداثة ومنها المفاهيمية.. وهل له تجربه في هذا التوجه قال الفنان سعيد العلاوي إن الحداثة نتجت وفقاً للمتغيرات التي طرأت وتطرأ بين حين وآخر على المجتمعات في نطاق الحياة وتشمل الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ومنذ ذلك الوقت تم تسمية وتصنيف هذه المتغييرات على أنها عصرية حداثية منشأها أو بداياتها كانت في أوروبا وتطورت ووصلت إلينا.
وعلى ما اعتقد أن المفاهيمية أحياناً تواجه نوعاً من عدم الارتياح وعدم القبول.
عموماً هي تجارب لها محبيها وبالمقابل العكس. وبالنسبة لي ليس لي أي تجربة في هذا التوجه إلا أنني أحب الاطلاع وقراءة العمل المفاهيمي للوصول إلى مضمون ومغزى تلك الأعمال..
- وعن علاقته بالتراث وأنه أصبح علامة تعرف بها أعماله بها دون إمضاء..
قال العلاوي: بفضل من الله سبحانه وتعالى بلدي المملكة العربية السعودية غنية بالمناطق القديمة التي نشأ فيها الإنسان وترك لنا إرثاً من التراث القديم ولفت انتباهي الكثير من تلك الأماكن وتكون عندي مخزون بصري لتلك الموروثات الجذابة الساحرة وكانت عنواناً في كثير من لوحاتي
- وحول رؤيته للحلول لترتيب أوراق الفن التشكيلي يقول الفنان سعيد العلاوي: نحن بحاجة إلى الرسم البياني الذي جاء في مطلع اللقاء الذي يضع مسار الفنون البصرية في القالب الصحيح والسليم ويجب أن يكون هناك ضوابط لتقديم رسالة فنية مكتملة العناصر والأركان وتصنيف الفنانين حسب الطرح الجيد الذي يقوم على تقييم من قبل أهل الاختصاص ولا أخفيك أن الوسط التشكيلي مخيف في وقتنا الحاضر وبالتالي نخسر ما بناه رواد الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية.
وعن أمله في الهيئة العامة ووزارة الثقافة قال العلاوي مختتماً حوارنا الذي أطمح إليه أن يكون هناك ترتيب لأوراق الساحة الثقافية بصفة عامة والساحة التشكيلية بصفة خاصة.. معارض مختلفة المستويات.. دورات تقام من جهات غير مرخص لها وأحياناً جهات ليس لها علاقة بالفنون البصرية.. وأعتقد أن الجهة المخولة لترتيب أوراقنا هما وزارة الثقافة والهيئة العامة للثقافة.