«الجزيرة» - كتب محمد المنيف:
كان مصير الثقافة بكل معطياتها وروافدها ومنسوبيها القضية الكبرى بين المثقفين أدباء روائيين وكتّاب وقاصين وشعراء أو منتسبي الفنون البصرية من مسرحيين وسينمائيين أو مصورين فوتوغرافيين أو تشكيليين ومبدعي الخط العربي، خصوصاً في المرحلة الحالية من السعي الوطني نحو مستقبل حديث تعتبر الثقافة أحد مقوماته، واليوم الأمر أصبح واضح المعالم ومطمئن لكل أجيال الثقافة خصوصاً الأجيال القادمة والمكملة لمسيرة من سبقوهم من الرواد عندما أعلن الأمر الملكي الكريم بإنشاء وزارة مستقلة باسم (وزارة الثقافة) حظي وتشرف سمو الأمير بدر بن عبد الله آل فرحان بالثقة الملكية بقيادتها مما دفع المثقفين إلى الشعور بقيمة الوزارة في أول خطواتها رافعين الشكر والتقدير والإجلال لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رجل القيادة والثقافة والأدب والتاريخ. وإلى ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز صاحب الرؤية وراسم مستقبل الوطن بروح الشباب المؤطرة باهتمام القيادة بالهوية والقيم.
تصريح الأمير بدر ومشاعر تفاؤل المثقفين
لقد أحدث الأمر الملكي حراكاً كبيراً بين أصحاب الفكر والإبداع وأخذ الجميع في تصور مستقبل حافل بالإستراتيجيات التي تضمن استمرارية التواصل بين المبدعين والوزارة وبين المبدعين وإبداعهم للرفع من الهمم والسعي لتطوير الذات والتوازي مع ما تسعى إليه الوزارة الجديدة من أعمال تتوافق مع متطلبات المرحلة القادمة وهذا ما بعثه تصريح الأمير بدر آل فرحان وزير الثقافة من تفاؤل للمستقبل عندما أشار في أول تصريح لسموه إلى أن رؤية الوزارة بلا شك ستكون جزءاً من رؤية المملكة 2030، وستكون الوزارة الراعي الرئيس للنهوض بالثقافة في قطاعاتها المختلفة، وتعزيز الهوية السعودية، وتأكيد الهوية الحضارية للمملكة التي كانت مغيبة.
مع ما أكده أن من مهام وزارته الجديدة ستشمل كل ما له علاقة بالمجال الثقافي، لافتاً إلى أن الثقافة جزء من القوة الناعمة، التي ستتم تقويتها خدمة للوطن والهوية الوطنية.
وبيّن سموه أن للمثقفين دوراً كبيراً من خلال هذه الوزارة فهي وزارتهم، وسيتم دعمهم وتشجيعهم لمواصلة الإبداع ودعم جهودهم، مشيراً إلى أن الوزارة ستدعم أيضاً المواهب الشابة، وستشجع إبداعاتهم في المجالات الثقافية كافة.
تاريخ الثقافة السعودية يستحق التوثيق
وفي هذه المناسبة يحق لنا أن نذكر جهود من سبق من مبدعين رواد ومسؤولين لهم أدوار في الحراك الثقافي عبر تاريخ ثقافة الوطن بكل فروعها الأدبية والمسرحية والتشكيلية وبقية الفنون البصرية من سينما وتصوير فوتوغرافي ومبدعين في الخط العربي وأن نستعيد ذكريات البدايات بدء بالرئاسة العامة لرعاية الشباب رحم الثقافة والفنون مع ما هي من مسؤوليات الشباب والرياضة وما حظيت به الثقافة والفنون من اهتمام الرئيس العام الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - مروراً بوزارة الثقافة والإعلام بعد تسلّمها قيادة ثقافة الوطن وما قدّمه كل من مر بها من الوزراء لكل منهم البصمات والأدوار الداعمة للمبدعين مع تقدير كل الظروف التي مروا بها خلال قيادتهم للوزارة في وقت تسبب دمجها بالإعلام بإضافة ثقلاً ومسؤوليات لا يمكن الجمع بينهم إلا في جانب التعاون فوزارة الثقافة رحم يلد المبدعين والإعلام يأخذ بأيديهم إلى المجتمع.. كما أننا نتفق أن تفرد وزارة الثقافة باختصاصها يمثل كيان هام ومهامه كبيرة في إبراز وجه الوطن الحضاري من خلال الإبداع على اختلاف تخصصات التي تتكئ على الفكر الذي يشكل عصب الحياة من خلال إعادة تنظيم وتقييم وتقويم الفعل الثقافي ووضع الخطط التي تتوازى مع الأجيال الشابة دون التخلي عن أجيال التأسيس لكل فن من فنون الثقافة الذين أبقوا كنوز كبيرة من الإبداعات في فروع الثقافة التي تصب في خدمة الوطن وتعد الوجه والعنوان الحقيقي لمستوى حضارته.
التشكيليون والأمل في مستقبل مشرق
ومن خلال هذه الصفحة التشكيلية في جريدة الجزيرة وكما عرف عنها وعلى مدى ما يقارب الأربعين عام وبما تشكله من جسر لطرح آمال وطموحات التشكيليين لإيصالها للجهات المعنية ومنها ما استبشر به التشكيليين بإنشاء الوزارة وبالثقة الملكية لسمو الأمير (بدر آل فرحان) الذي ننقل لسموه بهذه المناسبة تهنئة وتبريكات التشكيليين والتشكيليات مع ما يحملون الصفحة من رسالة إلى سموه أن يجد الفن التشكيلي اهتمام أكبر مع تقديرنا للخطوات السابقة ولكن الطموح يزداد بازدياد عدد الفنانين والفنانات المواهب أو الرواد المؤسسين بأن يكون لهم في الوزارة إدارة متخصصة يعد لها كوادر من قلب المجتمع التشكيلي العارفين لقضاياهم ومتطلباتهم لحل الكثير من القضايا المبعثرة منها إقامة متحف للفنون وإعداد قاعدة بيانات تصنف الفنانين إعماراً وسبل تنفيذ وأساليب مع ما يُقام من صالات دون ترخيص ومشاركات دولية دون علم الوزارة لا تمثّل المستوى المشرف لما وصل إليه هذا الفن من نخب التشكيليين من الجنسين كما أن الأعمال الفنية التشكيلية منذ انطلاقة هذا الفن عام 1976م لم يعد لها أثر إلا ما يمتلكه المقتنون أو بعض المقرات الحكومية التي شملها زمن التجميل، كما يؤمل التشكيليون أن يمنح لإبداعاتهم الفرص التي تجدها الفنون الأخرى وبشكل أكبر في الفعاليات الرسمية بأن يشمل الاختيار مختلف مناطق المملكة.
الآمال كثيرة والقضايا أكثر والتفاصيل تحتاج لصفحات أكبر من مساحة النشر.