«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
يطل علينا مجدداً شهر رمضان المبارك كعادته ولإطلالته التي يتشوق إليها مئات الملايين من المسلمين وحتى من غير المسلمين، كونه يحمل مع حضوره الأبيض الخير والفرحة والبركة. فنهاره خير وليله خير وبركة وصلاة وابتهالات وأدعية وفي مختلف مناطقنا ومحافظاتنا تشهد مدنها وقراها العديد من الأنشطة والفعاليات الدينية والاقتصادية والفعاليات والأنشطة الاجتماعية.
ففي كل مدينة لا تخلو من نشاط ديني، حيث تتضاعف الدروس الدينية في الجوامع والمساجد. من تعليم القرآن ومسابقات حفظه.. إلى جانب موائد الإفطار الخيرية المختلفة التي عادة ما تكون وقفاً لبعض الآباء والأمهات.. وحتى من رجال الخير والعطاء إضافة إلى ما تقوم به المؤسسات الخيرية والاجتماعية من دور فاعل في مبادرات الخير في شهر الخير من تفطير صائم.
وتوزيع سلال رمضان المختلفة على الأسر المحتاجة والفقيرة.. عطاءات خير تزكي بها النفوس الخيرة وتتعطر بفعلها أنفاس القلوب. وهاهي بشائر الشهر المبارك نراها في كل مكان تطل علينا بنعمائها وبركتها مجسدة اهتمام الإنسان المسلم بأخية المسلم. فتمتد موائد الإفطار داخل الحرمين الشريفين.. وبجانب الجوامع والمساجد تنصب خيام الإفطار؛ مدعومة من الجمعيات أو رجال العطاء والخير من المحسنين، سواء أكانوا موتى أم ما زالوا على قيد الحياة.. واحتفالاً ببشرة قدوم الشهر المبارك.
نجد أن أسواقنا في كل مدينة وحتى قرية في وطننا الحبيب تقدم عروضاً كبيرة وكثيرة داخل المجمعات والمولات وحتى الأسواق المركزية، ومراكز التموين.. وبفضل الله فالذي يتجول داخل أسواقنا الكبرى والصغرى يحتار ماذا يشتري.. أنواع عديدة من مختلف الأطعمة والأغذية والمواد التموينية الوطنية ذات الجودة العالية والمستوردة «طازجة» من مختلف دول العالم.
وهكذا نجد مع قدوم شهر رمضان المبارك تنتعش الأسواق الكبرى وحتى الصغيرة الموجودة في الأحياء أو القرى، حيث يتوافد الناس ويترددون وهم يعيشون فرحة أنهم بلغوا الشهر بفضل الله. وصاموه وهم في أمن واستقرار في وطن الخير. والجميل وهذا ببركة الله أن بلادنا وأسواقها باتت أيضاً مقصداً للمواطنين في الدول المجاورة. فأنت تجد العديد من أبناء الدول الخليجية يترددون على أسواقنا ليتبضعوا منها وليعودوا لدولهم حاملين احتياجاتهم من «سلال» رمضان المبارك. فالاسعار وتعدد الأصناف والأنواع يغريهم ويشجعهم على التوجه إلى أسواق مدننا المختلفة وعلى الأخص القريبة من دولهم. لهذا تعتبر أسواقنا ليس في الشهر المبارك فحسب وإنما على مدار الأيام والأسابيع والشهور هي أسواقهم المفضلة والمغرية والمشجعة في ذات الوقت للقدوم إليها. ولن يحتار المتسوق في بحثه عن ما يريده من أصناف.. بل تتملكه الحيرة ماذا يختار؟.. فالأصناف والأنواع من مادة معينة تجدها معروضة من عشرات الشركات والمصانع المنتجة لهذا الصنف أو غيره. فالتمور باتت تنافس بعضها بعضاً.. تمور من الأحساء وأخرى من القصيم وثالثة من المدينة ورابعة من بيشه.. مكسرات من الشام ولبنان وتركيا ومصر.. كل ما تريده موجود في أسواقنا ولله الحمد والمنة. فقط تحتاج لتقرر أيها تشتري.
وما زلت أذكر قبل أيام حيرة أحد الإخوة العرب عندما وقف حائراً في أحد الأسواق الشهيرة بالأحساء أمام عشرات الأنواع من أكياس الأرز.. أيها يختار.. وإذا به يحمل في «سلته» المتحركة ثلاثة أنواع منها.. وماذا بعد إطلالة رمضان المبارك علينا. ليس في تحرك النشاط بأسواقنا وإنما ترك جوانب عظيمة داخل نفوسنا. كونه له أفضال عديدة على كل مسلم ومسلمه.
يمتاز شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور بأنَّ فيه ليلةً تُعتبر أعظم ليلة في السنة.. وهي «ليلة القدر» في هذه الليلة يغفر الله لعباده المسلمين الخطايا. وتُغسل فيها ذنوبهم. اللهم لا تحرمنا من بركة ليالي رمضان ونهاره. وأن تبلغنا ليلة القدر.. فأنت السميع المجيب.