مدينتي ماذا صنعتِ بِنا؟
انتفاضةً أصابتنا!
أصبحنا جميعنا عُشاقاً!
تكبرين وتزدانين حُسناً
تكبرين ونزداد ولعاً
نتجاوز حدودك لنتنفسكِ عبقاً يُعطر أرواحنا.
الكاتب الأنيق حمد القاضي في همسة رقيقة عبر تغريدة له يقول: عندما أزور عنيزة أستنشق حنان أمي وورع أبي وعبق أحبائي.. أتذكر نخيل «فلايحها» وعطر طفولتي وطباشير مدرستي وأشياء عذبة تسكن رواق القلب!
الدكتور عبدالله الغذامي عانق خياله الجميل الغضا فيقول: قطعة من عنيزة هي قطعة من قلبي، تقلبت على رملتها الحمراء مطالع عمري، أمضيت عصرياتي مع كتاب وصديق بين شعر وأحلام وتطلعات لزمن تعمره الأمجاد.
الكاتب الوجداني والقاص عبدالعزيز حمد الجطيلي أعياه الحنين.. فيقول: حين تسافر عنها وأنت في شرفة فندق بعيداً تجد أنك تعود إليها عبر رحيل المقعدين رغم كل محيط وبحر وجبل وكل دربٍ بعيد.
أبناء عنيزة أوفياء وعُشاقٌ لمدينتهم وإن أقصتهم الظروف خارج حدودها. الملياردير الأسطوري المغفور له سليمان بن صالح العليان عندما أقنعه الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - بأن يكلف من يكتب سيرته الذاتية لينهل منها الشباب الدروس اختار للكتاب عنوان «من عُنيزة إلى وول ستريت» وفاءً وحُباً منه للبلدة التي شهدت ميلاده، والتي وصفها بـ«البلدة الزراعية الرقيقة واللطيفة».
البروفيسور طارق الحبيب يناجي مدينته بعيداً عن ضوضاء المُدن: ما ألطف عنيزة وسكونها بعد ضجيج العواصم.. يبهرني هدوء المدن الصغيرة.. وما أنعم هذه المدن لولا الواجبات التي لا تتحقق إلا في حياة المدن الكبيرة.
عنيزة ماذا فعلتِ بنا؟؟
تجملتِ وتغنجتِ.. إيه الفاتنة بعيون الشعراء فأبحروا بوصفكِ عِشقاً.
الشاعر عبدالرحمن السماعيل المُتيم يطلب من محبوبته ألا تُعاتبه فيقول:
أتيت يحدو ركابي شوق لقياك
أهواكٍ مولد الأحلام أهواكِ
عنيزة الحب لا تبدي معاتبة
أنا المُتيم والأحلام عيناكِ
أنا وليد الهوى عيناك تعرفني
والليل يعرف خطواتي لليلاكِ
فلم تزل خطواتي نحو موعدها
على دروب الهوى في ليل مسراكِ
ولم تزل همسات الليل تذكرني
وخافق الحب نشوانا بذكراكِ
ميعاد وصلك في أحلامه جذل
يغفو ويصحو على وعد بلقياكِ
أما الشاعر عبدالعزيز السناني فأبدع بعِشقهِ وحملكِ لحناً سامرياً:
سولف معي عن ليل ربع الخريزة
وأنا بسولف عن هوى المسهرية
دار بها مليون ميزة وميزة
نشرب غلاها شربنا الشاذلية
سولف أحب بهالسوالف عنيزة
كنك بهرجك شايل سامرية
عُنيزة ماذا فعلتِ بنا؟
فنان العرب محمد عبده حلق مبدعاً في قصيدة «عُنيزة أغلى» التي تتحدث أبياتها عنك يا مليحة الغضا، وصاغ كلماتها الشاعر محمد الضيف؛ لتداعب القصيدة حنجرة فنان العرب:
«عنيزة أغلى من الغلا
وكل الغلا بأهله سكن
يا حظ منهو به سكن
واحضنته ابحب وغلا
نوله عليها من الولاء ونبكي عليها من الشجن».
الشاعر عبدالعزيز الجمعي ظل حائراً في وصفكِ يا الحبيبة؛ لتنطق الحيرة بهذه الأبيات:
هذي عنيزة ولا أدري وش أسميها
الشمس والا القمر والا السماء العالي
هذي صبا نجد عل السيل واديها
يعلها السيل وقت السيل هما لي
هذي عنيزة وهذا مجد ماضيها
يشهد لها ماضي الأيام والتالي
يفز قلبي إلى من حل طاريها
شربت حبه مع الماء الطيب الحالي
قالوا كثيراً عنكِ.. إيه الفاتنة حركتِ فيهم الوجدانيات؛ فأبدعوا الوصف.
عنيزة.. زجاجة العطر الفواحة بأريج المجد.. أقصوصة الفرح.. حكاية العُشاق.. وحُلم الخيال الوردي.. غيمة الأحلام الزرقاء ووميض المشاعر المتدفقة.. أغنية سامرية وعرضة نجدية.. تراقصت لها الأضلاع.. وذابت بها الشغاف.. كوكب الحب ومركب الأحلام.. قُبلة الشعراء وقبة العلم ومهد المجد والحضارة.
أما أنا فعندما سألوني من أين أنتِ أجبتهم «من مدينةٍ هي الأجمل على الخارطة»!
** **
- منيرة الخميري