خالد بن حمد المالك
أضفى وجود سمو الأمير الوزير خالد بن عياف جوًّا مريحًا مصاحبًا للعروض التقنية التي وضع سموه بداية انطلاقتها في حفل بهيج لضبط التعليم الأكاديمي والعسكري في كلية الملك خالد العسكرية، وتوظيف التقنية في خدمات الكلية كلها، بدءًا من قبول الطالب في الكلية حتى تخرجه فيها برتبة ملازم، إلى أن يتم توجيهه لموقعه العسكري في الميدان، فالسيطرة على أمن المنشآت العسكرية بالكلية، مرورًا بالاعتماد على التقنية في تحقيق العدالة عند القبول، ثم التعيين في المكان العسكري المناسب للخريج.
* *
وبهذه الخلفية عن الخدمة التقنية العالية في الكلية لن تكون للاجتهادات البشرية، التي غالبًا ما يصاحبها شيء من المجاملات وقبول الشفاعات والوساطات، أي فرصة عند المفاضلات في القبول للكلية أو عند اختيار مكان التعيين لمن يتخرج فيها، كما كان يحدث ذلك من قبل، فالكلية تمر الآن بزمن يعمق فيه الشعور بالمسؤولية، والاستمرار في التجديد والتطوير، باستخدام كل جديد في عالم الحاسوب الذي هو الضمانة مع أمور أخرى بالتميز في دقة العمل بالكلية، وتحسين جودته، وإرضاء الجميع بالقرارات التي تصدر مراعية حفظ الحقوق للجميع، ودون تحيُّز.
* *
كنا مع سمو الأمير الوزير وقيادات في الكلية وطلابها ومنسوبيها نقف أمام تغيُّر حقيقي في شكل الكلية من العمق، وليس من الظاهر فقط.. فهنا أنظمة (المحاكاة العملياتية)، أي أننا أمام مشروع للتعليم الإلكتروني، ونظام لإدارة الاختبارات، ومنظومة آلية للأمن والسلامة. فالكلية إذًا سوف تستخدم أنظمة المحاكاة ثلاثية الأبعاد؛ وذلك لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة في التدريب، وإعداد جيل واعد من القادة، كما أشار إلى ذلك العميد الدكتور مطلق أبو ثنين الذي يرأس لجنة التعليم الإلكتروني بالكلية.
* *
لم ينتهِ ولم يكتف تطوير العمل عند ذلك في النقلة التي تمر بها الكلية؛ ففي تطوير نظام الاختبارات سيكون هناك حساب لرصد درجات الطلاب آليًّا. كما دخل ضمن منظومة استخدام التقنية في الكلية ما سُمي بمشروع الأمن والسلامة الآلية، بحسب ما تم عرضه مرئيًّا؛ وبذلك سيكون هناك ضبطٌ لعمليات صرف واستلام وتتبُّع وجرد الأسلحة، والتحكم في إدارة الزائرين آليًّا بواسطة استخدام تقنية (RFID). وكان مما لفت نظري ضمن ما عرضه مدير إدارة التطوير والجودة العميد محمد الدوسري حصول الكلية على شهادة (الأيزو) عن المشروعات المنجزة في مجال الشؤون التعليمية، وإدارة أمن المعلومات، وإدارة سلامة الغذاء، وشهادة الجودة في تحليل المخاطر والتحكم بالنقاط الحرجة؛ وهو ما يُظهر أن الكلية تمرُّ بطفرة من الإنجازات لم تمرّ بها من قبل.
* *
الأمير الوزير كان حريصًا على أن يستمع إلى إيجاز عن نظام تعيين خريجي الكلية بحضور الخريجين لهذا العام، وهو ما قدمه رئيس لجنة توزيع الخريجين العميد ركن سعيد بن عياش، الذي تطرق إلى كيفية عمل نظام التوزيع، موضحًا أنه يعتمد على مجموعة من المعايير من سِجل الطالب خلال دراسته، إلى متطلبات الوظيفة في وحدات الحرس الوطني، على أن يتم تحقيق رغبة الخريجين ما أمكن ذلك بالتوازي. وفي هذا وكأننا أمام برنامج متكامل لتحسين جودة العمل، وتطوير آلية التعليم، وبناء مؤسسة عسكرية حضارية، تُدار آليًّا، وبكفاءة بشرية عالية التأهيل من العسكريين والمدنيين؛ بدليل أن أحد منسوبي الكلية الوكيل رقيب محمد بن فيحان الجعيد حصل مؤخرًا على المركز الثالث في مسابقة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني؛ ما جعل سمو الوزير يكرِّمه تقديرًا لموهبته وكفاءته.. وعلينا أمام هذه الإنجازات أن نثمن ما تم تحقيقه بتوجيه من سمو وزير الحرس الوطني، وأن نقدر عاليًا العمل الدؤوب من قائد الكلية اللواء الدكتور سعيد المرشان ومساعديه ومنسوبي الكلية، بأمل أن تتواصل مثل هذه الإنجازات؛ لتحافظ الكلية على ما تتمتع به من مستوى متطور وسمعة عسكرية جيدة.