«الجزيرة» - المحليات:
شارك مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافـات، في مؤتمر «السلام في الأديان»، الذي أقامته رابطة العالم الإسلامي ومركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، لبحث قيم السلام والتسامح، وذلك خلال الفترة من 11-12 مايو 2018م، بحضور عدد من كبار القيادات الدينية عالية المستوى في مقر مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في المملكة المتحدة. وقد شارك معالي الأمين العام للمركز الأستاذ فيصل بن معمّر بكلمة خلال رئاسته الجلسة الرئيسة للمؤتمر، أكّد فيها معاليه أن الحوار مصدر قوة ضد التطرف، مشدّدًا على أن التعامل مع التنوع والتعددية على أساس المواطنة المشتركة ونشر ثقافة التعايش واحترام التنوع، يعزز الحقوق للجميع، ويحقق الأمن والسلام، مؤكداً أهمية الإيمان بأن العنف باسم الدين هو عنف ضد الدين ذاته.
وقال ابن معمر: إن الحوار والتعاون بين مختلف الأديان يحقق مبدأ التعارف الهادف الذي أمر به خالقنا إلى ترسيخ الاحترام المشترك بين الآخرين في مجتمعاتنا المتنوعة، مشيرًا إلى أن القيم الدينية أساس جوهري في إستراتيجية المركز العالمي للحوار، لبناء السلام، وتعزيز التعايش في ظل المواطنة المشتركة، موضحًا أننا قد شاهدنا ولمسنا فعالية ذلك من خلال أداء المركز وثقة المجتمعات المتنوعة في برامج وأدوات الحوار من خلال منصاته الحوارية في كل من أوروبا وميانمار، ونيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى، والدول العربية؛ مؤكدًا أنها برامج راسخة، تجمع القيادات الدينية وصانعي السياسات في مواجهة استغلال الدين وتعزيز الكراهية والعنف، وتؤكد أهمية تبني سياسات مستدامة تحقق الأمن للجميع.
وأكد ابن معمر أن 84% من البشر لديهم اعتقاد ديني وقيمهم لها تأثيرها القوي في بناء السلام، والجهل وعدم التعارف بين أتباع الأديان والثقافات يعتبر أخطر ما يواجه البشرية في علاقاتها مع بعضها بعضاً، والخوف هو وليد الجهل وبسببه نمى التطرف والصدام بين المجموعات الدينية المتنوعة.
وأكّد معاليه مبدأ التعاون وتعزيز المشترك الإنساني، موضحًا «عندما تتعاون القيادات الدينية من مختلف الأديان معًا فتصبح قيم لاحترام التعددية والتفاهم والرحمة هي جوهر الأخلاق والعلاقات بين المجتمعات، ويصبح تعزيز السلام المستدام ممكنًا ومتاحًا، أيضًا؛ عندما تتشارك القيادات الدينية مع صانعي السياسات، رابطًا تحقيق التنمية المستدامة، بتعزيز القيادات الدينية للتنوع والتعددية والشمولية بين جميع فئات المجتمع». مؤكدًا أن جميع أتباع الأديان: الإسلامية والمسيحية واليهودية، التي يبلغ عدد معتنقيها 4 مليارات نسمة، وتشكل قوى عظمى محتملة لتعزيز السلام ضد توظيف الدين لتبرير العنف، معتبرًا أن العنف باسم الدين هو عنف ضد الدين ذاته.