د.عبدالعزيز الجار الله
هل يتفق معظم الأكاديميين والباحثين في الدخل والخارج مع طروحات سمو الأمير سلطان بن سلمان؟.. مع ما يطرحه بصفته الشخصية والثقافية وأيضاً بصفته رئيساً لهيئة السياحة والتراث الوطني عن محيط المملكة العربية السعودية وكامل الجزيرة العربية في قضايا الآثار والتاريخ والبيئة والاستيطان وتتعداها إلى قضايا في الاقتصاد الحديث والسياحة التي ترتكز على المخزون الآثاري والبيئي، والذي تناولها ومنذ سنوات عبر محاضراته وتصريحاته الإعلامية.
يتناول سمو الأمير سلطان طروحات وفلسفات علمية وكشف لأبعاد ومضامين المملكة العربية السعودية والجزيرة العربية من منظور تاريخي وحضاري قديم وحتى حديث، يصل بعضها إلى مقدمة لنظريات جديدة بدأت تتبلور عن الحضارة القديمة والبيئة في الجزيرة العربية والسعودية، وآخر الشواهد لهذا القول تصريح سمو الأمير سلطان بن سلمان يوم الخميس الماضي في طوكيو باليابان في معرض (طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور) نشرته وسائل الإعلام مع تقرير عن المعرض، وأعلن فيه الأمير سلطان بن سلمان من طوكيو عن: اكتشاف آثار أقدام إنسان قديم على ضفة بحيرة قديمة في صحراء النفود على أطراف منطقة تبوك بالمملكة العربية السعودية يعود عمرها إلى 85000 عام مما يعد اكتشافاً مدهشاً ونادراً جداً يظهر اتساع انتشار الإنسان خارج إفريقيا ووصوله إلى شبه الجزيرة العربية ضمن مناطق الهجرات البشرية الأخرى.. جريدة الجزيرة يوم السبت الماضي -الأمير سلطان بن سلمان يعلن اكتشاف آثار أقدام إنسان-.
نعلم أن طروحات سمو الأمير سلطان والتي بنيت على أبحاث علمية في مجال الآثار بالشراكة مع جامعات سعودية وعالمية ومراكز أبحاث ومؤسسات علمية أكاديمية في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، كما أنه ليس بالضرورة أن يكون المستفيد الأول من نتائج الأبحاث هي هيئة السياحة والتراث لكنها طروحات علمية تستثمرها وتستفيد منها قطاعات الدولة في مجالات: الترفية والتخطيط والجامعات والهيئات الاقتصادية والاستثمارية وغيرها.. لكن يبقى محورية الجزيرة العربية كونها يابسة وسط بحار متلاطمة من الشرق الخليج العربي وبحر عمان ومن الجنوب بحر العرب وتتكأ على مياه المحيط الهندي، ومن الغرب البحر الأحمر الذي يتكأ على مياه المحيط الهندي والمحيط الأطلسي، ومن الشمال وإن كانت مياه بعيدة قليلاً مياه البحر الميت والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، فيابسة الجزيرة العربية هي آخر يابسة في الشرق الأوسط وغرب آسيا، وهذه الزاوية المكانية والبئية تقدم لنا الكم الهائل من المعلومات والأفق الواسع الذي يساعد في بناء إطار النظريات الجديدة.