صيغة الشمري
سواء اختلفنا أو اتفقنا مع معالي المستشار/ تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر دوره الكبير والجبار في محاولة النهوض بالرياضة السعودية وتنظيفها من الشوائب التي كانت تعيق تقدمها وتطورها، وأهم هذه الشوائب هو الفساد، والمتضمن بشكل كبير الرشاوى والحماية التي كانت تتمتع بها بعض الشخصيات ذات النفوذ في مجال كرة القدم بالذات.. وهذا مما انعكس سلباً على تطور المنتخبات السعودية، وأضعف كثيراً وجود أجواء تساهم في زيادة ضخ المواهب لتغذية الأندية والمنتخبات السعودية، الكثير من المواهب أصيبت بالاحباط وخرجت مبكراً من الميدان بسبب وجود فساد لا يمكن التحدث عنه ولا يمكن مطاردته أو التخلص منه.
الحادثة الأخيرة التي تم خلالها تحويل حكم كرة قدم للمباحث الإدارية وسحب قيادة المباراة النهائية منه وتكليف حكم أجنبي بإدارتها يثبت استمرار الحزم الحقيقي في مكافحة الفساد الذي تحدث عنه ولي العهد الأمين محمد بن سلمان -حفظه الله وأيده بنصره-.. فهاهو تركي آل الشيخ يثبت إصرار وحزم قيادتنا الرشيدة بأن العدل فعلاً (موس على كل الرؤس)، فأن يقوم حكم كرة قدم مباراة نهائية بحضور خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بهذا التصرف المشين وغير الأخلاقي بكل جرأة ودون استحضار هيبة المناسبة وأهميتها، وبهذا الحجم ليست مجرد حدث عابر يمكن أن يمر مرور الكرام.
كنت اقرأ عن الفساد الذي يضرب أطناب كرة القدم في العالم كله، بدءاً من الـ(فيفا) ذاتها، ولكن لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن يحدث في ملاعبنا نظراً لوجود وازع ديني واجتماعي، كنت سابقاً أفسر كثيراً من أخطاء الحكام الفادحة بسبب الضغط النفسي والإعلامي الذي يجعل الحكم السعودي في حالة من التوتر تجعله يرتكب أخطاء تحكيمية لا يقبلها العقل ولا المنطق، بعد الحادثة الأخيرة تغيرت نظرتي بشكل كامل، لكن هذا لا يجعلنا نظلم جميع حكامنا، فمنهم من يعد نموذجاً للحكم النزيه الذي سطر اسمه بأحرف من ذهب.. شكراً معالي المستشار/ تركي آل الشيخ لقد أعدت لنا الثقة بالقضاء على الفساد في الوسط الرياضي بيدٍ من حديد لاشلت.