عبد الرحمن بن محمد السدحان
الإشاعة.. مرض خبيث!
الإشاعة، متى استفحل داؤها وطغى، مستنقع سلوكي خبيث تنمو فيه طفيليات القول الذي يفسد الظن، ويلوث النفس بأدران الفرقة بين الناس، فإذا هم يبغضون بعد ود، ويختصمون عقب رضا، ويبتعدون بعد قرب، ثم لا يأمن أحد منهم أحدا، بل يظل يوجس منه خيفة وريبة وسوء ظن، فيما يقول ويفعل - عبر الليالي والأيام!
* * *
والإشاعة وجه آخر للنميمة التي حذر منها الرب تبارك وتعالى، بقوله جل من قائل{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} سورة (الحجرات) الآية (6).
* * *
ونحن مطالبون دينا وخلقا وحضارة أن نقاوم الإشاعة بفضائل الدين وآدابه، ثم بالحب والسطوة على النفس والهوى! وأن نوجهها بمثل ما علمنا ربنا تبارك وتعالى، فلا نتلقف كل نبأ فاسد يأتينا، وننزله منزلة الصدق الـذي لا ريب فيه، لأن ذلك قد يقودنا إلى فعل يحبط أقوالنا وأفعالنا، فيحيلها حسرات علينا وعلى من ظلمناه بسوء الظن، الذي لا يغني من الحق شيئا!
* * *
للذكرى:
* قيل عني الكثير، بعضه يسر وهو ظن محب نبيل، أرجو أن أكون أهلا له، وشهادة أشرف بها أبدا!
وبعضه ما هو دون ذلك، ولن يسحب هذا بساط الثقة من تحت أقدامي، أو يؤذيني حسرة أو عسرا!
* * *
* وبوجه عام، ليس لدي خلطة سلوكية أكيف بها حياتي، وتعاملي مع الناس. وأترك أموري لمشيئة الله وقدرته، وأسأله أن يعينني على إرضائه أولا، لا يردعني عن ذلك إنس ولا جان، وهو المسير لي في كل درب وشأن، وإليه المصير!
* * *
أما التفاؤل.. فهو بند مهم من خلطة السلوك في حياتي، وهو جزء لا يتجزأ من خارطة وجداني، يصاحب ذلك قدر مهم من حسن الظن بالناس، حتى يثبت لدي العكس، هنا، أسحب أقدامي من ساحاتهم.. بلا من ولا غل ولا أذى! لا أدعي أنني أحمل معي (مسطرة) أقيس بها مسافات القرب من الناس أو البعد عنهم، بل أدع ذلك لما يهديني الله إليه، فإن كان خيرا، أتبعته، وإن كان غير ذلك نأيت عنه، وهو موقف (وسط) يمنحني الأمن مع نفسي، أو السلام مع الآخرين!
وقد سئلت مرة: من هو رفيقك الدائم؟ فقلت: إيماني بالله والتوكل عليه، ثم رفيقة دربي، وسراجي المنير، زوجتي، حفظها الله ورعاها!
* * *
كلمات.. عن التربية.. والإنسان!
* التربية هي بوابة المستقبل، ومنها يعبر الإنسان إلى ساحة الغد الواعد بكل ما هو جميل.
* * *
* والإنسان هو غلة هذه الأرض وخيرها، هو الوارث فيها ولها،
* وهو نطفة الأجيال.. وبذرة الأمم،
* ما كان يمكن أن تعمر الأرض.. إلا به،
* ولا يستقيم لها حال إلا معه،
* ولا يستقر لها شأن بعيدا عنه!