أكَّد خبير إعلامي على ضرورة التزام المؤسسات الإعلامية بأخلاقيات العمل الإعلامي وميثاق الشرف والمصداقية، والتي هي مبادئ يلتزم بها المنتمون للحقل الإعلامي كمبادئ مثالية إنسانية عامة تحتاج لها القيم البشرية في حكمها. وقال الدكتور حمزة بن أحمد أمين بيت المال أستاذ الإعلام المشارك في جامعة الملك سعود - سابقًا، والمستشار والخبير الإعلامي المتفرِّغ في مجال الدراسات والحملات الإعلامية واستطلاعات الرأي، في محاضرته بعنوان «الممارسة الإعلامية بين الواقع والمأمول» بمنتدى العُمري الثقافي أن على المؤسسات الإعلامية إعادة التعريف بدورها.
وتناول الدكتو حمزة بيت المال ظاهرة «الاتصال الإعلامي أو الاتصال المؤسسي» التي ظهرت في الكتابة والنشرات الصغيرة والطباعة والإذاعة والتلفاز؛ حيث إن ما يُعرف بـ«ظاهرة الاتصال الإنساني» هي ظاهرة قديمة مرتبطة بوجود الإنسان، ثم تناول الضيف الحديث عن وظيفة المؤسسة الإعلامية وأنها (سلطةٌ رابعةٌ) تقوم بمتابعة أداء كافة مؤسسات المجتمع. ثم ألقى الدكتور حمزة بيت المال الضوء على أهمية العلاقة المتبادلة بين المؤسسة الإعلامية والمجتمع التي تعيش فيه، وضرورة التوفيق بينهما، مشيراً إلى الأبعاد الاقتصادية للمؤسسة الإعلامية والقوة الاقتصادية «المالك» أو الممول التي تتحكم فيها، والتي بدورها قد تفرض على المؤسسة مساراً خاصاً بها!
ثم تطرق إلى الحديث إلى بعض المعوقات التي تواجه عمل المؤسسة الإعلامية، ومنها التسلط غير المعلن على المؤسسة الإعلامية ودورها كـ«حارس للبوابة» من قبل صاحب الملكية، وأصحاب الأهداف الخاصة وشركات العلاقات العامة، ومدى تأثير ذلك على العمل الإعلامي وإسهامه في أن تصبح المؤسسات الإعلامية مخترقة! ثم تناول دورًا آخر للمؤسسات الإعلامية وهو ما يُعرف بـ«ترتيب الأولويات» وما تقوم به المؤسسات الإعلامية من ترتيب اهتمامات الجمهور المتلقي تجاه قضايا معينة كـ«البطالة، الإسكان، الجريمة، المشاكل الأسرية، الفساد» مثلاً.
وتطرق المستشار والخبير الإعلامي إلى كيفية توظيف التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لتكون جزءًا من منظومة الإعلام المحترف بدلاً من أن تكون مسارًا آخر تنافسيًا يحدُّ من طريقة الإعلام الاحترافي وأجاب على بعض تساؤلات الحضور عن مدى كوْن الإعلام «مُسَيْس»، وكيف أن هناك جهات تؤثّر في السياسة الإعلامية للمؤسسة أيًا كانت، وهل خدمت تلك المؤسسات الوطن حقاً، وتقييمه للإعلام السعودي الرسمي والخاص ومدى خدمته لقضايا الأمة، كما أكَّد على أن الإعلام التقليدي بمؤسساته ورجاله قد ضعف دوره وتفوق عليه الإعلام الفردي والاجتماعي سرعة وتعدديه في الآراء، كما تطرق إلى تقصير بعض وسائل الإعلام في خدمة قضايا المجتمع والوطن والاهتمام بالإثارة على حساب المصداقية.