القريات - مكتب «الجزيرة»:
نظمت سفارة المملكة في الأردن الشقيق ورشة عمل بعنوان «الأبعاد الإستراتيجية لزيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لواشنطن»، شارك فيها معالي البروفسور الدكتور فيصل الرفوع وزير سابق وأستاذ مشارك في كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية، والدكتور محمد القطاطشة نائب سابق في البرلمان الأردني وأستاذ مشارك في كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية والدكتور نبيل العتوم الخبير الاستراتيجي في الشؤون الإيرانية، ومن الجمهورية اليمنية شارك الباحث في الشؤون السياسية الأستاذ عبدالناصر المودع ، وكان ضيف الشرف على هذه الورشة من المملكة العربية السعودية رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك سعود عضو مجلس الشورى السابق الدكتور علي بن دبكل العنزي وعدد من أعضاء سفارة المملكة في الأردن يتقدمهم نائب رئيس البعثة الأستاذ محمد العتيق والدكتور مطلق المطيري مستشار سمو السفير للشؤون السياسية الذي أدار الورشة، وسعادة الوزير المفوض الأستاذ محمد البلوي والمتحدث الرسمي باسم السفارة الأستاذ عبدالسلام العنزي وعدد من أعضاء السفارة في الأردن.
وأكد نائب رئيس البعثة الأستاذ محمد العتيق دعم السفارة وتشجيعها لعقد مثل هذه الورش العلمية التي تساهم في تطوير عقلية المتابع والمشاهد للأحداث الدولية ورفع مستوى الفهم للمواطن العربي للأحداث الجارية في المنطقة والتي تعزز رؤية المملكة في تطوير العمل الدبلوماسي والسياسي والتي تنبثق من انفتاحها على المجتمعات الصديقة والشقيقة، ونقل الأفكار والعمل على تطويرها فيما يخدم الشأن العام للمملكتين.
استقبال ولي العهد دلالة على قوة سياسة المملكة خارجيا
قال الدكتور فيصل الرفوع استقبال الرئيس ترامب لسمو ولي العهد دلالة على قوة المملكة الإستراتيجية، والمكانة الروحية للمملكة عززت من قوتها الإقليمية في المنطقة وعرت العدو الإيراني، مشيرا أن اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة الشقيقة لأول دولة يزورها خارجيا حين توليه الرئاسة هو مدعاة للفخر، حيث استطاعت المملكة من خلال مكانتها الروحية والإسلامية جمع 65 رئيس دولة في 72 ساعة، وكذلك الاستقبال الكبير من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لولي العهد واستقبال أسرة آل بوش والحزب الجمهوري لولي العهد دلالة على قوة المملكة وعلاقتها مع جميع الأطراف والأحزاب السياسية الأمريكية، وقال إن عاصفة الحزم أعادت للأمة العربية جزءاً من هيبتها المفقودة وكرامتها، وتصدت للعدو الإيراني وأوقفت تمدده في المنطقة كما أن العلاقات السعودية الأمريكية وتحركات سموه لدى المجتمع الغربي عرّت العدو الإيراني الذي نتفق جميعاَ بأنه يعد العدو الأكثر خطرا على الأمة العربية.
قيادة شابة واعدة تمثلت بولي العهد
أوضح الدكتور محمد القطاطشة أن زيارة سموه جاءت والمملكة تمر بقيادة جديدة ترتكز على النظرية الواقعية في العلاقات الدولية، ودور المملكة القيادي في المنطقة العربية نجح في حماية المنطقة من التوغل الإيراني.
وقال قطاطشة بأن المملكة من خلال قيادتها للعالم العربي والإسلامي في ظل التغيرات الإقليمية في المنطقة أظهرت قوتها في علاقاتها مع العالم الخارجي سواء الأمريكي أو الأوروبي وكذلك الدول الأخرى المهمة في المنطقة وأن تحركات ولي العهد في هذا الاتجاه والتي تمثلت مؤخرا بزيارة امتدت لثلاثة أسابيع إلى الولايات المتحدة الأمريكية تم خلالها عرض التعاون والشراكة السعودية الأمريكية على كافة الأصعدة والتي تؤكد تأهل المملكة إلى الريادة في المنطقة وتميزها عن باقي الدول الفاعلة في المنطقة.
زيارة ولي العهد لأمريكا قوضت النفوذ الإيراني
وقال الدكتور نبيل العتوم أن رؤية المملكة الجديدة والتي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز خلال زيارته لأمريكا من خلال التواصل المباشر مع القيادة الأمريكية عملت على محاصرة النفوذ الإيراني في المنطقة العربية وتقويضه على إيقاف استهداف العدو الإيراني لأمن دول الخليج العربي ومنها المملكة كما أن الانفتاح السعودي نحو العراق عمل على إعادة العراق إلى الحضن العربي من خلال استيعاب الأشقاء من الشيعة العرب وجميع مكونات وطوائف الشعب العراقي الشقيق والذي أثار حفيظة الإيرانيين، مشيرا أن العلاقات السعودية الأمريكية عملت على إيقاف المشروع النووي الإيراني وكان ذلك من أهم محاور زيارة ولي العهد لأمريكا، وأن الإيرانيين رصدوا كل صغيرة وكبيرة حول زيارة سموه في وسائل إعلامهم ومحللين البرامج الإيرانية.
زيارة ولي العهد لأمريكا أعادت الاهتمام للمنطقة
قال الأستاذ عبدالناصر المودع من اليمن الشقيق إن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لأمريكا تأتي في سياق إستراتيجي للمملكة وتقوم على إعادة الاهتمام الأمريكي في المنطقة، وملء الفراغ الإستراتيجي الذي استغلته إيران سواء في اليمن أو في الدول العربية، وأن ما تمر به المملكة في ظل قيادتها الجديدة المنفتحة على الآخرين والمتطلعة إلى الشراكات القوية في المجتمع الدولي جذبت انتباه إدارة الولايات المتحدة الامريكية وبعثت برسالة للآخرين بأن المملكة هي الحليف الإستراتيجي الأهم والأقوى في المنطقة.
حديث ضيف الشرف
قال الدكتور علي بن دبكل العنزي إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بدأ بعد مبايعته مباشرة في حملة ترتيب البيت الداخلي في المملكة وإنهاء بؤر الإرهاب في الداخل والعمل على تطبيق مشروعه الريادي الذي سوف ينقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال رؤية 2030 و مشروع نيوم، وأن سمو ولي العهد شخصية تملك الجرأة السياسية والإعلامية ولديه القراءة الصحيحة للمشهد الدولي، فقد واجه سموه وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية بكل صراحة وجرأة وعرف كيف يتعامل مع الرأي العام الأمريكي خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه كان يوجه خطاباً مباشراً للرأي العام الأمريكي من خلال وسائل الإعلام الأمريكية وعمل على تقليص النفوذ الإيراني وإنهاء البؤر الإيرانية في المنطقة.
كلمة سمو السفير في الحلقة الحوارية
قال صاحب السمو الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود، المملكة، دولة تعمل بمنطق الاحترام والقوة، الحوار .. الحوار .. الحوار هو مفتاح التفاهم ولاحترام وبناء ثقافة الاختلاف فالحوار كآلية تبادل الأفكار والآراء ليس بوابة للتنازل عن القيم والثوابت، ولكنه مسار يبني الاحترام ويعزز القوة.
المملكة، دولة تعمل بمنطق الاحترام والقوة، لذلك قادتنا يتقبلون الحوار كأساس لخلق ثقافة الاحترام والتسامح وبنفس الوقت لإبراز القوة بقوة الإمكانيات والسياسات، و لم تكن يوماً قوة دعاية وشعارات.
جميع لقاءاتي مع النخب السياسية في عمّان العزيزة تنطلق من هذا المبدأ وتقابل أيضاً بنفس المبدأ. الأردن بلد يوجد به نخب فكرية وسياسية تعمل
بأدوات الفكر والموضوعية وليس وفق آليات الدعايات والتزييف، فهذه النخب تفرض عليك احترامها وقبول اختلافها معك.
في السفارة السعودية في عمّان عملنا على أن يكون لهذه اللقاءات توقيت وأفكار لضمان استمرار الحوار والاستفادة من مخرجاته للجميع.
تعلمت من سيدي خادم الحرمين الشريفين بأن التعامل مع جميع شرائح المجتمع ينطلق من قاعدة اسمعني قبل أن تتبعني أو تؤيديني، فسياسة المملكة تنطلق من حمل الرسائل وليس من خلق الرسائل «هنا أوضح» نحن نحمل رسالة الإسلام القائمة على الوسطية والاعتدال والحق، نحمل رسالة صالحة
لكل زمان ومكان، رسالة تستوعب الجديد ولا تصطدم به، فهي رسالة تعمل على تحقيق المراد الحضاري للدين الإسلامي من هذا المنطق يجب أن تفهم وتقرأ زيارة سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لواشنطن وبعض العواصم الأوربية، فسمو ولي العهد يعمل على تحقيق المراد الحضاري للدين الأسلامي بفكر يتقبل الاختلاف وبقوة تحافظ على الثوابت.
المطلوب منا في هذا التوقيت البالغ الحساسية خارجياً ومن خلال سفارات بلادنا أن نعمل على توصيل رسالة المراد الحضاري لديننا الحنيف.