تذكرت هذا الحديث الشريف وأنا أرى الحشود التي جاءت لوداع رجل من رجال الخير.. رجل من رجال بريدة التي أحبها فأحبته.. رجل بـ1000 رجل بل يزيد.. إنه الشيخ محمد بن عثمان البشر تغمده الله بواسع رحمته.. إنه صاحب (حب الحصيد) و(الطلع النضيد) و (الرأي السديد) و (النظر البعيد) و(العمر المديد) و(الفكر الرشيد).. صاحب المجد والعطاء.. والحب والوفاء.. عطاء في السيرة.. ونقاء في السريرة.. وبياض في المسيرة..
تسعة- عقود حافلة.. كان حريصا على الخير ليس بحثا عن جاه ولكنه سباق للخير في كل اتجاه.. كان حريصا على تكريم حفظة كتاب الله.. وعلى دعوة الأيتام ومن في حكمهم.. كما كان لزوار بريدة التي عشقها نصيب من دعواته حيث كان يقيم الولائم لهم ولأعيان المدينة.
في التأليف حفظ كثيراً من تاريخ بريدة في كتابه الموسوم حب الحصيد. الذي أهداني نسخة منه وهو عبارة عن مجلدين تتجاوز صفحاتهما 1800 صفحة نشر فيها كل ما يود القارئ والمهتم بتاريخ بريدة معرفته، كان حريصا على كتاب الله فقد كان عضوا مؤسسا لجمعية تحفيظ القران ببريدة واهتم بالقران تلاوة حيث ذكر أبناؤه أن له ورد في ذلك واهتم بالقرآن تأليفا بـ(الطلع النضيد) وغيره، واهتم بالقرآن بتكريم (حفظته) و(مجوديه) كان أحد مؤسسي جمعية البر الخيرية ببريدة وداعميها كان حريصا على الصلاة في مسجده لا لشيء ولكن ليستقبل كل من جاء لزيارته ويقوم بواجبه. جلست معه قبل فترة وكان الحديث حول عشقي وعشقه (بريدة) و(سمعت) منه - بعد أن كنت أسمع كثيرا عنه - أنه لا يكل ولا يمل في أي موضوع يخص هذه المعشوقة وأنه (ذهب) و(كتب) و(سافر) و(اجتمع) و(تواصل) مع المسؤولين وذوي العلاقة بهذا الشأن. حينما أردت أن أكتب شيئا تزاحمت أمامي أشياء واكتشفت حينها أنه أكبر من الكتابة عنه أو بيان مآثره ومحاسنه ولكن يبقى الأهم وهو الدعاء له بالمغفرة و الرحمة.. وعزاؤنا أن أبناؤه سيواصلون مسيرته الخيرية والمجتمعية.. رحمك الله أبا عثمان وجعل ما قدمت في ميزان حسناتك وجعل مثواك الفردوس إنه سميع مجيب.
** **
- أحمد بن عبدالله الصقعوب