اختتمت مؤخرًا في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس اجتماعات الدورة الثامنة لوزراء السياحة في مجموعة العشرين، التي أُقيم بالتزامن معها المؤتمر السنوي للمجلس العالمي للسفر والسياحة.
وفي كلتا المناسبتين كان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الشخصية الأبرز والأقوى حضورًا والأكثر تأثيرًا.
وإضافة إلى ما حظي به الأمير سلطان من احتفاء خاص من الرئيس والوزراء وكبار المسؤولين في الأرجنتين، فقد كان لسموه حضور مهم في اجتماعات وزراء السياحة في مجموعة العشرين، إضافة إلى ما يتمتع به من علاقة قوية مع وزراء ومسؤولي السياحة في دول العالم؛ إذ يحظى بمكانة وتقدير عاليَيْن.
وكدلالة على اهتمام وزراء السياحة بآراء سموه فقد تبنى الاجتماع الرؤية التي طرحها سموه بأهمية التكامل بين السياحة من جهة والتراث والثقافات المحلية من جهة أخرى، والدعوة لتكثيف العمل على التناغم بين برامج السياحة مع التراث والثقافة في الدول الأعضاء؛ لكون النمو السياحي يتطلب استيعاب الثقافة والتراث التي تشكل الهوية المميزة لكل دولة، والجاذب الأكبر للسياح، ولكون هذه القيم مشتركة تعزز أدوار السياحة في التقارب بين الشعوب والتفاهم بين الثقافات، وتعزيز الانتماء للهوية التي تمثل قيمة توازي أو تتفوق على أهمية السياحة اقتصاديًّا.
كما تبنى الوزراء المقولة التي طرحها في الاجتماع «وظيفتنا بوصفنا وزراء هي إيجاد الوظائف». وأعلن عدد من الوزراء أن إيجاد الوظائف سيكون شعارًا لعملهم.
وناقشت اجتماعات الدورة عددًا من الموضوعات التي ركزت على تعزيز السياسات التي تسهم في خلق فرص العمل، وتدعم ريادة الأعمال في مجال السياحة، وبحث قيام المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص بمراجعة البرامج التعليمية، وتوظيف السياسات المناسبة لتطوير المهارات اللازمة لفرص العمل المستقبلية.
وفي كلمته في الاجتماع نقل سموه تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وتشديدات مقامه الكريم على أهمية السياحة كمحرك اقتصادي، واهتمامه أن تبقى سبيلاً للمحافظة على أصالة الأمم، ووسيلة لعرض التراث والثقافات التي تميز كل دولة.
وتناول في كلمته واقع السياحة على مستوى العالم، وسبل تطوير هذا القطاع خاصة في مجال توفير فرص العمل. مؤكدًا سموه أن السياحة تُعد أحد أهم محركات الاقتصاد في المملكة.
وركز في مشاركته على دور المملكة في تطوير السياحة الوطنية الذي بدأ منذ سنوات عدة، والمملكة الآن جاهزة لتبني على ما تمت تهيئته في السابق من خلال التمويل والبرامج، سواء من خلال هيئة السياحة وبرامجها التمويلية، أو من خلال الهيئات الجديدة والعمل المشترك بين الجميع حتى تنهض المملكة بهذا القطاع الاقتصادي الكبير.
المؤتمر السنوي للمجلس العالمي للسفر والسياحة
أما المؤتمر السنوي للمجلس العالمي للسفر والسياحة فقد اختار الأمير سلطان بن سلمان الضيف الرئيس للمؤتمر بالرغم من حضور وزراء السياحة في دول مجموعة العشرين.
وخصص المؤتمر جلسة للأمير سلطان بن سلمان، حاوره فيها السيد لاري كينت رئيس شركات استثمارية كبرى عدة، وإعلامي متخصص في شؤون الاستثمار، بحضور أكثر من 1200 شخصية من كبار المستثمرين ومسؤولي الشركات الرئيسة في مجال السياحة.
وفي حديثه في الجلسة قال السيد لاري كينت إن الأمير سلطان بن سلمان ليس قائدًا محليًّا فحسب بل قائدًا عالميًّا في مجال السياحة. ونهنئه على الجائزة التي حصل عليها العام الماضي من منظمة السياحة العالمية بصفته قائدًا عالميًّا متميزًا في مجال السياحة.
وبدوره، أكد معالي وزير السياحة الأرجنتيني خوسيه جوستافو سانتوس أن الأمير سلطان شخصية معروفة ومهمة على صعيد السياحة العالمية. مرحبًا بوجوده في الأرجنتين ومشاركته في الاجتماعات.
وقال في تصريح صحفي إن للأمير سلطان جهودًا كبيرة ومقدرة في مجال السياحة العالمية، وفي مجال الحفاظ على التراث العالمي.
ويُعد المجلس العالمي للسفر والسياحة أكبر تجمع للمستثمرين والقطاع الخاص العامل في مجالات السياحة حول العالم، والمسؤول عن تحركات غالبية السياح بين الدول.
وقد أشار سمو رئيس الهيئة في حديثه في المؤتمر إلى دور السياحة في اجتماع وتفاهم وتقارب الناس حول العالم، إضافة إلى دورها الاقتصادي والثقافي المهم.
وأكد أن المملكة العربية السعودية قادمة بقوة لتكون من أهم الدول الجاذبة للسياحة في المنطقة. مشيرًا إلى أنها بحكم موقعها الجغرافي ومقوماتها السياحية والتاريخية الفريدة وشعبها المضياف مؤهلة للريادة في المجال السياحي.
وأشار إلى إقبال المستثمرين الدوليين على قطاع السياحة في المملكة بعد أن هيأته الدولة من خلال برامجها وسياساتها الجديدة التي تبني على النجاحات السابقة والقوة الاقتصادية والنظامية المكتسبة عبر السنين، ومنها ما قدمته الهيئة في مجالات السياحة منذ إنشائها، وأسهم في إيجاد البيئة المحفزة للاستثمار، ووضعت من خلال الاستراتيجية الوطنية التي أقرتها الدولة عام 2005 مرتكزات العمل، وأوصت بالأدوار التي تسهم في تمكين الدولة السياحة من ممارسة أدوارها، وهو ما تحقق الآن؛ إذ أنشأت الدولة هيئات متخصصة وصندوقًا للاستثمارات، تعمل مع الهيئة لتنفيذ مشروع تنمية السياحة الوطنية والعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي عملت الهيئة على وضع مساره منذ تأسيسها.
وأكد سموه أن أبرز اهتماماته واهتمامات الهيئة هو العمل بالشراكة، إضافة إلى التركيز على خلق فرص العمل.